سنوات والعراق يعصف به الارهاب وعانى ما عانى من وجعه بسبب ما وقع عليه من ظلم وحيف كبيرين عاشهما ابناء الشعب العراقي وهو يواجه الظروف الاقتصادية القاسية ولم يكن قد خرج منها ومن معاناتها بعد أن أطبق عليه حصار النظام السابق لحين زواله كي يتنفس المواطن العراقي هواء الحرية كما هو حال الشعوب الاخرى في المنطقة وما لبثت ان جاءته موجة الارهاب الاعمى التي زحفت اليه من الاقليم العربي لتعبر الحدود وتعبث بما شاءت وسط هذا المجتمع المظلوم منذ العام 2005 والى يومنا هذا حيث يشتد أوار الهجمات الارهابية على البسطاء والابرياء من الناس في الاسواق والاماكن العامة انتقاما منهم بسبب الانتماء الطائفي او العرقي حيث تنوعت في العراق التنظيمات التي تمارس الارهاب من القاعدة ومن يدخل تحت جناحيها وأنصار الاسلام والنقشبندية والجيش الإسلامي وغيرها الى أن وصل بنا الحال اليوم ان يواجه هذا الشعب المظلوم اخطر واعتى تنظيم ارهابي على وجه الارض بل ان العراق اليوم يحارب الارهاب العالمي على ارضه ويقاتل نيابة عن دول الارض جميعا وهو في كل المقاييس ابتلاء كبير لما يترتب عليه من معاناة وألم وفقدان للاحبة وكذلك فقدان لراحة العيش الكريم ليبقى الانسان يعيش في دوامة القلق والخوف من كل يوم جديد .
كل ذلك لم ولن يحصل للعراقيين لولا دعم ومساندة دول عربية وغير عربية لهذا التنظيم الاجرامي بالسلاح والمال واللوجستية الاستخبارية والمعلوماتية وكذلك لا ننسى السماح للعنصر البشري في بلدانهم وغض الطرف عنهم من اجل ان يلتحقوا بهذا التنظيم الارهابي تسهيلا عبر الحدود المشتركة ومعلوم ان الحدود التي تربط العراق بالسعودية الى الاردن الى
سورية الى تركيا هي امتداد طويل لحدود وعرة يمكن ان تتنقل بينها كل العناصر الارهابية وهنا نرى ان من الضروري القول بأن اغلب الدول العربية لا يمكن أن نأمن طرفها لأنهم بتلك الافعال أضاعوا الأخلاق والاعراف الدولية وحتى روح الخلق العربي والاسلامي الذي يتحتم علينا جميعا ان نلتزم به على الاقل تجاه ديننا وضمائرنا، ولكن والحال اليوم نحن نرى ان الفرد العراقي أصبح مشروعا للقتل والتهجير والدمار عند هذه الدول والحكومات العربية ولذلك لا يمكن ان يقبل الفرد العراقي اليوم باستقدام قوات عربية للمساعدة في مواجهة داعش ذلك التنظيم الاجرامي الذي هم صنعوه بأنفسهم وأرادوا من خلاله الشر بالعراق .
التساؤل الكبير هنا هو تحرك بعض المسؤولين العراقيين على المنطقة في زيارات تبعث على الشك من قبل الكثيرين ان يكون هناك نوع من التنسيق يحاولون القيام به بعيدا عن الحكومة التي تمثل العراق وقد سمعنا من بعض النواب هذه الشكاوى وطرحوها أمام وسائل الاعلام بشكل واضح ، ولا ننسى اعلان بعض المسؤوليين المحليين عن طلب المعونة من التحالف العربي التدخل عسكريا في محافظتي الانبار والموصل من اجل مواجهة داعش مثلما صرح رئيس مجلس الانبار صباح كرحوت ، وهذا لا يمكن ان يكون في الاطار الوطني عندما يتم التنسيق بعيدا عن السلطة التنفيذية صاحبة القرار الى جانب السلطة التشريعية التي تعمل على حماية الدستور العراقي ، ثم لا يمكن لأي قوات عربية ان تطأ اقدامها العراق الذي رفض القوات البرية الامريكية التي تحكمهما اتفاقية امنية واتفاق الاطار الاستراتيجي ، وهل يعقل ان تأتي قوات عربية وهي عاجزة على مدى اسابيع ترويض حركة انصار الله الحوثية رغم كل الطيران والاسلحة المتطورة التي يمتلكوها كتحالف عربي .