كانت نسخة الديمقراطية الامريكية بعد عام 2003 كوصفة خاصة للشعب العراقي لتفتيته والقضاء على بنية تماسك الشعب والقضاء على حضارته وتراثه التاريخي الاصيل , واشعلت نيران الطائفية والمفخخات في العراق , لا ن البلد والمجتمع المفككة اوصاله لن يكون في مقدوره مواجهة القوى الامبريالية والصهيونية العالمية .
وصفة ” برايمر” الحاكم المدني الصهيوني” السيء الصيت ” في حل الجيش ومؤسسات الدولة وفي تشكيله مجلس الحكم” الطائفي ” والحكومات المتعاقبة عليه ,الهدف الاساسي منه هو تفتيت المجتمع العراقي والقضاء على وحدته الاجتماعية.
وهذا ما نجح المحتل الامريكي نجاحا باهرا وبدرجة امتياز مع شعب لا يعرف طيلة حياته غير التطبيل والتزمير للحاكم ,والسب والشتم عند رحيله, هذه هي نسخة الديمقراطية الامريكية في العراق والشرق الاوسط الجديد حسب مخططات “بايدن ” التقسيمية للعراق والوطن العربي …بدءا من احتلال العراق مرورا بالربيع العربي والتقسيم الجديد للدول العربية وازالة 7 رؤساء عرب والثامن هو الرئيس السوري الذي صمد صمودا غير متوقع وابهر الجميع بشعبه وجيشه الصامد الغيور.
مشروع الصهيونية العالمية الذي تديره الولايات المتحدة الامريكية نجح في تقسيم العراق ونهب ثرواته النفطية وقتل الروح الوطنية للشباب في حل الجيش وانهاء الخدمة الالزامية من اجل حماية الكيان الصهيوني باسرائيل البنت المدللة لامريكا والتي لا تخضع الى اي اتفاقية عالمية وخاصة في شؤون السلاح المحرم دوليا في النووي والكيمياوي وغيرها من الاسلحة الجرثومية .
اصبح العراق خربة وضيعة ضعيفة تقاسمتها الدول من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها وامسى العراق جراء الديمقراطية الامريكية البلد الاول فسادا في العالم وحاز على الميدالية الذهبية في اولمبياد الفساد العالمي المقامة في الصومال عام 2014.
وحيث ان المحاصصة الطائفية جلبت كل من هب ودب من المزورين والفساد وشذاذ الآفاق التي اوصلت العراق وشعبه الى هذا المستوى المتخلف بين الدول…وحيث ان المحاصصة الطائفية لم ترقى على تطبيق العدالة والحرية والمساواة التي كان ينتظرها الشعب العراقي بتلهف شديد, واثبت ان الزعيم الطائفي هو الآخر لن يكون ديمقراطيا ,فالمحاصصة الطائفية ألد اعداء الديمقراطية والعدالة والمساواة, لان الطائفي يؤمن بان طائفته فوق الجميع وشعاره الطائفة اولا ثم الوطن والحزب اولا والعراق ثانيا,كما ان زعماء الطوائف من رجال الدين والسياسة قد احرجوا انفسهم امام الشعب العراقي بايصال المزورين والسراق والقتلة وآكلي السحت الحرالم الى دفة الدولة ومؤسساتها ضمن التوافق والشفافية والمحاصصة والعمل على مبدأ( شيلني واشيلك…انت اس واني اس ) وكلانا في الهوى سوى.
اما “العلمانية” في الشرق الاوسط واوربا تسير الى اتجاه ايدلوجي مقابل التيار الديمقراطي وغالبا ما يستخدم الوصف هو – فصل الدين عن الدولة – والغاء ولاية رجال الدين ….حيث الهمت العلمانية الكثير من علماء المسلمين, الا انها اكتسبت دلالات سلبية في بعض بلدان الشرق الاوسط وغالبا ما انتقد الخلط بانها مناهضة للدين.
الليبراليون والقوميون من اوائل المؤيدين للعلمانية وهم الذين سعوا لايجاد حل لمجتمع متعدد الطوائف والسكان مثل العراق …..والاخذ بيد التطور والحداثة.
لا يوجد في التاريخ الاسلامي وفي النصوص الاسلامية المقدسة ما يلزم المسلمين باتباع نموذج الخلافة بالحكومة الدينية وان بامكانهم اختيار النظام السياسي الذي يناسبهم.
الحال ان مصطلح علمانية اكتسب دلالة سيئة في العالم الاسلامي بعد اقامة النظام السياسي العلماني في تركيا عام 1924 على يد مصطفى كمال اتتاتورك.
وان وجود تقارب بين العلمالنية والاسلام ليس بجديد, حيث ان الاسلام بطبيعته دين علماني لانه يهتم بامور الدنيا والحياة الحاضرة بدلا من امور الآخرة وهذا ما رأيناه بان بعض السياسيين الاسلاميين في العراق يحبون النهب والسلب والمناصب والكراسي واكل السحت الحرام ونسوا عذاب الله في الآخرة.
وقد قالوا ان الاسلام والعلمانية يلتقيان في الايمان بالعقل وتجنيده وفي اعتناق الديمقراطية والليبرالية والاهتمام بالنزعات المالية والايمان بالتوجه الانساني (هيو مانزم ) وقبول مباديء النسبية والتاريخية………………………..!!