في مساء يوم 26 نيسان 2015، بثّت قناة العهد الفضائية، خطاباً متلفزاً للأمين العام للحركة الاسلامية في العراق (عصائب أهل الحق)، فضيلة الشيخ قيس الخزعلي. كان الخطاب نوعياً في طرح النقاط، التي تعني الوضع الأمني العراقي. كما أَنَّ النقاط التي طرحت، كانت موضوعية في تشخيص مشكلة الواقع السياسي، في عراقنا الجريح.
فالمشروع السياسي في العراق، يدار بطريقة تتَّصف بالتبعية لأمريكا و محورها. فالموضوع الذي لا ترتاح له أمريكا، يكون بعيداً عن تناول الحلّ. سواء كان ذلك الموضوع سياسياً أو أمنياً أو عسكرياً. هذا الوضع الذي يكون فيه لأمريكا (حقّ النقضّ)، أضرّ كثيراً بالوضع العام العراقي، و الضرر الأكبر في الواقع العراقي، ظلّ يتحمله اتباع الطائفة الشيعيَّة.
بعد أَنّْ كشف الواقع الكثير من الحقائق، أَضحى الانسان الواعي لا يتحرج، من تناول مواضيع، ما كان سابقاً يستسهل طرحها علناً، مراعاة لمشاعر الآخرين، أَصحاب الهويّات الأُخرى. لكن بعد مجزرة سبايكر و غيرها من المجازر، أَصبحنا ندرك بأَنَّ الحديث بصريح القول، أَفضل كثيراً من التلميح به.
و لا نستغرب أَبداً، عندما نشاهد من على شاشة فضائية (العربية) (السعودية)، ظهور وزير الاعلام الأَردني السابق (صالح القلاّب)، و هو يُقدّم وجهة نظر، تحمل عنوان (عين العاصفة). فيتحدث (القلاّب) بصراحة مباشرة لدقائق، شارحاً وجهة نظره، بيّد أَنها وجهة نظر سياسة الحلف اللأمريكي الصهيوني السعودية. فقال (القلاّب) في الحلقة الأولى من البرنامج :
(أُ أَكد لكم انني سأكون منحازاً في هذه المعركة. سأكون منحازاً الى الأمة العربية. انا عربي و الأمة العربية مستهدفة. …. هذه معركة لا حياد فيها على الاطلاق. …. كيف لا نكون منحازين، و نحن نرى حسن نصر الله يقف على رؤوس أَصابع قدميه، و يهزّ قبضته في وجوهنا، و يقول لنا إنّه يفتخر بأنَّ يكون مقاتلاً، في فيلق الولي الفقيه. …. كيف يمكن أَنّْ نكون محايدين، و نحن نرى العرب يستباحون في العراق، و سوريا و في لبنان و اليمن. …. كيف أَنا ممكن أَنّْ أكون و أَي عربي غير منحاز، و نحن نرى قاسم سليماني ينتقل من مكان لآخر كالطاؤوس (هكذا نطقت) و يرقص في شوارع مدننا و شوارع و قرانا. (200) أَلف قتيل في سوريا، و أضعاف هذا العدد في العراق. و قبل أَيام رأينا ماذا حدث في تكريت. ثم نرى يومياً ماذا يحدث في اليمن، قبل عاصفة (العزم).( صالح القلاب. لن اكن محايداً.).
إذن نحن الشيعة لنا معركة أيضاً، كما للحلف الامريكي الصهيوني السعودي معركة. فمعركتنا هي تحرير العراق، من سيطرة الحلف الامريكي الصهيوني السعودي، المتمثل بعصابات (داعش). و من سمات معركتنا المصيرية، التي نخوضها الآن مع داعش، انها تستند الى ثلاث ركائز هي.
الركيزة الأولى: المنهج الآيديولوجي، فشيعة العراق و العالم، يتوحدون عقائدياً و فكرياً و ثقافياً و تاريخياً، مع المنهج العصموي الذي انبثق من بيت الرسالة المحمدية الأصيلة. فسار الشيعة على هدي النبي محمد(ص)، وعلى هدي الأَئمة من أهل البيت (ع). هذا المنهج يحتّم على اتباعه، رفض الولاء لأَئمة الجور و سلاطين الظلم. وهذا هو سرّ عداء الأَنظمة السائرة، في الفلك الأَمريكي الصهيوني، لشيعة العالم، و على وجه الخصوص، شيعة العراق في الوقت الحاضر.
الركيزة الثانية: منهج التعامل السلمي مع الآخرين:
إِنَّ تاريخ الأُمَّة الاسلامية يعجز عن تقديم دليلاً واقعياً واحداً ، (على مدى مسيرته التاريخية الطويلة)، يثبت فيه أَنَّ شيعة أَئمة أَهل البيت(ع)، هم اشخاص عدوانيون، لا يُؤْمَنُ منهم القتل.
فالشيعة يتقيدون بتعاليم الاسلام الحنيف، و يعملون بقول الله و رسوله(ص). و رسول الله(ص) يوصي بقوله:(الايمان قيّد الفَتّْكْ). أَيّ من يفتك بالآخرين فلا إِيمان له.
الركيزة الثالثة: حُبُّ الشيعة لأَوطانهم. فالوطنية عند عموم الشيعة، لا يزايد عليها أحد. وخير مثال يذكره لنا التاريخ الحديث، قيام شيعة العراق بمقاتلة القوات البريطانية، التي دخلت الى مدينة البصرة في عام 1914، عملاً بفتاوى مراجعهم التي اوجبت قتال الانكليز. وكذلك فتاوى مراجع الشيعة، في الحرب العالمية الأولى، بوجوب قتال المستعمرين الروس الذين احتلوا اجزاءً من ايران، و الايطاليين الذين احتلوا ليبيا.
للموضوع تمّة في الحلقة الثانية منه ان شاء الله تعالى.