الطَراد بفتح الطاء ، نوع من السفن الحربية ، والطرادة أسم لنوع من انواع المشاحيف يكون نحيفا وصغيرا وخفيفا ، والطْرادْ (المْطارَدْ ) بتسكين الطاء يعني الركض حفاة بالبرية ، وطروادة هي الحرب الاغريقية الشهيرة ، وللتعريف بين مكان المْطارَدْ وطروادة علي ان اعرج أولا على قريتنا ( أم شعثه ) ببيوتها الثلاثين والتي يعيش فيها شعب المعدان الاصلاء ـ يسجلون معنا حكاية يوم من تعلم حروف الهجاء لأطفال لا يملونَ من المِطارد في دقائق الاستراحة بين الدروس ،
ويمارسون وبفطرة اول ما يتعلموه من لعب الاطفال وهي لعبة الحرب والمبارزة بالعصي التي كانوا يتخيلوها سيوفا ، والفائز منهم يحصل على أثنى من الطين على شكل دمية ينحتها بإتقان معلم الرسم في مدرستنا كما شكل افروديت أو اميرة سومرية تزينها الجواري قيب ان ترافق زوجها الميت للذهاب معه الى الفراديس المظلمة في اقبية الموت السومري.
وطروادة التي تحدث عنها هيموروس في الياذته في تعريفها التاريخي والاسطوري هي :
تقع مدينة طروادة Troy في آسيا الصغرى، وهي مدينة بحرية غنية تحكي الأسطورة أن بوسيدون إله البحر بناها برفقة أبولو إله الشعر والفنون، فكانت مدينة منيعة وقوية.
تُعيد الأساطير أسباب حرب طروادة إلى مشاحنة إلهية بين آلهة الأوليمب الاثني عشر، وخلاف بين الربات الثلاث هيرا وأفروديت وأثينا حول الأجمل منهن، وقيام باريس بخطف هيلين الطروادية ملكة أسبرطة، وزوجة منيلاوس شقيق أجاممنون بن أتريوس.
وها أنا اعيش حكاية الطراد وطروادة ، فحلمت بأبي يطاردني في ليل الغربة بعصاه ، من ظل حصان خشبي يشبه ( الكركري ) الذي كنا نتعلم فيه المشي بعد الحبو الى ذاك البناء المصنوع من قصب يابس وصباحات المعدان ، لينادوه بصوت واحد :اتركه فقد اوفى عهده.
لا أعرف متى اكتشفت أن ( الكركري ) يشبه حصان طروادة وأنه صُنعَ ليجعل الطفل ينتصر على الزحف ويمشي واقفاُ ويذهب الى سرير دميته التي تشبه هيلانه.
ولهذا اجوب الان شوارع عاصمة الاغريق ( أثينا ) وأسأل عن جهة السرير حيث وقعت حرب طروادة لأطارد معها ذكريات تلك القرية التي كانت واحدة من مدن فطرة الله في ارضه.
يا لجمال ما كنا نشاهده في حروب التلاميذ . مسعد ينتصر على شركس .
أسأله :من سماكَ شركس .هل كان جدكَ قوقازيا ، تركيا ابقى غراميات عشقه هنا وهرب من قافلة زوجة مدحت باشا الشركسية وجاء هنا يطلب اللجوء العاطفي.
الطفل ، لا يفهم شيئا ، وردة فعله انه يضحك ،ويهرب ليطارد بسيفه الخشبي تلميذا اخرا.
أتركهم يطاردون بعضهم بعضا ، وانا في ليل العاصمة اليونانية أطارد ظل الوهم ، فالإلياذة وحروبها اسطورة ، والحقيقة هناك في قرية الضوء والماء ووجه أبي وانا اسلمه اول راتب وجملته الهائلة تلك:
لقد كنت كل حياتي اطاردكَ بالخبز .واليوم انت تطارد ما تبقى من حياتي بالمعاش…..!