ﺃﻥ ﺍﻟﺣﻭﻛﻣﺔ ﺍﻻﻟﻛﺗﺭﻭﻧﻳﺔ ﻋﺑﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻣﺭﺣﻠﺔ ﻣﺗﻘﺩﻣﺔ ﻣﻥ ﻣﺭﺍﺣﻝ ﺗﻁﺑﻳﻖ ﺍﻟﺣﻛﻭﻣﺔ
ﺍﻻﻟﻛﺗﺭﻭﻧﻳﺔ ﻭﻻ ﻳﻣﻛﻥ ﺗﻁﺑﻳﻘﻬﺎ ﺍﺑﺗﺩﺍء ﻟﻣﺎ ﺗﺣﺗﺎﺟﻪ ﻣﻥ ﺗﻬﻳﺋﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻟﻔﻧﻲ ﻭﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻲ ﻭﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩﻱ ﻭﺣﺗﻰ ﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻛﻣﺎ ﻻ ﻳﻣﻛﻥ ﻟﻠﻁﺎﻟﺏ ﻣﻥ ﺩﺧﻭﻝ ﺍﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺑﻝ ﺗﺟﺎﻭﺯ ﻣﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﺛﺎﻧﻭﻳﺔ. ﺍﻣﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﺣﻛﻭﻣﺔ ﻭﺍﻟﺣﻭﻛﻣﺔ، ﻓﺎﻟﺣﻛﻭﻣﺔ ﺍﻹﻟﻛﺗﺭﻭﻧﻳﺔ ﻫﻲ ﺑﺭﻭﺗﻭﻛﻭﻝ ﺍﺗﺻﺎﻝ ﺃﺣﺎﺩﻱ ﺍﻻﺗﺟﺎﻩ ﻓﻲ ﺣﻳﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺣﻭﻛﻣﺔ ﺍﻹﻟﻛﺗﺭﻭﻧﻳﺔ ﻫﻲ ﺑﺭﻭﺗﻭﻛﻭﻝ ﺍﺗﺻﺎﻝ ﺛﻧﺎﺋﻲ ﺍﻻﺗﺟﺎﻫﺎﺕ

ﻭﺗﺳﻌﻰ ﻟﻠﻭﺻﻭﻝ ﺍﻟﻰ ﺭﺿﺎ ﺍﻟﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻣﺳﺗﻔﻳﺩﺓ. )ﻛﻣﺎ ﺟﺭﻯ ﺗﻧﺎﻭﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ(
La ﯾر اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺎﺣﺛﯾن ﺄن ﻣﻔﻬوم اﻟﺣوﻣﺔ أو اﻟﺣم اﻟارﺷد

(وﻓ اﻟﻌد اﻹدار ﻋﻠﻰ ﺣﺗﻣﺔ ووﺟوب وﺿﻊ ﺳﺗارﺗﯾﺟﺔ bonne Governance) ﺳرﻋﺔ ، اﻟﻧازﻫﺔ ، اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ، اﻹﺻﻼح اﻟﺗﻧظﻣﻲ وﻓ ﻣﻔﺎﻫم ﺗﺗﺟﺳد ﻓﻲ اﻟﺷﻔﺎﻓﺔ واﻟﺗﻲ ﻣن أن ﺗرﺗﻘﻲ ﺑﺟودة اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺗﺣﻘ ، اﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ واﻟﻣﺷﺎرﺔ ، اﻻﺳﺗﺟﺎﺔ

.( رﺿﺎ اﻟزون) اﻟﻣواطن

ظﻬر ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺣوﻣﺔ أو اﻟﺣم اﻟارﺷد ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔرﻧﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻟث ﻋﺷر ﻓﻲ ﻧطﺎق واﺳﻊ ﻣﻌﺑار ﻋن” ﺗﻛﺎﻟﯾﻒ 1679 ﻣاردف ﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺣوﻣﺔ” ﻟﺳﺗﻌﻣﻞ ﺳﻧﺔ .أﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﺔ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﻓﻘد ﺑرز ﻣﺻطﻠﺢ (charge de governance) “اﻻدارة

