بعيدا عن حزب الحمير الكردستاني الذي أسسه ، عمر كلول ،في محافظة السليمانية عام 2005 وحله عام 2014 ، وبعيدا عن الحزب الديمقراطي الأميركي الذي اتخذ من الحمار شعارا له سنة 1870، حين عمد رسام الكاريكاتير ، توماس ناست، إلى اختيار حمار أسود اللون كرمز للحزب الديمقراطي وهو يتبارز مع فيل جمهوري مذعور، وبعيدا عن “نادي الحمير ” الأوربي الذي يرأسه، فرانسوا بيل، وليس قريبا من الدعوى القضائية التي رفعها الصحفي الفلسطيني ، رومل شحرور، ضد قناة العربية التي استغلت صورته وهو يمتطي حمارا للتعليق على احداث اليمن …بعيدا عن كل هؤلاء وقف – حمارشتاين – غاضبا احتجاجا على نعت البشر له ولأقربائه بالغباء المفرط ، نهق – ابو صابر – مستدعيا على الفور أولاد عمومته من البغال ” البغل حيوان هجين ثمرة تزاوج فرس وحمار اكتسب العديد من صفاتهما المميزة ؛ فللبغل صبر الحمار وقوة الفرس وللبغال مقاومة عالية للأمراض وتتميز بأنها عقيمة ولا يمكنها التناسل” …كما استدعى حمارشتاين بنات خالاته الكدش” والكَدِيشُ هي الفرسُ غيرُ الأَصيلة ” كما جاء في المعجم الوسيط… ونادى على الجحاش ” الجَحْشُ هو ولد الحمار ” كما جاء في قاموس المعاني ، وسألهم سؤالا محددا بأعلى صوته آثار فيهم فضولا كبيرا وأيقظ بدواخلهم روح الثورة والتمرد والإصلاح والتغيير ” الى متى ينعتنا البشر في العراق بالغباء المفرط ونحن راضون وصامتون ، دعونا نناقش الأمر بهدوء وروية لنتوصل الى هوية الغبي الحقيقي فوق هذه الأرض التي ترفل بالخيرات ، نحن أم هم ؟!!
من هو الغبي ، الذي يجر عربات الغاز والنفط بحمير متقاعدة لكبر سنها ووهن عظمها مثلي في القرن الـ 21 ، أم نحن معاشر الحمير ممن استغنينا عن الثروتين معا لصالح الأنسان فلم يحسن استخدامهما في العراق قط ؟ نهيق
من هو الغبي الذي يسلم جيرانه وأشقاءه وأصدقاءه وزملاءه وأقاربه الى الجلادين بتقارير كيدية يفبركها الاف المخبرين السريين مقابل حفنة من الدولارات لصالح الحكام على اختلاف توجهاتهم وخلفياتهم العرقية والطائفية و الأيدولوجية ، أم نحن المحافظين على وشائج القربى بيننا منذ ظهورنا في أفريقيا قبل 12 الف عام وقبل الحصان بألفي عام والى يومنا هذا ؟! نهيييق
من هو الغبي الذي يخفض رواتب الموظفين الصغار والمتقاعدين وذوي الدخل المحدود والأجراء اليوميين واصحاب العقود ، فضلا عن رواتب الرعاية الاجتماعية والعاطلين عن العمل ويبقي على رواتب – اصحاب القروش و الكروش – كما هي بذريعة التقشف وانخفاض اسعار النفط العالمية ويترك عامدا المتورطين باختفاء 600 مليار دولار منذ 2003 مع وجود كم هائل من الملفات والمستمسكات والأدلة الدامغة التي تدينهم …أم نحن المتكاتفين مع بعضنا في السراء والضراء وشعارنا سيد القوم خادمهم ؟!!نهييييق
من هو الغبي الذي ينتخب ويعيد انتخاب ذات الأشخاص الذين سرقوه او خذلوه او ضيعوه أو اهملوه في الدورات السابقة كما في كل مرة مقابل بطانية أم النمر وسيت اقلام – جاف مرفع لا تضر ولا تنفع – ، ام نحن الذين لا نلدغ من جحر واحد مرتين ؟! نهيييق
من هو الغبي الذي يهدم آثاره ويطمس تأربخه ويمحو هويته ويهرب مخطوطاته وينسف مساجده ويفكك مصانعه ويحوسم مؤسساته ويدنس مستشفياته ..من يحرق بعضهم منازل بعض ويقصف بعضهم احياء بعض ويدمر بعضهم محال بعض وينهب بعضهم اموال بعض ويسلب بعضهم مواشي بعض ويصادر بعضهم أوقاف بعض ويجرف بعضهم مزارع بعض ويهجر بعضهم بعضا ويقطع بعضهم رقاب وأرزاق بعض ويهتك بعضهم اعراض بعض وينتهك بعضهم حرمات بعض ويخدع ويغش ويظلم ويهمش ويقصي بعضهم بعضا ، ام نحن الذين لا يخذل ولا يغدر ولا يخون بعضنا
بعضا ؟!نهييييق
من هو الغبي الذي يأكل اللحوم الهندية الملوثة بالكلور ، ويشرب العصائر والألبان الإيرانية التالفة القادمة من الهور ، ويتعشى بالدجاج – الأكسباير – المستورد من البرازيل مقليا ومشويا ، ويتغدى بأسماك المستنقعات الفيتنامية – المسرطنة – ويتداوى بالأدوية- المضروبة – القادمة من الصين والمعبأة بعلب  مزورة تحمل أسماء شركات عالمية رصينة مطبوعة ومصممة في مطابع البتاويين وهو يعلم ذلك ..أم نحن الذين لم نغير طباعانا وعادتنا الغذائية مذ خلقنا الله ؟ّ!نهيييييق وضجيج
ولا أريد ان أطيل عليكم كما يفعلون في خطبهم الفارغة ذات المنحى -الكونفوشيوسي – والتي لا تعدو ان تكون مجرد ثرثرة لاتسمن ولا تغني من جوع ، وأقول  اما ان يمنحوننا حقوقنا كاملة او سنضطر الى الانفصال عنهم وتأسيس دولة مستقلة خاصة بنا اقترح تسميتها بـ” جمهورية  الحمير الديمقراطية الكونفدرالية الشعبية ” وختاما دعوني اصفهم بما وصفنا به أمير الشعراء أحمد شوقي ذات يوم :
سقط الحمار من السفينة في الدجى ….فبكى الرفاق لفقده وترحموا
حتى إذا طـلـع النـهـار أتت به ….. نحو الســفينة موجة تتقدم
قـالــت خذوه كما أتاني سـالما……… لم ابتلـعـه لأنـه لا يهضم
أودعناكم اغاتي