18 ديسمبر، 2024 9:36 م

لا نملك مزيدآ من الوقت

لا نملك مزيدآ من الوقت

في ظل المتغييرات الكبيرة التي تطرأ على المشهد العراقي بمختلف جوانبه السياسية والاقتصادية و الاجتماعية , والتي تكاد تكون صعبة التوقع مستقبلآ , و في ظل عدم الاستقرار على وضع معين , يغرق العراق في مستنقع المشاكل المتراكمة بسبب سياسات الحكومات المتعاقبة التي لا تعالج المشكلات التي سبقتها بل و تفتعل ازمات ومشاكل جديدة بسبب ضيق الافق و الاطروحة لبناء دولة مؤسساتية تستمد اسسها من الدستور .

ففي 2003 وبعد سقوط الصنم الصدامي تراكمت مشكلات عديدة , ومنها الديون الخارجية الطائلة , والاتفاقيات التي كانت مبرمة مع الحكومة البعثية السابقةمع دول الجوار والدول الخارجية , و الثأر الذي تطلبه ايران والكويت من العراقيين الذين نهبوا ودمروا هذين البلدين . أتى مجلس الحكم في 2003 ليؤسس مجلسآ او خيمة كانت تمثل جميع اطياف الشعب العراقي الى حد ما ! , لكنها لم تتطرق الى مبدئ مشترك لحل المشكلات وبناء اساس دولة دستورية متقدمة , كما قالها بريمر في مذكراته ( اول سؤال سألوني عنه “كم رواتبنا” !! وايضآ الدستور المثير للجدل الذي اغلب السياسيين والمتابعين اسموه “دستور همام حمودي” نسبة الى الشيخ همام حمودي الذي كان رئيس لجنة صياغة الدستور العراقي الحديث  لسنة 2003 , وهو دستور يتم تعديله كل بين فترة واخرى بسبب عدم ثقة الشعب العراقي به ,  الذي صوت عليه اكثر من 13 مليون شخص لاحقآ .

 ليكون بذلك مشكلة كبيرة أخرى قد تسبب بها السياسيين الغير وطنيين  الذين يحكمون العراق . ولاحقآ تسببت الانتخابات بخروج اصوات العد والفرز بأشكال مغايرة وتوقعات صادمة بفوز البعض واعتلاء الحكم مِن مَن هم ليسوا بالمشاهير شعبيآ , وبذلك ازمة اخرى ومشكلة عويصة أخرى تسبب بها السياسيين أو “أبطال الفضائيات” كم يُسَمَوُن , لكثرة تصريحاتهم وكلامهم الغير منطقي أحيانآ والطائفية دائمآ . والجميع أصبح يتسائل من الساسة روؤساء الاحزاب والمرجعيات والسياسيين انفسهم متى نحل المشكلات !!

المشكلات التي الجميع يكاد متفقآ على أن الشعب يتحمل عبئها بسبب انتخابهم لشخصيات لا تبني الوطن انما الطائفة , القومية , الاقلية , وبذلك دخلنا حلقة مفرغة ينعدم فيها الزمن ونضع امرنا لله الذي تدعو اليه اغلب الاحزاب الأسلامية في خلاصنا من الازمات المتعاقبة , لدرجة تمت تسمية دورتي حكم نوري المالكي وتقلده لمنصب رئيس الوزراء مرتين بحكومة “الأزمات” . بسبب كثرة الازمات والعنف والقتل والتخاصم وأبراز عضلات الاقوياء على الضعفاء .

اليوم نحن في 2015 , عام مصيبة داعش الذي هو ايضآ من مخلفات السياسات والعنهجية السابقة لحكومة نوري المالكي ويتسائل الجميع , متى ننتهي من كل هذا !! من كل هذا الدمار والعنف والتفرقة والشهداء والارامل والمعوقين والمفقودين . ألى أننا ننتظر وبلهفة جماعة او جهة يملكون ثقة الشعب وأمل الناس اجمع بتغيير مجرى الاحداث والاوضاع , لأننا وبكل صراحة وأسى , لا نملك مزيدآ من الوقت لبناء مستقبل اطفالنا.