بتكليف عزيز من الاخوة في منتدى الديوان العراقي في واشنطن ، سنحاول اليوم تقديم قراءة معاصرة وتقصٍ جديد لمفهوم الجهاد في الاسلام وصلاحية التطبيق . ومحاولة بيان التطابق والاختلاف لاستعمال المصطلح عند المسلمين وغيرهم من الشعوب الاخرى عبر الزمن الطويل ،والذي تمخض اليوم عن اختلافات دينية عميقة ادت الى كوارث انسانية لازلنا نعايشها ونرجو ان تزول .
وسيتضمن العرض :
1 الاساس الاول لظهور مفهوم الجهاد عند العرب قبل الاسلام.
2 مفهوم الجهاد في الاسلام وأسس التشريع.
3 لماذا تتخوف الشعوب من الاسلام اليوم ؟
4 أستنتاجات عامة.
أبتداءً نقول :
أن التأسيس القرآني للمجتمع اليوم لا يمكن ان يعني مجرد أعادة انتاج لنفس مواصفات الحقبة النبوية بكل مواصفاتها ، كما تدعيها الجماعات الجهادية المتشددة اليوم. كما لا يمكن ان تعني رؤية اخرى تختلف كل الاختلاف عن تلك الحقبة كما يدعي اصحاب العلمانية المنفتحة اليوم. فالتجاهل في الحالتين بحجة المتغير الاجتماعي من وجهة نظر جدلية التاريخ لا تنتج ما نرغب ونريد، لأن العودة عبر الزمن مستحيلة ،وألغاء التراث بكليته بحجة تقادم الزمن مستحيلة هي الاخرى. فحين ذكر القرآن كلمة الحق المطلق بين الناس بكلمة (الله هو الحق ) ،ذكر بجانبها الأعراف وخصها بسورة مستقلة ( خذ العفوَ وأمر بالعرفِ وأعرض عن الجاهلين ،الاعراف199) .لايجاد التوازن في الحقوق في الحياة وهذا هو قانون الأعتدال والوسطية الذي ذكر واشبع بحثا عند المفكرين والفلاسفة المعاصرين .وهذاهو أيضاً الذي لم تفهمه جماعات التشددد الحالية ، ولا الانفتاحية الفوضوية السائرة الى الفشل الأكيد .
ان التطرف والتشدد والمطالبة بالتمسك بالتراث دون تغيير بغض النظر عن مفهوم الزمان والمكان والعقل والتاريخ ،أمر مستحيل. ، لذا بقيت هذه الجماعات ، وستبقى معزولة و هاربة من تحديات عصور الحداثة والتجديد القانوني الصحيح كما هو حاصل في دول التقدم والحضارة الحديثة. لان الظاهرة تتغير بتغير الزمن وتبقى محكومة بظروفها والنص القرآني ثابت لكنهه متغيرالمحتوى في التأويل وهذا هو سر اعجاز القرآن الكريم. لذا جاءت القصص القرآ،ية من الجزء المتغير اي من تراكم الاحداث بعد وقوعها (نحن نقص عليك نبأهم بالحق).وهذه ايضاً هي جدلية التاريخ المتمثلة بأقامة الحجة بالدليل.كما في الليل والنهار ،الحب والكراهية، الحق والباطل وهلاك الشيء باستمرار(كل شيء هالك الا وجههُ القصص 88.. (ونضرب الحق بالباطل فأذا هو زاهق ). وبين الجهاد والقتال والنفير…؟.
وهي احدى الاشكاليات المنهجية عند المسلمين التي لم يخوض بها العلماء بشكل علمي صحيح. فبقي النص الديني اسير راي الفقهاء في التوجيه والتثبيت.
