شهدت الايام القليلة المنصرمة هجوما إيرانيا عنيفا ضد السعودية حمل لواءه المرشد الاعلى لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية علي خامنئي، حيث تضمن الکثير من التطاول و التجني على دور السعودية و إظهارها بأنها سبب الازمة الحاصلة و ليست تلك الاصابع الخبيثة و السرطانية المشبوهة التي دأبت على العبث بأمن و استقرار دول المنطقة و تهديد سلامتها و سيادتها الوطنية و إستقلالها.
السعودية التي صبرت و تحملت کغيرها من دول المنطقة الکثير من جراء التدخلات السافرة للحرس الثوري الايراني في الشٶون الداخلية لدول المنطقة و تبجحها و تفاخرفا بنجاحها بإستنساخ نماذج الحرس الثوري و قوات التعبئة و غيرها في بلدان المنطقة نظير العراق و لبنان و سوريا و اليمن، ولم يقف الدور الخبيث لطهران عند هذا الحد وانما تجاوزه الى الايعاز بتنفيذ إنقلابات تستهدف النظم الشرعية في المنطقة کما حصل مع الانقلاب الحوثي بالتعاون مع الدکتاتور السابق المخلوع علي عبدالله صالح، والتبجح و التفاخر عقب ذلك بوصول طهران الى باب المندب، وقد طفح الکيل بدول المنطقة و على رأسها السعودية و لذلك فقد إنطلقتت عملية”عاصفة الحزم”، التي هي صفعة من جانب دول المنطقة بوجه التمدد السرطاني لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و إيقافها عند حدها.
عملية”عاصفة الحزم”، التي ضيقت الخناق على القوى المتآمرة و على ربيبتهم طهران، فإن التأثير الکبير و الظاهر لهذه العملية على هذا”الجمع المشبوه و الخبيث”، قد ظهر جليا في الهستيريا التي إنتابت وسائل الاعلام الايرانية و تلك التابعة و الخاضعة لها في الدول المسرطنة بالميليشيات العميلة لإيران، وقد جاء الهجوم الاعلامي الموتور لوکالة مهر المقربة من الحرس الثوري الايراني و الملئ بالمغالطات و الاکاذيب، أفضل نموذج لهذه الهستيريا.
رئيس تحرير وکالة مهر، حسن هاني زادە، کتب في مقالة يغلب عليها التشنج و العصبية يقول:”إذا کان الامام الخميني وصف يوما ما إسرائيل بأنها الغدة السرطانية يجب إستئصالها فاليوم السعودية هي التي أصبحت الغدة السرطانية الخبيثـة يجب إجتثاثها من جسد الامة الاسلاميـة”، أي أن هاني زادە يوصي الامة الاسلامية بتوجيه الاسلحة للسعودية بدلا من اسرائيل!!
وکالة مهر کما هو الحال مع نظام الجمهورية الاسلامية تتصرف بطريقة”ضربني و بکى سبقني و إشتکى”، عندما تقول:” السعودية منذ إنتصار الثورة الاسلامية(في إيران)عام 1979، حتى الان باتت تلعب على وتر النعرات الطائفية و إثارة الخلافات المذهبية و هذا الدور السعودي الخبيث هو الذي أجج الصراعات
المذهبية و جعل القضية الفلسطينية أن تبقى مهمشة”، هذا الکذب الرخيص و هذا التزييف و التحريف المکشوف و اللعب الواضح بالحقائق و قلب الوقائع و القفز عليها، يبدو جليا من خلال سياق الاسطر أعلاه، ذلك أن شعوب المنطقة و العالم کله يعلم علم اليقين بأن السعودية لم تتدخل يوما في دولة ما و تٶسس ميليشيات عميلة لها کما هو الحال مح إيران، وان العراق و سوريا و لبنان و اليمن بل وحتى البحرين و السعودية نفسها نماذج على الدور الخبيث لطهران بهذا الاتجاه خصوصا عندما کانت تبعث بقوافل من أتباعها في موسم الحج والمساعي التي کانت تبذلها لتغيير الشعيرة العبادية و جعلها بنهد و سياق آخر يخدم أهداف هذه الجمهورية الغريبة على الاسلام و المسلمين.
طهران التي إستغلت صبر و حلم دول المنطقة و على رأسها السعودية و تمادت أکثر من اللازم فقد جاءت عملية”عاصفة الحزم”، لتضع حدا لهذا التمادي و هذا الطيش السياسي و الطائفي المشبوه الذي يصب بإتجاه ورقة الشيعة لأهداف و غايات أبعد ماتکون عن الشيعة و مصالحهم في التعايش السلمي الى جانب بقية أخوانهم من أتباع المذاهب الاسلامية الاخرى.
هذا التخرص و الصلافة التي ألفناها بين الفينة و الاخرى من وسائل إعلام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وصلت هذه المرة الى الحد الذي تطالب فيه بإحتلال الکعبة نفسها، وهو مايبين بوضوح الاهداف المبيتة لهذا النظام الذي لم يعد سرا على أحد بأنه يهدف الى إقامة إمبراطورية دينية على حساب دول المنطقة و يستخدم فيها الدين کوسيلة لبلوغ غاياته و أهدافه، واننا نرى بأنه من الواجب أن يتم إستمرار عملية”عاصفة الحزم”لأنها خطوة واقعية و فعالة بالاتجاه الصحيح الذي طلما إنتظرناه، والاهم من ذلك أن تکون کل الميليشيات و الجماعات العميلة لطهران أهدافا مستقبلية لأن بقاء هذه التنظيمات المتطرف و الارهابية في دول المنطقة يعني بقاء الورم السرطاني الذي طالما حذرنا منه في مقالاتنا السابقة و أکدنا عليه، وانه ومن دون قطع أذرع طهران من دول المنطقة و الاعتماد على سياسة جديدة تستند على دعم و تإييد نضال الشعب الايراني من أجل الحرية و الديمقراطية و الاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية کممثل للشعب الايراني، فإن الطريق للدور المشبوه لطهران في المنطقة تبقى سالکة و تببقى التهديدات محدقة بها.