( ﻓﻲ ﺗﺎﺎت اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﻏﯾر أﻧﻪ La bonne governance)” “اﻟﺣم اﻟارﺷد وذﻟك ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺣﺎﺻﻞ ﻓﻲ ١٩٩٠ ﻣﺻطﻠﺢ ﻋﻠﻣﻲ ﻣﺗداول ﻗد ظﻬر ﻣﻊ ﺳﻧﺔ ﺷﻞ وطﺑﻌﺔ دور اﻟدوﻟﺔ .ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗو اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻟم ﺗﻌد اﻟدوﻟﺔ ﻫﻲ اﻟﻔﺎﻋﻞ اﻟرﺋس ﻓﻲ ﺻﻧﻊ وﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺳﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻞ أﺻﺢ ﻫﻧﺎك ﻓﺎﻋﻠون آﺧرون ﻣﺛﻞ اﻟﻣﻧظﻣﺎت و

. وﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ، اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدوﻟﺔ واﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﺣم، ) ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻣﺻطﻠﺣﺎت وﻓ اﻟارﺷد اﻟﺣم ﻣﺻطﻠﺢ اﺳﺗﺧدم ﻋرﺎ  ﻗم ﻋﻠﻰ ﯾرز ﻓﺈﻧﻪ اﻟارﺷد اﻟﺣم ﻣدﻟول أﻣﺎ ( اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺣم اﻟﺟﯾد، اﻟﺣم ، ،اﻟﺣوﻣﺔ اﻟﺗﻧﺑؤ ﻋﻠﻰ  واﻟﻘدرة (Transparency) واﻟﺷﻔﺎﻓﺔ (Accountability)  اﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ  ﻋرف ﻓﻘد ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ، اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻗطﺎﻋﺎت ﺟﻣﻊ ﻣن اﻟواﺳﻌﺔ  ( واﻟﻣﺷﺎرﺔ Predictability)

 اﻟﺳﺎﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﺳﺗﺧدام  ﺄﻧﻪ (Good Local Governance) اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻟارﺷد اﻟﺣم

  اﻟﺟواﻧب اﻻﻗﺗﺻﺎدﺔ  ﻓﻲ  اﻟﺗﻧﻣﺔ ﺗﺣﻘﯾ أﺟﻞ ﻣن ، اﻟﻣﺣﻠﻲ  اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ  ﻋﻠﻰ اﻟرﻗﺎﺔ وﻣﻣﺎرﺳﺔ

،واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺔ

ّ

 أدﺑﺎت ﺗﻔﺿﻞ اﻟذ اﻟﺿﯾ اﻟﻣﻔﻬوم وﻓ اﻟارﺷد  اﻟﺣم اﻟدوﻟﻲ اﻟﺑﻧك وﻌرف

 ﯾﺗم  اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻧدﻣﺎ  اﻟﻧﻣو ﺑدﻻﻟﺔ  اﻟرﺷﯾدة اﻹدارة  اﺳﺗﺧداﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻓرة  اﻟدوﻟﻲ اﻟﺑﻧك

 ﻣﺳﺄﻟﺔ  ﻓﻌﺎﻟﺞ  اﻟﺳﺎﺳﺔ  ﻣﺳﺗو إﻟﻰ ﯾرﺗﻔﻊ  اﻟﻣﻔﻬوم اﻟواﺳﻊ  أن ﺣﯾن ﻓﻲ  اﻟﺗﻧﻣﺔ إﻟﻰ  اﻟﺗطرق

 اﻟﺷرﻋﺔ ﻣﺳﺄﻟﺔ ذﻟك ﻓﻲ ﯾدﺧﻞ ﻣﺎ   واﻹدارة اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ   اﻟﻧﺎس ﻋﺎﻣﺔ ﺑﯾن واﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺣم

 ﻣوﻧﺎت ﻣن ﺎﻋﺗﺎرﻫﺎ  اﻟرﺷﯾدة  اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ  إﻟﻰ إﺿﺎﻓﺔ  واﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ واﻟﺗﻣﺛﯾﻞ  واﻟﻣﺷﺎرﺔ

.اﻟﻌرﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﺔ  ﺗﻘرر اﻟﺗﻧﻣﺔ  ذﻟك إﻟﻰ ﯾذﻫب ﻣﺎ (اﻟﺻﺎﻟﺢ ) اﻟارﺷد اﻟﺣم