2
جاء قبل محمد 23 نبيا ورسولا ،والرسل هم من نوح وما بعده. أما آدم فهو ليس نبيا ولا رسولا بل هو المصطفى المختار لنقل البشرية الى مرحلة الانسانية بعد حركة التجريد اللغوي. يقول الحق :ان الله أصطفى آدم ونوحا وأل ابراهيم وأل عمران على العالمين . ويعتبر نوح اول انسان يوحى اليه :انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده النساء 163. ويعتبر نوح وهود وصالح ولوط ويونس وابراهيم واسماعيل والياس ويوسف وموسى وعيسى ومحمد اما داود فالزبور عنده كتاب معرفي فقط وليس تبليغي.
من هم المسلمون …؟
كل ما جاء في القرآن نقل عن محمد الرسول (ص) الذي اخبرتنا السماء بدعوته بعد ان بلغ الأربعين من عمره، وهو سن النضج المتكامل عند الانسان،وقبله كان24 نبيا ورسولا لخص كل كتبهم ورسائلهم في كتابه القرآن، ولم يلغيها ،لا بل أكد انهم كلهم مسلمون كما جاء في سورة الاحزاب 35 ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ….اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيماً. اي ان الجميع يدخلون في حساب الايمان بقوله تعالى : (ان الذين آمنوا بالله واليوم الاخر والذين هادواوالصابئون والنصارى من أمن بالله واليوم الاخر وعمل صالحاً لا خوف عليهم ولا هم يحزنون،المائدة 69). وهنا نجد خلطاً عجيبا في التفسير لا اول له ولا اخر في التثبيت. لذا ظل مفهوم الجهاد عائما دون تحديد.وهذه اشكالية اخرى.
مفهوم الجهاد ليس جديدا في الاسلام ولا هو مُبتكرٍُ ؟
،فقد استخدم هذا المصطلح عند العرب منذ عصر الجاهلية بمفهوم حمية القبيلة من الاعتداء ،في وقت لم تكون تنظيمات الجيوش النظامية قد ظهرت، وبعد ان نسبت هوية القبيلة للارض ايضا بعكس ما
اخبرتنا المناهج التدريسية الخاطئة -منذ بداية تكوين الدولة ) بأن القبائل لا وطن لها ،فهي مترحلة حيث الصحراء والماء والكلاْ.هذا صحيح كان عند الحاجة والقحط ، لكن الشرط الاساس ان تبقى الارض للقبيلة دون تغيير، لذا فأن العلاقة بين الوطن والمواطن أزلية، والحمية عندهم واجب وطني قبل ان يكون ديني بغض النظر عن المفهوم الديني الغامض عندهم .هكذا يخبرنا معجم القبائل العربية ، رضا كحالة .
أما الخيانة الوطنية كانت محرمة عندهم ،لذل حين اتهم ابو رغال بخيانة قريش مع الاحباش في معركة الفيل سنة 570 للميلاد ،قتل وظل قبره يرجم الى اليوم. وهذا تاريخ يفتخر فيه عرب الجاهليين؟
وقول (الرسول ص) قبل البعثة معروف حين قال لتجمع عرب قريش ناصحاً 🙁 أيها العرب ، مابلكم، لا لاتدركون لا شيء يعلو فوق أخوة الحق والصدق والأمانة وبه يسود السلام وتستقر الناس ،فأياكم ونقضها (أنظر النص بتصرف في اخبار مكة للازرقي ص378). وهنا تحذير من اختراق ثوابت الوطن الاساس.
هذه هي فلسفة محمد (ص) مجسدة بالراي الحصيف) لا بالأعتداء على الأخرين كما تفعل داعش اليوم وبعض الحاكمين الظالمين المتشبثين به والمتناقضين مع مبادئه اليوم في التطبيق.. تكررت الحالة على محمد(ص) بعد دعوته ،فقد غزا الروم شبه جزيرة العرب فطالب محمد من العرب بالنصرة فتلكئت العرب،وازاء الموقف الصعب وحتى لا تفلت الامورمنه،وهو لازال حديث عهد بالرسالة، خيرهم بين الجهاد في سبيل الله واحتلال الوطن، ومع هذا تلكئوا، فقال كلمته المشهور :انتم وشأنكم والله هو الناصر والنصيرلدعوته مستنداً الى الآية الكريمة (لكم دينكم ولي دين ). ،فالأوطان عزيزة على اهلها لا تباع ولا تهاون فيها ولا تخان للأخرين . انظر السيرة النبوية في مغازي الواقدي ؟ . ومن يخونها فقد كفر. يعني الخيانة. من هنا بدأ مفهوم الهوية الوطنية في الاسلام .
