26 نوفمبر، 2024 3:29 م
Search
Close this search box.

قضمت شفتيها  ….. نص مفتوح

قضمت شفتيها  ….. نص مفتوح

كنت اعتقد انني املك ما يكفي من قوى فكرية وفلسفية تجعلني اقف امام الانثى مهما كانت جميلة وناعمة ومثقفة
وبما ان الانثى هي الحاكمة الشرعية للحب فلا سبيل للوقوف امام هذا الاعصار رغم ما املك من قوى فكرية وفلسفية اذن من الطبيعي ان اهزم امامك يا حبيبتي …..
 
2
كنت اعتقد انني غير قابل للهزيمة امام الحب …..
كنت اعتقد ان لا شيء سيهزمني سوى مشيئة الخالق لكن ان اصل لمرحلة من الحب والعشق والغرام تجعل من رجولتي جبهة لجملة من الهزائم امام الانثى هذا ما لم اكن اتوقعه …..
اه ومن بعدها ملايين الاهات بكل اللغات بكل الالوان بكل الالحان …..
لو كنت اعرف ان للهزيمة طعم الخلود على يد العشق لكنت اعلنت هزيمتي منذ ولادتي …..
 
 
3
لو انتحرت يوما ما فليحاكم الشعراء والكتاب الحب على ما فعله بي فليكتبوا قصائد هجاء ويهدونها للعشق وليسردوا رحلتي مع الانثى التي احببتها بجنون بكل ما تحمله اقلامهم من معاناة والم …..
اريد ان ينتقم لي كل رجل يحمل قلم الابداع …..
حينها قد احصل على شرف وكرامة رجولتي المستباحة من جديد على يد من احببتها واحبتني …..
على يد من احبها وتحبني لأنني فشلت في مواصلة الانتقام من الحب فالشاعر والكاتب في ذات الوقت عاشق والعشاق لا ينتقمون ربما يكتبون واحيانا يسردون هزائمهم في صورة انتصارات لكن في النهاية من احبها واعشقها هزمتني بالضربة القاضية …..
اعتقد هذا منصف على الاقل لرجل مثلي تفاخر بكبريائه مرارا وتكرارا
 
 
4
في كل عام يقام معرض اربيل الدولي للكتاب وبما انني مثقف فمن واجبي ان احضر هذه التظاهرة وهذا المهرجان الثقافي والادبي والفكري والفلسفي …..
كعادتي حضرت المعرض مثلما حضرت الذي قبله وقبله وقبله وبما انني اعمل طيلة ايام الاسبوع نهارا وليلا لا يبقى لي سوى يوم الجمعة كأستراحة اسبوعية لي …..
من كل عام كنت انا ومجموعة من المثقفين نحضر هذه التظاهرة الثقافية لكن في هذا العام قررت ان احضر المهرجان لوحدي …..
اربيل التي اعتبرها مهد الامة الكردية …..
بنايات شاهقة حضارة متقدمة اناس مختلفون عن من اعرفهم في مدينتي انها مدينة تختلف كثيرا عن مدينتي انها فخر الدولة الكردية التي ستلد قريبا وبما انني ازورها دائما من خلال عملي فلقد اصبحت معالمها وشوارعها وازقتها معلومة لدي بما يكفي كي اسير واقود سيارتي في شوارعها لوحدي …..
وصلت الى بارك سامي عبدالرحمن التي يقام المعرض على اراضيها وحدائقها وما ان دخلت الى المعرض انتابتني لعنة القراءة والمطالعة والثقافة فتنقلت بين دور النشر هذه دار نشر سورية والاخرى لبنانية وتلك جزائرية وهذه تونسية حتى ليبيا كانت حاضرة في المعرض …..
اشتريت الكثير من الكتب ما بين الفكر الماركسي وتأريخ الحضارات والروايات والكتب الفكرية والفلسفية والدينية …..
المهم من كل هذا اننا نحن المثقفين لا نستطيع ان نفعل شيئا سوى ان نتخبط في دهاليز الثقافة والمعرفة فهذا قدرنا فنحن لا نستطيع ان نهمل الثقافة مهما ابتعدنا عنها بمشاعرنا واحاسيسنا لأنها تجري في دمائنا …..
اعترف انني نسيت لبعض الوقت هزائمي مع الحب وانا اتجول في اروقة المعرض بحثا عن الكتب وشعرت انني في كامل قواي الفكرية والفلسفية وانا اتصفح الكتب بعيدا عن حبيبتي التي لم احصل منها على شيء سوى المعاناة والالم واللقاء والوداع والحنين والاشتياق والعودة والرحيل
وما ان اشتريت ما يكفيني من الكتب وما يصلح لعقلي فكريا وفلسفيا خرجت من المعرض حينها تذكرت حبيبتي
 
