17 نوفمبر، 2024 10:47 م
Search
Close this search box.

اخر مهازل السياسة في العراق … برلمانييون يستقون معلوماتهم من مواقع التواصل الاجتماعي

اخر مهازل السياسة في العراق … برلمانييون يستقون معلوماتهم من مواقع التواصل الاجتماعي

شهد العراق يوم امس فضيحة سياسية جديدة يمكن وصفها بفضيحة الموسم لبرلمانيين عراقيين جبلوا على اثارة الفتن والازمات فلا يكادوا يسمعوا جعجعة حتى يبدءوا بالزعيق وكيل التهم لهذا الطرف او وذاك للنيل من منافسيهم حتى لو كان من ينتقدوه يمثل نقطة الضوء الوحيدة في الواقع العراقي المعتم . فقد خرجت هذه الاصوات النشاز يوم امس على الاعلام ليدعوا قيام داعش بمذبحة في ناظم الثرثار قتل فيها وحسب زعمهم مئة وثلاثون من الجنود العراقيين , متهمين حكومة العبادي بالتقصير ومطالبين باستجواب وزير الدفاع بل وتقديم استقالته . ولم يكتفوا بهذا الحد بل طالبوا بمنعه من السفر لحين الانتهاء من التحقيق في الموضوع .

ولم يكد هذا الزعيق يملأ فضاء السياسة العراقي حتى ظهر ان الخبر عار عن الصحة تماما وهو من تلفيق الشرذمة التي كانت تحكم العراق طوال ثمان سنوات الماضية , بغية تضعيف حكومة العبادي وافشال جهوده في ترميم ماافسدوه في العراق .

ولانعرف هل ان فبركة هذا الخبر كان لجهلهم السياسي ام انهم اصبحوا ابواقا لداعش من حيث يعلمون او لا يعلمون , فأصل الخبر كان عبارة عن تسريبات لمواقع تابعة لتنظيم داعش نشرت صور جثث ادعت انها لجنود عراقيون في ناظم الثرثار قتلوا بعد ان سيطرت داعش على الناظم .

ان كان تبني جوقة الفتن للخبر هذا ناتج عن جهلهم السياسي فذلك هو المضحك المبكي في ان تنحدر مجموعة كانت تحكم العراق ثمان سنوات الى هذا المستوى الضحل من الادراك والوعي في ان يستقوا معلوماتهم الخبرية من صفحات الانترنيت , و تكون مصادرهم الخبرية هي صفحات التواصل الاجتماعي , مثلهم مثل أي مواطن عراقي عادي بدلا من ان يكون على اتصال دائم بالمؤسسات الحكومية في الدولة والمطبخ السياسي فيه ويستقي معلوماته منهم مباشرة . ولو قبلنا من ساسة الصدفة هؤلاء ان يأخذوا اخبارهم من صفحات الانترنيت ومواقعها افلا يجدر بهم التاكد من هذه الاخبار قبل تبنيها كما يطالبون هم انفسهم من الاعلام التاكد من الاخبار التي يذيعوها ؟

يبدو ان في العراق ساسة فضائيون ليس لديهم مهمة سوى الجلوس في بيوتهم والتسمر امام اجهزة الكومبيوتر .

اما اذا كانوا يتقصدون نشر هذه الاخبار الملفقة رغم علمهم بكذبها فهم بذلك متورطون بشكل او باخر مع اهداف وتوجهات داعش الاعلامية , ومتناسقين معها في احباط معنويات المؤسسة العسكرية العراقية واثارة البلبلة في صفوف العراقين الذين هم بامس الحاجة الان الى الثقة بقدرات جيشهم وامكانيات مؤسستهم العسكرية , وفي هذه الحالة فان عذرهم اقبح من الذنب نفسه .

كيف يمكن للمواطن العراقي الذي ارتكب غلطة عمره في انتخاب هؤلاء ان يثق من اليوم وصاعدا بادعائات هذه الجوقة التي لم تدخر جهدا في اشاعة روح البلبلة والكراهية وانعدام الثقة بين العراقيين اولا وبين العراقيين واجهزة الحكومة طوال ثانيا ؟

الغريب في الامر ان جميع الاصوات المزعجة التي تلقفت هذا الخبر وتبنته هي نفسها التي كانت ايام تراسها للحكومة تعيش على اثارة الازمات ولا زالت تتنبى نظرية الازمات نفسها .

والان وبعد اكتشاف فضيحة ناظم الثرثار فان جوقة الفتن مطالبة بالاعتذار رسميا للشعب العراقي اولا ورئيس الوزراء العبادي ثانيا وكذلك وعلى وجه الخصوص للسيد وزير الدفاع الذي حاولوا اتهامه بالتقصير والتعمد , ويجب محاسبتهم في الدفع بالامور الى التشنج وزيادة الشرخ بين ابناء الوطن الواحد في فتنة كادت ان تؤدي الى افشال كافة الجهود الرامية لمحاربة داعش .

أحدث المقالات