ولم تمضي الا برهة من الزمن حتى جاء الرد سريعا من آلقرآن الكريم ليقول لرسوله الأمين : (عفا الله عنك لم َ أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين 43 التوبة،اما العرب فكان اللوم عليهم اشد
3
وامر،يقول الحق : ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الاعراب ان يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه…ان الله لا يُضيعُ أجر المحسنين . فالدعوة للجهاد لم تكن دينية عنصرية لقتل الاخرين ،-
كما تصورها القاعدة وداعش ومؤسسة الدين المتشددة اليوم ، بل هي دعوة وطنية ودينية وقانونية في وقت واحد ، أي ملزمة التنفيذ.
من هنا جاء دستورالمدينة الذي كتبه الرسول (ص) بيده وبمساعدة اصحابه المخلصين (الذي غيبته السلطة ) الذي أكد على نظرية العقد الاجتماعي (ان المؤمنين الذين اشتركوا في تكوين امة الاسلام وحدة اعتقادية واحدة مستقلة بذاتها دون الناس ،الفقرة3 من الوثيقة،). اذن اين المذهبية بين المسلمين؟ هذا الذي خسرناها اليوم.والذي يقوله علماء التحقيق : (ان الحق والحرية يُولدان في الانسان خيراً بطبعه، فلا تدع المجتمع والدنيا والطمع والتخلي عن القيم والمبادىء تفسده ، لذا قامت نظرية الجهاد عنده (ص)على وجود تعاقد بين الانسان والمجتمع الذي ينتمي اليه من اجل صيانة حقوق الامة ويعيش فيه بالحق دون أعتداء، ، وبمقتضى هذا التعاقد الاجتماعي يتنازل الانسان عن جزء من حريته وحقوقه الطبيعية لهذا المجتمع ،مقابل تعهد المجتمع بصيانة هذه الحقوق وحماية الناس وفق نظرية العقد الأجتماعي .، والحق والعدل دون تمييز،لا ان تستغل الاحداث من اجل تدمير المجتمع ومكائد المتنفذين في سبيل تحقيق المصالح الخاصة (هذه مرفوضة في الاسلام) بالمطلق ولا تبرير لها ابداً،لذا ما يطبق عندنا اليوم من تعددية الجهاد يتعارض من الشرعية الاسلامية بالمطلق.
،وقد أيد القرآن فيما بعد بالآية الكريمة مقاتلةالاعداء في حالة الاعتداء ،ولم يجوز الأتفاق معهم على الامة 🙁 وقاتلوا الذين يقاتلونكم…ولا تعتدو …ان الله لا يحب المعتدين ).من هنا جاءت نظرية الدساتير والقوانين وحكم القضاء وأحترام الأوطان كسلطة مستقلة عن النظام العام وليست بيد الحاكم متحججا بالأمن ووحدة المواطنين ومحكومة برد الاعتداء لا الاعتداء على الاخرين..وأنت تقرأ في الوثيقة وكأن الحياة السياسية المدنية المنظمة بدأت تلوح في الافق ،ترافقها الحقوق والواجبات ،ولكن بعد وفاة الرسول مباشرة أنتهى هذا التوجه في دولة الاسلام الجديدة برفع شعار (منا امير ومنكم امير ).وبهذا الشعار عادت الحياة السياسية مرة اخرى الى الضياع والتخريب.
