18 نوفمبر، 2024 3:37 ص
Search
Close this search box.

دعوة الى انهاء الصراع وافشاء السلام

دعوة الى انهاء الصراع وافشاء السلام

قال رسول الله صلى الله عليه واله (والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا افلا ادلكم على امر اذا فعلتموه تحاببتم افشوا السلام بينكم )

لقد حث الاسلام كثيرا على افشاء السلام والوئام والمحبة بين الناس فلا يكاد ان يكون دينا بني على السلام ودعا الى السلام حتى كانت التحية بين الناس هي السلام قال تعالى (دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين ) . اذ لم يكن ليصل الاسلام الى بقاع العالم واصقاعها لولا دعوته الى نشر السلام والوئام والعدل والانصاف لذا فقد دخل الناس في دين الله رغم اختلاف السنتهم والوانهم واثنياتهم وقومياتهم لانهم وجدوا فيه ضالتهم وعاشوا بين جوانبه في امن وامان واستقرار فكان السلام في النفس الانسانية عندما يدرك الانسان انه سوف يعيش هذه الحياة وسيموت في سلام وسيبعث في سلام اذا اخلص لله وادى دوره الاجتماعي في اكمل وجه من هنا كان السلام وافشائه له الاهمية البالغة حتى قال الامام علي عليه السلام قولته المشهورة عندما جمع بنيه واهله واوصاهم وهو يعالج سكرات الموت ويتهيأ ليرحل الى الرفيق الاعلى (يا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لاَ أُلْفِيَنَّكُمْ تَخُوضُونَ دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ خَوْضاً، تَقُولُونَ: قُتِلَ أمير المؤمنين.

أَلاَ لاَ تَقْتُلُنَّ بِي إِلاَّ قَاتِلِي .انْظُرُوا إِذَا أَنَا مِتُّ مِنْ ضَرْبَتِهِ هذِهِ، فَاضْرِبُوهُ ضَرْبَةً بِضَرْبَة، وَلاَ يُمَثَّلُ بِالرَّجُلِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ(صلى الله عليه وآله) يَقُولُ: “إِيَّاكُمْ وَالْمُثْلَةَ وَلَوْ بَالْكَلْبِ الْعَقُورِ”.

.. ولكن ومع الاسف الشديد نشاهد اليوم الحالة المأساوية التي تكتنف الاجواء المضطربة والمحتقنة وهي تنبئنا بأخبار الموت والدماء التي تسفك والارواح التي تزهق فها هي اقوال وافعال الغلاة والمتطرفين تكاد تهيمن على المشهد واصوات العقلاء لا تسمع لها ركزا ولا همسا واصبحت المنابر والفتاوى جسورا يعبر عليها اولئك الغلاة والمتعطشون للدماء والجرائم ترتكب متذرعة بالهوية المذهبية حتى تراق دماء الابرياء التي هي حرام بتشريع الله ورسوله , هل هي اللوثة التي اصابت العقول وخسفت بالقلوب حتى جعلتهم لا يكفون عن التحريض والتحشيد واشعال الفتن والحرائق في كل اتجاه وتلك الاجواء المشحونة والمخيفة والمرعبة لاتخطئها عين ولا ينكرها عقل .. ان هؤلاء المغالين والمتطرفين لا تعنيهم الامة في شيء ولا يهمهم مصيرها في اي حال من الاحوال فهم مشغولون فقط في مصالحهم واحقادهم وحساباتهم الشخصية فهم يروجون للخصومة والقطيعة بدل الحوار والمسامحة واحراق الاخضر واليابس بدل التهدئة والاقصاء والتهميش بدل الاصطفاف وتقبل الاخر ويطلقون صفير غارات الحرب والابادة الجسدية والفكرية ومن هنا لابد من

صوت يطفأ الفتن وتلك النار التي ربما لا تبقي ولا تذر ولابد من فكر معتدل خلاق يجمع المتباينات والمختلفات فكان ذلك صوت وفكر المرجع العراقي العربي السيد الصرخي والذي دعا الى مسيرات تجوب شوارع العراق من اجل السلام وافشاء السلام ووقف ذلك التقاتل والاحتراب يقول سماحته في تصريح لصحيفة بوابة العاصمة ردا على سؤال حول المسيرات الداعية الى السلام التي خرج بها انصاره والتي انطلقت بتاريخ 25 / 5 / 2015 (المسيرات الداعية الى السلام خرجت تزامناً مع تصاعد الجرائم وهتك الحرمات والإعتداءات على الأنفس والممتلكات وكثرة الحروب وسيادة لغة السلاح وانتشار الميليشيات وتسلطها في كل البلاد وعجز القوى المحلية والعالمية من السيطرة على هذا التدهور والإنحطاط في الأخلاق ، فخرجنا بتلك المسيرات للتأثير على عقول الشرفاء في كافة أرجاء المعمورة من أجل التحرّك الجدّي وتسخير كل الاقلام والإمكانات لوقف سفك الدماء ، وطبعاً العراق بلدنا وشعبنا وهو محور كل الصراعات وأصلها فلابدّ من تسجيل موقف لتحميل الآخرين المسؤولية الشرعية والأخلاقية والإنسانية والقانونية والمهنية والله المستعان .)

أحدث المقالات