فجعت الاوساط الثقافية مساء الاربعاء برحيل كوثر الثقافة التركمانية وسياب الادب التركماني الشاعرالكبير حسن كوثر (1944- – 2015 ) رئيس اتحاد الادباء التركمان ، وابرز اعمدة الشعر والصحافة والادب التركماني المعاصر في العراق بعد صراع مع المرض منذ عدة شهور.. واغمض عينيه في مستشفى آزادي العام في كركوك بعد صراع مع المرض ، وسيوارى جثمانه الطاهر الثرى في مقبرة عائلته بمسقط رأسه كركوك الحبيبة التي كتب لها و انشد وتغنى بها طيلة مسيرة حياته الابداعية شعرا وصحافة وادبا ..
حسن كوثر .. من القلائل الذين حفروا لهم اسما كبيرا ليس في عالم الابداع والنتاج الادبي والثقافي فحسب وانما في تصديه وتضحياته التي طالت عددا من عائلته كقرابين اعدموا على يد النظام السابق فكان قلمه بابضا بالانسانية ورافضا لكل اشكال العنف والاضطهاد والتهميش ضد المكونات والثقافات التي تنتمي الى الهوية العراقية كافة لاسيما شريحته الاجتماعية التي ينحدر منها والمتمثلة بالمكون التركماني الذي نال الكثير من اشكال الاضطهاد القومي والطائفي وتعرض الى الابادة الجماعية بشكل لم يسبق له مثيل الى جانب المكونات العراقية المضطهدة الاخرى .
“سياب الادب التركماني ” هكذا يلقبونه ادباء العراق وزملاؤه في كركوك لما كتب وابدع بلغته التركمانية الام في اكثر من مجال مثلما تميز بنتاجه الادبي والشعري بالعربية بلغته الرصينة العالية .. وهو المميز في مجالات عدة فهو المربي والشاعر والكاتب والقاص والناقد والمترجم والصحفي الذي بلغ نتاجه الشعري المطبوع اكثر من عشر اصدارات باللغة التركمانية الى جانب نتاجاته الابداعية الاخرى التي تقدر بمئات من المقالات الادبية والنقدية والفكرية والثقافية والفولكلورية والفنية باللغتين العربية والتركمانية المنشورة في الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية المعروفة .
بتاريخ 24/ 12/ 2014 ناشدنا ومن منبركم هذا كل من الدولة العراقية ووزارة الثقافة واتحاد الادباء العراقيين وكل من يهمه الأمر .. واطلقنا صرخة عراقية لاسماع أصحاب القرار ومن يهمه الأمر لانقاذ حياة رئيس اتحاد ادباء التركمان حسن للتكفل بعلاجه خارج العراق، قبل فوات الآوان .. وقلنا .. اللهم اشهد اني بلغت !
ولم تلق ندائاتنا او صرخاتنا اي استجابة من الدولة في حينها ؟ فاضطر لاجراء العملية الجراحية في احدى مستشفيات اربيل ! وبتاريخ (31 /3/ 2015) ناشد رئيس اتحاد أدباء وكتاب كركوك محمد الحمداني وزارة الصحة وإدارة محافظة كركوك بضرورة التدخل لتوفيرالعلاج لشاعرنا كوثر بعد تدهور صحته اثر اجراء العملية الجراحية !
ولم يلق اي استجابة او اهتمام يذكر لا من الدولة ولا من محافظته التي تعد من اغنى المدن في العالم وبقي توفير العلاج عصيا عليه ..لقد استكثروا بضعة دولارات لقامة ادبية كركوكلية شامخة بعلو شعلة بابا كركر وتسمو بكبرياء العراق ..في بحر يموج بالبترول وفي ارض تسمى مدينة الذهب الاسود !
اهمال لا يليق بالمبدعين العراقيين سيما باديب عراقي ملتزم ولد في رحم المعاناة الانسانية العراقية وترعرع في قلب المظالم التركمانية .ونشأ بين أحياء تسعين السليبة التي تحكي قصص النضال والجهاد ضد الاستبداد والشمولية وهنا اود ان اعيد ما دونته عنه سابقا فهو صاحب القلم الشريف الذي لطالما تغنى بالوطن وانشد للعراق دون أن يركع للطاغية، وآثر أن يغادر وظيفته بعد اصدار اعدام وسجن اقربائه في 1995مفضلا شظف العيش على مدح الديكتاتور في الزمن الشمولي الغابر.
