كان الاحرى بي ان اعنون المقال ب حان وقت شيعة العراق للقيادة .و اعني قيادة العراق و ليس العالم او المنطقة فكما يقال اللي بينا يكفينا .القيادة التي اريد الكلام عنها او فيها هي الغيرمأخوذة من السلطة الرسمية المخولة بموجب دستور او قانون , و انما هي القيادة التي تأتي من الفرد الذي ليس له عنوان وظيفي معين يعتمد عليه كقائد .تأتي هذه القيادة كردّة فعل لحدث معين له تأثير على تغيير تفكير الفرد و يجعله يستنبط القوة و القدرة للقيادة من هذا الحدث .الفرد المعني لا يعني بالضرورة فردا واحدا و انما قد يكون المجتمع بأكمله .يقال ان المحن و المصاعب التي تمرّ بها البلدان و الشعوب هي التي تحدد هوية هذه الشعوب و هذه البلدان.فاليابانيون مثلا ابتعدوا عن الاطماع التوسعية و التي كانوا مهوسين بها قبل و اثناء الحرب العالمية الثانية, اصبح السلم شعارا و تعريفا للياباني و لبلده .فرأيناهم في العراق في بداية دخول القوات الامريكية له كجزء من التحالف الدولي ,بدون اسلحة و انما كانت مهمتهم الاساسية هي حفظ النظام و مهمات خدمية للعراقيين و خاصة في مدينة السماوة و التي يتذكرها الاهالي لحد الان.لقد ابدع اليابانيون في كل شيء لمسوه ,و دخلوا كل دول العالم ولمعظم بيوت الناس بدون حروب او قتال .احتلوا الدول و الشعوب بصناعاتهم التكنلوجية و بخدماتهم للطب و الصيدلة و الهندسة المعمارية ,و اصبحوا مثالا للدقة و الحرص و الكفاءة .الحدث القريب العهد و الذي يتبادر للذهن هو انفجار المفاعلات النووية في مدينة فوكوشيما قبل حوالي اربع سنوات و كيف كانت ردّة فعل اليابانيين لهذه المصيبة و كيف استغلوها للنهوض ببلدهم و الحرص على سلامة مواطينيهم ,و كيف بنوا المدينة في زمنٍ قياسي ,لا يدلّ الاّ على كفاءتهم و حرصهم و غيرتهم على بلدهم و سمعتهم كشعب .لا اريد الحيد بعيدا عن لب الموضوع و اكتفي باليابان و شعبها كمثال و ان كانت هناك امثلة عديدة اخرى.
يريد البعض من جيراننا ان يكون العراق ساحة قتال لهم . لا يريدون القتال في بلدانهم و لا بين شعوبهم بل يريدونها على ارض العراق لاستنزاف ثروته النفطية , المائية , السياحية و اهمها البشرية .حدث ما حدث في العراق خلال العقدين الماضيين و لا اريد الخوض به لأنه سيأخذنا الى من اتى اولا البيضة ام الدجاجة؟ الآن حان و قتكم يا عراقيين فقد جاء نزوح اهالي الانبار لكي تعرفّوا انفسكم و تعرّفوا بلدكم ؟مَن انتم؟ و ما هو معدنكم ؟انه الحدث الاكبر الذي يجب ان يوحدّكم. انه الحدث الذي سيقول للعالم اجمع,هذا شعب يستحق الاجلال و الاحترام .انه الحدث الذي سيرسل رسالة بالغة الوضوح لكلّ المتربصين بكم و بالعراق بأنكم اهلا لها و ان العراق ما بات ضيعة احد و لا ساحة تصفية معارك لهذا البلد او ذاك , لهذه الجهة او تلك .هبّوا يا ابناء الوسط و الجنوب النشامى لانقاذ اخوتكم و اهلكم النازحين من الانبار و ادخلوهم بيوتكم فها هي فرصتكم في القول و الفعل و ليس القول فقط .قد يقول البعض ان هنالك هواجس امنية من دخول هذه الاعداد الكبيرة لمحافظات الوسط و الجنوب , و اقول نعم , هنالك هذه الهواجس و لكن هناك الكثير من الآليات التي يجب استخدامها لتخفيف وطئة الخوف و الهلع و التعب و الجوع و المرض التي نراها على محايا النازحين .اثبِتوا يا شيعة علي بأنكم سائرون على نهجه .الله الله بالنازحين .الله الله باليتامى .لا تجعلوا غريزة الانتقام الحيوانية هي الغريزة الوحيدة المسيطرة على افعالكم . ابحثوا عن السلم و الامان في قلوبكم و تذكروا دوما بأن رحمة المخلوق تجلب رحمة الخالق .