23 ديسمبر، 2024 1:34 م

دللوًل يالوطن يأبني

دللوًل يالوطن يأبني

“بلادي وإن جارت علي عزيزة وقومي وإن جارو علي كرام”
الوطن في مفهوم اللغة، مكان أقامة الإنسان ومقر ولادته، واليه انتماءه، والموطن اسم مكان من “وطن” هو كل مكان أقامة به الإنسان لفترة محدد وللأمرا ما.

تعتبر الأم هي الوطن الرئيسي للإنسان، لأنه شرب الحليب من ثدييها، وغمضت عيناه في حجرها الدافئ الحنون، و هناك ارتباط روحي ووجداني، بين الأم وجنينها، عندما كان في عالم الذر، فيولد الإنسان متعلقا بأمه، ومهما طال وكبر فان ينادى باسم أمه ابن “فلانة” يوم ينادي المنادي، الوطن عينه كالأم في واقعية المواطن.

للام نشيد تنشده لوليدها، التي سبق وان توارثته عبر الأجيال، “دللول يالولد يبني دللول” وضل هذا النشيد راسخ في أحشاء الإنسان، وهذا يعيد الارتباط الروحي بين المولود وحجر أمه، الذي يعتبر الوطن الأصلي للوليد، ومهما قست الأم على وليدها، فان حنانها لا يقل تجاهه.

يعد النشيد الوطني، أحد أهم الرموز الوطنية للدولة، و يقوم بدور كبير في شحذ الهمم، و الروح المعنوية لأفراد الشعب، و جمعهم على هدف واحد، حيث يعبر عن أيديولوجية الدولة و توجهها.

النشيد الوطني العراقي، الذي يثير الاستغراب في طليعته “موطني .. موطني” فالعراق وطني لا موطني، وهنا فرق بين الاثنين، فالأول أمي، ومولود على أرضه وشربت من مائه، كأنه حليب أمي حيث اغفوا على نسيم دجلته وفراته، والثاني هو أرض المهجر.

أن ما قاله ابراهيم طوقان في قصيدته لعله، هنا لم يبالي للوطن الأم، وكتب حول موطنه الذي يقيم به، وليس على وطنه المحتل.

إن تعاقب الحكومات والطواغيت، على حكم العراق، وكثرة الحروب بالنيابة، التي خاضها حكام العراق، بيد أن الأطماع الخارجية، استطاعت صنع فجوة داخل الروح الوطنية، التي أقدم على اضمحلالها في نفوس بعض أبناء الوطن، بعد زج البلاد بحروب، وإشاعة التفرقة بين فئات الشعب الواحد، حتى انتهت بانتهاء الكهرباء الوطنية، الذي أفقدت وطنيتها هي الأخرى!

تجاهل الساسة، وبعض أصحاب المناصب التنفيذية للوطن، و معانات أهله، مما يولد أسئلة وشكوك حول تصرفاتهم، الخالية من حبهم للعراق، فهل يشعرون بولائهم لمواطنهم الذي اسكنوها أيام الطاغية في المهجر؟ وتناسوا الوطن الأصلي، مكان ولادتهم، وولادة أمهاتهم وإبائهم، وأنكروا حنينهم ووفائهم لبلدهم، وعليهم أن يقتدوا بعشق الطيور لأعشاشها.

لو كان العراق جهنم، لدعوت الله أن أدخلها، و أن أكتوي بنارها، هنا أسأل نفسي دائماً: لماذا أحب العراق إلى حد العشق؟ هل لأنني وُلدت وعشت فيه؟ ومضغت من طينه وشربت عذب مائه؟ هذا لا يكفى، أخيرا أيقنتً أن حب الوطن، هو مزيج مع الدم الذي يسري في عروقي، لا يمكن انتزاعه او تغييره.