ﻓﻲ اﻋﺗﻘﺎد ان اﻌﺎد اﻟﺣوﻣﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﺔ ﺗﺗﺄﻟﻒ ﻣن ﻋﺷرة ﻋﻧﺎﺻر) اﻟﺷﻔﺎﻓﺔ،

، اﻟﻣﺷﺎرﺔ، اﻟﻌداﻟﺔ واﻟﻣﺳﺎواة، اﻟﻣوﺛوﻗﺔ، اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ، اﻟﻣﺳﺎءﻟﺔ، اﻻﺗﻘﺎن اﻹدار اﻟﺗﻛﺎﻣﻠﺔ( وذﻟك ﯾﻧطو ﻣﻔﻬوم اﻟﺣوﻣﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﺔ ، اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﺗﻧظﻣﺔ، اﻟﺗﻧﺑؤ ) اﻟﺣم اﻟارﺷد (ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ اﻌﺎد رﺋﺳﺔ ﺗﺷﻣﻞ :

واﻟﻌﻧﺎﺻر، اﻟﻌد اﻟﺳﺎﺳﻲ ﺣﯾث ﻌﻧﻲ طﺑﻌﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﺎﺳﻲ وﺷرﻋﺔ اﻟﺗﻣﺛﯾﻞ  اﻟﻌﺷرة ﺣﯾث ﯾرز ﻫذا اﻟﻌد ﻋﻠﻰ ﻗم اﻟدﻣﻘارطﺔ اﻟﻠﯾﺑارﻟﺔ وﻓﻠﺳﻔﺗﻬﺎ اﻟﺳﺎﺳﺔ.

اﻟﻌد اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻣﺎ ﻟﻪ ﻣن ﻋﻼﻗﺔ ﺎﻟﺳﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ  ﺣﺎة اﻟﺳﺎن وﻧوﻋﺔ اﻟﺣﺎة واﻟوﻓرة اﻟﻣﺎدﺔ وارﺗﺎ ذﻟك ﺑدور اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ واﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻪ وﺎﻟﺗرﯾز ﻋﻠﻰ ﻧﻣط اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق اﻟﺣر .

اﻟﻌد اﻟﺗﻘﻧﻲ واﻹدار أ ﻔﺎءة وﻓﺎﻋﻠﺔ اﻻﺟﻬزة ﻓﻼ ﻣن ﺗﺻور إدارة ﻋﺎﻣﺔ  ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻣن دون اﻻﺳﺗﻘﻼل ﻋن اﻟﻧﻔوذ اﻟﺳﺎﺳﻲ وﻻ ﻣن ﺗﺻور ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣدﻧﻲ دون اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻪ ﻋن اﻟدوﻟﺔ وﻻ ﺗﺳﺗﻘم اﻟﺳﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺔ ﻐﺎب اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻌﺷرة، وﻫذا إذ ﺣﺗﺎج اﻷﻣر إﻟﻰ درﺟﺔ ﻣن اﻟﺗﻛﺎﻣﻞ.واﻧطﻼﻗﺎ ﻣن أن إﺻﻼح اﻟﻣﺟﺎل اﻹدار أﺻﺢ ﻣﺛﻞ اﺣد اﻷﻌﺎد اﻟﺟوﻫرﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻟﺣم اﻟارﺷد إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻌد اﻟﺳﺎﺳﻲ واﻟﻌد اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻧﺟد ﻫﻧﺎك ﺗﺻوارت ﺗﻘوﻣﺔ ﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﺔ ﺑرزت ﺷﻞ ﺟدﯾد ﻟﺗﻣﺛﻞ ﺗﺣوﻻ ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﺻورة ﺗﻘﻠﯾدﺔ إﻟﻰ ﻧﻣوذج ﻌﯾد اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟطرق واﻵﻟﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗم اﻟﺳﻌﻲ   ﺑﻬﺎ ﺗﻘدم اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣواطﻧﯾن وﻗطﺎع اﻻﻋﻣﺎل ﺷﻞ ﯾدﻋم ﻣﺎدئ ﻟﻠوﺻول اﻟﻰ اﻟﺣوﻣﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﺔ.