26 نوفمبر، 2024 2:53 م
Search
Close this search box.

إعلان الحرب النفسية قبل الطوفان إعلان الحرب النفسية قبل الطوفان

إعلان الحرب النفسية قبل الطوفان إعلان الحرب النفسية قبل الطوفان

تشن داعش اليوم حربا نفسية, وتزداد عند بدا العمليات العسكرية,التي تشنها القوات الأمنية والحشد الشعبي, حيث خسر التنظيم الإرهابي أخيرا مواقع كثيرة, وحصل انكسار فضيع لإتباعه, لذا سعى التنظيم إلى رفع معنوياته, عبر التوسل بأساليب الحرب النفسية, معتمداً على التضليل, والتي نجح بها أيام دخوله للموصل, وهي تحت أشراف كوادر خارجية خبيرة, التي تصنع الصور بشكل يتقبله المتلقي, وتصبح عنده حقيقة, وعلى أساسها تحدث ردة الفعل.

الضجة الإعلامية التي حصلت, بفعل قصة ناظم الثرثار, والمجزرة المزعومة, بصور وفيديوات, تم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي, والتي أخذت كحقيقة من قبل فئة كبيرة, لتحقق غرضها في حصول انكسار داخلي, في وقت كان يجب التعامل معها بوعي, لكن انعدام الثقة بين المواطن والحكومة في المرحلة السابقة, بفعل التجارب الفاشلة, لذا خلق هذا الأمر جو من التشكيك, في كل معلومة تأتي من المصادر الرسمية, فتم تكذيب وزير الدفاع, واتهامه بالتخريف, فقط لأنه سعى لتوضيح الأمر.

الخطر الأكبر من صناعة الأكاذيب (داعشية), أنهم ينتظرون ردود أفعالنا, كي يقوموا بالخطوة التالية, في مسار الحرب النفسية, بحيث تكون على وقع نتائج الإشاعة, ولا ننسى وجود كوادر أجنبية متخصصة بالحرب النفسية, والتخطيط الاستراتيجي, فهي من يقود التنظيم الإرهابي, وهذه الشخوص لها ارتباط مباشر مع المخابرات العالمية, والحقيقة انهم نجحوا في مسرحية الثرثار, وهو نجاح بعد نجاح حربهم النفسية, التي جعلت مائة إلف يهربون من مدينة الرمادي, من دون طلقة واحدة, مما يدلل على ثغرة نفسية كبيرة أحدثها التنظيم في الانبار.

والأسباب كثيرة, تندرج فيها تأرجح موقف بعض العشائر, واندماج عشائر أخرى مع التنظيم, مع تأييد حزب البعث للتمرد على الدولة, والدعوة للالتحاق بالدواعش, ومن جانب أخر فتأوي عبد الملك السعدي, التي تسمي الدواعش بالثوار, واعترافه بان دواعش الموصل خير سند لهم, هذه الأسباب جعلت من داعش في الانبار حقيقة يمكن إن تتوسع, وتسقط بيدهم كل المحافظة, إن لم يتم معالجة الأمر سريعا.

نتسائل ترى ما هي أهداف الحرب النفسية, فما نشهده من فوضى تضيع علينا كثير من معالم الصورة.

يمكن حصرها في خمس أهداف, وهي: الهدف الأول: تحطيم الروح المعنوية لدى العسكريين والمدنيين, ثانيا تحقيق حالة من الشك والإحباط واليأس في إمكانية التحدي والصمود, ثالثا: زعزعة عامل الثقة بين المواطنين وقادتهم, من سياسيين وعسكريين, رابعاً: تحطيم إرادة القتال لدى إفراد وضباط الجيش, خامساً: الوصول بالعسكريين والمدنيين إلى حالة من الذعر والخوف والهلع ودفعهم باتجاه الاستسلام أو الفرار.

مازلت أتذكر كيف فعلت إيقونة أبو عزرائيل, من رعب في صفوف الدواعش, فكانت حلقة مهمة في الحرب النفسية, نحتاج لهكذا أفكار, لنرد للدواعش الصاع صاعين, فعملية إزالة اثأر الحرب النفسية, واستعادة الروح المعنوية العالية, تحتاج لغرفة عمليات, من خبراء وأساتذة في الإعلام وعلم النفس والاجتماع, لتصنيع أفكار مضادة, وبالسرعة القصوى.

أنها سطور رسالتي للسادة المسئولين, لتصحيح الوضع قبل الطوفان.

أحدث المقالات