تزخر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بألاف المقالات والكتب، والتي تتهم الشعوب الأخرى بالإفراط في الخوف من المسلمين والحكم على الاسلام بوصمة العنف والقسوة، وان المسلمين ابعد ما يكونوا عن أراقة الدماء، والبلادة، وشهوة الذبح وأخلاق القبائل الهمجية. وتصور المسلمين كحواريين غذت رهبانيتهم روح السماء بتراتيل التمجيد وأخلاق السلام. وكأن العنف الذي يضرب اطناب الأرض من الفلبين الى أفغانستان وباكستان والعراق وليبيا وسوريا، تغذيه عقيدة البراهمة او البوذية او ديانة أخرى تعيش في مجارير المدن، وصدور الشعوب التي لم تشرق في طيات روحها السلام. كيف يتم تسويق عقيدة تتجسد في قطع رؤوس الأطفال من أبو سياف شرقا” و ملا عمر، والبغدادي وبوكو حرام غربا” وتدمير بوذا في أفغانستان، والنمرود، وحضارة الاشوريين في الموصل؟ وكأن من فعل ذلك عصابه معزولة بلا جذور و عمق تاريخي واجتماعي.
الاسلامويه المفعمة بأطلال التاريخ وخشونة الطبع وعمى الألوان تكابر وتصر على ان ما يراق من دماء , وازهاق للأرواح يتم بيد شواذ !!! ولا يقاس عليهم، رغم ان هذه الشواذ بلغت الملايين من انتحاريين، ومؤيدين لزحفهم المقدس في تدمير السلم العالمي، وهدم الأمم, فيقدم الإسلاميين الإسلام للعالم بهذه الصورة المنافقه المتهرئه, الكئيبة ويعيبون علي من لا يفهم رسالة الإسلام من الشعوب الاخرى.
أن المسلم عندما تستوطنه الدول الغربية يحرص على أداء شعائره بشكل مستفز بحيث يعلنها جهارا”, وبتهديد معلن بالانتقام والذبح للمجتمع الذي اواه ومنحه الحياة بلا خوف, وضمن له مستقبل اطفاله واكرمه من الذل بالكبرياء والاحساس المفعم بالحياة.
الفوبيا هو الخوف المرضي الشديد واللامنطقي من الأشياء وقد يكون رهابا” معقدا” يحيل الحياة الى جحيم. هذا المصطلح أصبح رديف لعقيدة المسلمين في عيون الغرب، فنشاة الإسلام فوبيا في العقل الغربي كإحساس بالخوف والقلق المتواصل من الموت على يد المسلمين , وتجسدت بالكراهية المفرطة لكل ما هو عربي من خلال صور تشويه النبي الاكرم في 2005 في الدنمارك والتي دافع عنها حتى رئيس الوزراء باعتبارها جزء من حرية الاعلام, ولم يعتذر كما فعل لإسرائيل عندما اظهر استطلاع اوربي بكراهية الشعوب الأوربية لها.
عرف الغرب الإسلام عن طريق المستشرقين ورجال الدين الذين ما تركوا فرصه الا واظهروا عدائهم التقليدي للعرب، يقول مارتن لوثر كنغ (قد استيقنت أنه لا يمكن عمل شيء أكثر إزعاجا لمحمد أو الأتراك، ولا أشد ضررًا من ترجمة قرآنهم ونشره بين المسيحيين) , فترجم القران ووضع فيها مالا يضعه الشيطان لابن أدم من شذوذ, بحيث جعل ذكر محمد (ص ) امام أي مسيحي ينفر كنفوره من الشيطان.
هذا الاحساس بالكراهيه تراجع تقدم التكنولوجيا وابتكار ادوات الاتصال, وانتشار الكتب الإسلامية والتي اصبح بعضها يدرس في الجامعات الأوربية, فتم قبول الاسلام والعرب في الغرب بعد اكتشاف النفط ولو بميزان غير عادل ولكنه كان مقبولا” بعض الشيء.
عندما كان يحكم الدول العربية دكتاتوريات حاولت بشتى الوسائل تلميع صور العربي والظهور بمظهر المتحضر , خاصة بعد تخرج الاف الكفاءات العربية في الجماعات الأوربية, وظلت هذه الصورة رغم انحيازها حتى احداث سبتمبر 2001, عندها تم أعادة طرح العربي المتوحش من جديد, وكان يمكن لهذه الصورة ان تخبوا كسابقتها بعد احتلال العراق في 2003 , ولكن السعار المتواصل وأنهار الدماء لاتفسح المجال لاي لحضة ضمير بالعفو و التسامح.
المسلمون كأي شعب اخر فيهم ما فيه من العيوب والثغرات الحضارية، واستمرار الخطاب التضليلي يلحق اضرارا” لا تعالج بعشرات العقود بالإسلام، والموقف الغامض او المساند للعمليات الإرهابية من الازهر ومكه, لا يمكن للغرب ان يفهمه الّا كتجلٍ امين لجوهر العقيدة، فمسؤولية منابر الراي تعرية المرجعية الإسلامية للسلب والنهب، وتدمير الامم الاخرى وتهديد الحضارات بالدمار. يجب على المسلمين ان يبرهنوا انهم مثل نبيهم الاكرم كما كان قرانا” يمشي, ومن لا يبرهن قرآنيته فلا يملا” الدنيا ضجيجا” وهو لايألو على كلمة سواء، ولا يلعن هندا” وبنات طارق.