ينفتح المشهد العربي والإقليمي بعد عاصفة الحزم ،على واقع دولي جديد،من التحالفات التي تفرض عليها اعادة رسم خريطة المنطقة بأكملها ،على وفق اسس طائفية وعرقية وقومية ،قد (وهو الارجح) يدخل المنطقة في اتون حرب برية عالمية دينية ثالثة ،احد اطرافها الرئيسيين ايران وحلفاؤها الاستراتيجيين ،واقصد بهم روسيا والصين وسوريا وحزب الله اللبناني،فيما يشكل الطرف الاخر الاقوى الرقم الصعب في الحرب،وهو اضافة الى المملكة العربية السعودية ودول الخليج ومصر،ستكون امريكا وبريطانيا وفرنسا عوامل حسم لهذه الحرب (اذا حصلت لا سامح الله)،ستشارك بدعمها عسكريا وإعلاميا وسياسيا وبكل ما تمتلك من معلومات استخبارية عالية وجهدا استشاريا ولوجستيا ،بما يرجح كفة الحرب لصالح العرب ،تبقى مشاركة تركيا وباكستان الاساسيتان في المعركة وتغيير خارطتها الجغرافية ،من خلال قيادة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لتحالفات سياسية وعسكرية مع الدول العربية ،ودول المنطقة لصالح اهداف عاصفة الحزم ونتائجها،فالزيارة التي قام بها اردوغان الى طهران وصفها الكثير من المحللين والسياسيين ،على انها تنصل وتقديم صك البراءة والنأي بتركيا عن عاصفة الحزم ،الا انها في الواقع ما بعد الزيارة اثبتت ان اردوغان بحنكته السياسية وقوة ارادته تجاه القضايا القومية العربية لا يساوم ولا يداهن احد،وكلنا شاهدناه كيف رفس الرئيس الصهيوني بيريز في مؤتمر دافوس وأهانه ورفض الرد عليه ،اردوغان اوصل رسالة قوية وتحذير شديد لحكام طهران ،وحثهم على عدم التدخل في الشؤون العربية والانسحاب منها ،لان ايران اخذت تزعزع الامن والسلم العربي والإقليمي والدولي،وهذا ليس رأي اردوغان فقط بل رأي العالم كله بها،لهذا فهي (تزعج وتقلق تركيا)،فكانت زيارته واضحة وصريحة و(جريئة)،في وقتها وتوقيتها،لذلك هو يسعى جاهدا لتكوين تحالف(سني اسف لهذه الكلمة )مع باكستان وماليزيا والسعودية ودولة الخليج لتطويق ايران وهذا التحالف اصبح واقعا وأضيف اليه مصر رغم الخلافات التركية المصرية بسبب (اخوان مصر).
ولكن الواقع يحتم عليهما الذهاب الى تحالف ملح امام الخطر الايراني الداهم للمنطقة توسعا على اسس مذهبية ودينية كما يحصل في العراق واليمن وسوريا ولبنان،فلم يعد امام التحالف العربي وتركيا وباكستان إلا المواجهة مع ايران التي تعلن عن تصدير ثورتها على اسس دينية وعنصرية ومذهبية لتحقيق امبراطوريتها الدينية الصفوية الفارسية ،والهلال الشيعي المتحقق احد ابرز الدلائل على هذا التوسع والهيمنة ،بعد ادخال المنطقة في حرب اهلية طائفية تقودها ميليشيات تدربت وتسلحت في ايران ،وترتبط مباشرة بولي الفقيه ومرشدها الايراني ،وفضيحة قاسم سليماني مثالا على ذلك،اذا وردا على كل هذا ،كان من الضروري ،ظهور قوة رادعة لهذه العنجهية الايرانية وإيقافها عند حدها،فكانت عاصفة الحزم ،التي تقودها السعودية وعشر دول عربية بدعم دولي كبير جدا،اذا نحن امام تحالفات وتحولات مهمة في المنطقة نتيجة الغرور والصلف الايراني وتصاعد خطرها على العالم ،من خلال اصرارها على انجاز برنامجها النووي ،لهذا كانت عاصفة الحزم القوة الناهضة مفاجأة لإيران وحلفائها،بل صدمة هزت اركان انظمتها ،فيما شكل دخول الرئيس التركي اردوغان على خط العاصفة عنصرا اساسيا مع الموقف الباكستاني لتحقيق عاصفة الحزم اهدافها في الدفاع عن مستقبل المنطقة وإخراجها من دوامة التدخل الايراني المهدد لمستقبل الامة العربية ،اردوغان دق ناقوس الخطر الايراني ،وأوقفه مذهولا ،اردوغان دائما ما يفاجأ العالم بمواقفه الاصيلة والمؤيدة والداعمة للقضايا العربية وفي مقدمتها فلسطين والعراق،لقد اعطى اردوغان عاصفة الحزم قوة وشرعية كما اعطاها بعدا اسلاميا كما عهدناه في القضايا المصيرية للامة العربية ،ولكن تبقى (غصة)عاصفة الحزم رغم تجاوزها ،ان تبقى العلاقة بين اهم قوتين في الشرق الاوسط فاترة ومتوترة احيانا وهي لا تصب في خدمة القضايا العربية واقصد العلاقة الفاترة بين (مصر وتركيا)نعلى الرغم من توافقهما وتوحدهما ازاء عاصفة الحزم ،واشتراكهما في الرؤية والعمل ،إلا انها تبقى دون مستوى طموحنا كعرب ،نتمنى ونصر على ازالة اسباب الخلافات السياسية بينهما لخدمة اهداف عاصفة الحزم،التي وحدت العرب والمسلمين والعالم تجاه الخطر الايراني ،أدعو كمواطن وكإعلامي وكعربي، أن تتم مصالحة مصر مع تركيا بأسرع وقت ممكن وان تقوم السعودية والإمارات بهذا الجهد ،في هذا الوقت بالذات لتمرير ودحر الخطر الايراني الفارسي الذي يستهدف الجميع ،من خلال دعمها للإرهاب الدولي وتهديدها السلم القومي العربي والإقليمي،تحالف تركيا والباكستان اعطى بعدا سياسيا وعسكريا هائلا لعاصفة الحزم ،كما اعطى رسالة تحذيرية لإيران ،كانت من نتائجها استمرار العاصفة بكل قوتها دون ان تجرأ طهران ان ترد ،عدا التصريحات البائسة لخامنئي الذي وصف عاصفة الحزم ب(الاجرامية)،وهو رد فعل طبيعي بحجم الالم والصدمة الايرانية ،اعتقد ان ما تواجه عاصفة الحزم من ردود فعل قد امتصتها واخرستها مواقف اردوغان ،الذي وضع هو الباكستان كل قدراتهم العسكرية والسياسية والإعلامية في خدمة عاصفة الحزم والسعودية تحديدا،حتى لو حصلت حربا برية وهو ما تسعى له عاصفة الحزم في صفحتها الثانية في اليمن،وهذا ما يريده العرب من تركيا والباكستان الان وغيرهم….