عتبنا على الحكومة العراقية برمتها وعلى وزارة الثقافة التي تغافلت عن الاهتمام “بكوثر الثقافة وسياب الادب التركماني “ونسيت انها وزارة كل المثقفين العراقيين على ما يبدو! هذا الذي رحل حاملا انينه ووجعه الى قبره بحثا عن الراحة الابدية تاركا بيننا اثاره الادبية لتحكي من بعده للأجيال القادمة حكاية رحلة شقاء مبدع عراقي في بلد البترول!
اليوم نودع الوريث الشرعي والامتداد الطبيعي لفطاحل الشعر الصوفي التركماني الذين لم يكن بيت في منطقة تسين في كركوك يخلو من دواوينهم، فنشأ شاعرا منذ العاشرة من عمره وحفظ قصائد وأشعار فضولي البغدادي ونسيمي البغدادي والشاعر خطائي عن ظهر قلب ، تلك القصائدو المدائح التي تتموسق بحب الله والرسول واهل بيته الأطهارعليهم افضل الصلاة والسلام ويقينا ستكون له خير جواز مرور من زمن الاذلال والاهمال الى رياض الجنان عند رب الاكرام والاجلال .
الراحل حسن كوثر في سطور
– ولد في تسعين بكركوك عام 1944
– مدير تحرير جريدة ومجلة كركوك الصادرتان عن اتحاد الأدباء التركمان
– مدير تحرير جريدة توركمن إيلى منذ سنة 2005م
– محرر القسم العربي في مجلة توركمن إيلى
– مدير تحرير مجلة افاق كركوك التربوية
– عضو في نقابة الصحفيين العراقيين
– عضو اتحاد الصحفيين العرب
– عضو اتحاد الادباء والكتاب في العراق
– نائب رئيس المجلس الاستشاري لتسعين
– نائب رئيس اتحاد الادباء في العراق / فرع كركوك
– رئيس اتحاد الادباء التركمان
مشاركاته المحلية
– فاز بالجائزة الثانية من بين 42 شاعرا عام 1971 في كركوك
– فاز بالجائزة الاولى من بين 32شاعرا عام 1996في كركوك
– فاز بالجائزة الاولى من بين 37شاعرا عام 1998في كركوك
– فاز بالجائزة الاولى من بين 45شاعرا عام 1999 لجريدة الوطن (يورد)
– فاز بالجائزة الثانية في المسابقة الكبرى التي نظمتها مجلة الكوثر عام 2001
– له اكثر من خمس مشاركات في مهرجانات المربد الشعرية
– شارك في مهرجان فضولي البغدادي الذي اقامته وزارة الشباب في ( كربلاء المقدسة) عام 2009 ببحثه الموسوم ( الحداثة والدراما في شعر فضولي)
مشاركاته الخارجية
– فاز بالجائزة الثانية من بين 600 شاعرا من الناطقين بالتركية في المسابقة الدولية لمهرجان فضولي الشعري الثاني) في اسطنبول التركية عام 2004
– فاز بالجائزة الثانية للمهرجان الشعري الرضوي التركي الخامس عام 2010 من بين مئة شاعر من الناطقين بالتركية في اورميا بايران
توفي مساء اليوم مدير تحرير صحيفة توركمن ايلي رئيس اتحاد الادباء التركمان الشاعر والاديب حسن كوثر بعد ان المه مرض لم يمهله طويلا
يشار الى أن الأديب حسن كوثر من اهالي تسعين بمدينة كركوك وعانى من سياسات النظام السابق وعمل في مجال التدريس لأكثر من 40 عاماً وأحيل على التقاعد قبل خمس سنوات وكان بقسم النشاط المدرسي يشرف على المسابقات الأدبية وله العديد من الكتب والمؤلفات في اللغة العربية والتركمانية وعمل في مجال الصحافة التركمانية لعدة سنوات ويشغل منصب رئيس اتحاد الأدباء والكتاب التركمان .