5
 
اخرج هاتفه واتصل بها …..
قال لها
انا في اربيل في معرض الكتب
قالت له
ماذا اشتريت من كتب
قال لها
اي شيء يتعلق بنسيانك
قالت له 
استحالة ان تنسى حبي وان نسيته لن تنسى جسدي وان نسيته لن تنسى ما بين حبي وجسدي
قال لها
عندما اقرأ واتصفح الكتب انا انساك لبعض الوقت اي نعم القراءة كالمهدئات مثل حبوب الكتافلام التي اتعاطها لكي تخفف الم رقبتي وكتفي لكن معنى هذا انني رجل قابل للتغير كي يصارع النسيان …..
قالت له
لماذا لا تكون وجهتك التالية معرض بيروت الدولي للكتاب  فالمكان والزمان لهما القرار الاول والاخير …..
قال لها
 قدرنا ان نحب بعضنا هكذا انا وانت واذا ما صادف والتقينا على شواطىء البحر مثلما تعودنا ربما اعيد التفكير بك ….. بحبك ….. بنسيانك
قالت له
احبك مثلما تحب بيروت البحر
قال لها
احبك مثلما تحن القصيدة للقتل على هوية العشق
قالت له
انا هويتك
قال لها
اذن انا مقتول
قالت له
الم تكن هذه رغبتك البحث عن انثى تملك كل مواصفات التمرد والثقافة والجسد والعشق وكل هذا تقمص في انوثتي
قال لها
نعم
قالت له
اذن دع رجولتي تدفع ضريبة بحثك عن العشق الاخير
قال لها
والمعاناة والالم بعيدا عنك ليس له ثمن
قالت له
الثمن حبي وعشقي لك وما اخذته مني وما اعطيته لك وما تبقى منه فشواطىء البحر ستكتبه يوما ما
قال لها
اذن يبقى الحب والعشق مؤجلا لحين ذاك الموعد واللقاء
قالت له
احلى من الموعد واللقاء ….. انتظارك لي لهفتك بي جنونك في
قال لها
هل هذا هو العشق حبيبتي البيروتية
قال لها
انه هو لكن هذه سطوره الاولى  دعني اعلمك ما تبقى من سطور على طريقتي
 
 
6
 
قضمت على شفتيها الورديتين
قال لها
انا اتحمل كل شيء منك من بعد وحنين واشتياق الا ان تقضمين شفتيك حينها تنهار رجولتي …..
قالت له
انت من علمتني قضم الشفاه لذا تحمل ما فعلته بي
 
 
7
كلما كتبت قصيدة شطبت سطورها من الالف الى الياء …..
بحثت عن حل لهذه المعاناة التي تنتابني مع القصيدة …..
لم اجد سوى كلمة واحدة تصلح كي اكتب قصيدة جديدة
احبك …..
اعتقد انها تعبر عن جسد القصيدة وانا اهديها لشفتيك
 
8
 
علمتها فنون الحب واساليبه لم اترك التفاصيل ورائي علمتها كل ما هو ممنوع في بحور العشق شواطىء الجسد …..
علمتها كيف يقضم الرجل العاشق شفتي حبيبته حتى يعبر عن مدى جنونه بها …..
في اخر لقاء بينهما …..
 
قضمت شفتيها …..
عرفت حينها انها تستعد للعزف على اوتار اللقاء من جديد

أحدث المقالات