19 ديسمبر، 2024 5:46 ص

ماذا يجري بالضبط ؟

ماذا يجري بالضبط ؟

تناقلت وسائل الاعلام خبرا مهولا ومرعبا من جبهات القتال مع داعش وهو تصفية عشرات الجنود والمتطوعين على يد داعش بعد تطويقهم واسرهم شمال الفلوجة عند ناظم الثرثار . واكدت المصادر ان المغدورين اتصلوا اكثر من مرة بقياداتهم لتقديم الاسناد لهم ولم يستجب لهم احد ما ادى الى نفاد ذخيرتهم ووقوعهم اسرى بيد داعش .

لماذا حصل ما حصل ؟ اين الطيران , واين القوات الساندة ؟ الم يقل لنا المسؤولون من عسكريين ومدنيين ان داعش شرذمة قليلون في طريقهم الى الاندحار ؟ هل بامكان الشرذمة ان تحاصر وتاسر وحدة من جيش نظامي متاهب ؟ لماذا يكذب المسؤول على الناس وهم يقدمون ابناءهم وانفسهم واموالهم ؟ .

الذي اعتقده ومن متابعة اخبار المواجهة مع داعش ان هناك يدا خفية ومخابراتية تعمل الى سرقة فرحة الانتصار الكبير الذي تحقق في صلاح الدين ، فحينما يسمع المواطن بسقوط عشرة اقضية في الانبار بيد داعش ونزوح الاف الاسر ، وعندما يسمع بسيطرة داعش على ناظم الثرثار وتهديد بغداد بالغرق سوف يتملكه الخوف والشك في ان ما تقوم به وزارة الدفاع في الانبار عبارة عن فوضى وليس هجوما عسكريا منظما على عدو وصف بانه شرذمة في طريقها الى الاندحار ، وان هذه الوزارة في اغلبية قادتها العسكريين ووزيرها غير مؤهلة … اذن ماهو الحل ؟

الحل هو بتسليم قيادة المعركة في الانبار الى قيادة الحشد الشعبي لانها قيادة اثبتت جدارتها في السوق والتنظيم والادارة من خلال معركة تحرير صلاح الدين وديالى وجرف الصخر والعظيم وغيرها من المعارك ، وهذا الامر يعرفه اهل السلطة ولكنهم لايستطيعون تسليم قيادة المعركة الى الحشد الشعبي بل عملوا على ابعاده عن المعركة لسببين :

الاول ، ارتفاع نهيق الطائفيين السنة وتصويرهم المعركة بانها معركة الشيعة ضد السنة .

الثاني ، الموقف الامريكي المتاثر بضغوطات اللوبي السعودي الخليجي الاسرائيلي ، وهو موقف منحاز الى داعش ويربط الوضع في العراق بالموقف من ايران . لهذين السببين وللاسف لا تستطيع الحكومة ولا مجلس النواب وهما يتالفان من الاغلبية الشيعية تجاوزهما بسبب سياسة المجاملة والخوف من انفراط عقد الحكومة ولذا فان الحكومة باغلبيتها الشيعية والتحالف الوطني كونه الاكثر عددا في مجلس النواب هما من يتحملان مسؤولية الدماء التي تذهب بغير استحقاق وعليهما الجواب بما يقنع الشارع الشيعي وليس الشارع السني الطائفي او الخليجي او الراي العام الامريكي .

يكفينا مهرجانات خطابية ، ويكفينا استعراضات كاريكاتورية لان معركة الانبار هي معركة على ابواب بغداد فهل تعرفون ماذا تعني ابواب بغداد ؟

أحدث المقالات

أحدث المقالات