،وظلت السلطة مشرأبة لها الاعناق لا تلوي على تحقيق ،و,صدق ابو حيان التوحيدي حين قال :ما سُلَ سيف في الاسلام مثلما سُلَ على الخلافة وهكذا كان ويكون.
والجهاد خارج نطاق الاعتداء يتضمن: عدم التجاسر على المال العام لصالح الحاكم او المسئول وهو محرم ، والجهاد عليه واجب شرعي لانتزاع الباطل منه.وهنا يساهم الجهاد في ضرب الفئوية القديمة المبنية على العادة والتقليد والاقاربية والعشائرية ،ولا يجوز استغلال السلطة بتعين الاقارب والمقربين فيها فهذا جهاد الحاكم ضد المنحرفين ،واعادة الاموال المسروق جهاد ،كما فعله الامام علي (ع) مع اخيه عقيل عندما منع تعينه لعدم كفائته في السلطة ،وحين قال ان الحق القديم لايبطله شيء والعقل مضطر لقبول الحق ،فعليهم ان يقرأوا السير ويتعلموا الدروس.وقد عده جهادا لكي لا يخترق القانون ،انظر انهج البلاغة في خطب الامام.
وأما سبل الدفاع عن الوطن.فكان الجهاد هو البداية. فالجهاد واحد لا يتجزء الى كفائي وفرض عين كما ادعى الفقهاء ومؤسسات الدين فيما بعد ولا ذكر لتقسيمه في القرآن وليس لدينا نصُ بهذا التقسيم.. لكن بعد ظهور حركة الاجتهاد ،التي جاءت باجتهادات فقهية غير ملزمة من اجل تمرير اجندات خارجية على الوطن حفاظاً على السلطة واولادهم ومن يتبعهم منذ عصر الامويين والعباسيين.جاءت التقسيمات وكأنها من الدين.
4
ان ما اورده الفقهاء من نصوص متضاربة في لغة التفسير جعلتنا نتخبط في معرفة اهداف ومرامي القرآن الكريم ،خاصة في القرن الثالث الهجري وما بعده وظهور المذاهب الدينية الأجتهادية التي لاتستند على نص قرآني مبين التي ففسروا اصحابها الآية الكريمة على هواهم تفسيرا لغويا ترادفيا بعيدا خاطئاً عن التأويل .
فأصبحت صلاتنا صلاتين وآذاننا آذانين وكل شيء انقسم في الاوقاف والارث والوصية وكل تفاصيل الحياة الأسلامية حتى أدخلوننا في متاهات لا اول لها ولا أخر ، لكن الاشكالية الأكثر أهمية هي ظهور الانشقاق بين طبقات المجتمع والذي ادى الى فقدان وحدة المجتمع والعقد الاجتماعي بينهم خدمة للسلطة ومؤسسة الدين. ،لذا فنحن نحتاج اليوم الى فقه جديد معاصر، وفهم معاصر للسنة النبوية،وعدم تركها بيد مؤسسات الدين التي تجهل التأويل ، وتنحاز للسلطة باعتبارها قوة التنفيذ . لذا طالب اهل الرأي بفصل مؤسسة الدين عن مؤسسة السياسة والقانون ،بعد صياغة نظرية أصيلة في المعرفة والحقوق الانسانية بأعتبارهما حقوق كونية لا تخضع لمزاجية الرأي في التطبيق وهذا الرأي لم يكن من بنات افكار المعرفيين ،بل حكم آلهي بنص مكين ، قول الحق 🙁 لكم دينكم ولي دين) ويقول ايضا : (وقل الحق من ربكُم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر انا اعتدنا للظالمين نارا، ولم يقل للكافرين ،لوجود علاقة جدلية بين الكفر والآيمان. ،الكهف 29). هذا التوجه
جاء يتأسى بالتطبيق الرسولي ويعمل بعقله والعقل يعمل بفعاله ،وهو مضطر لقبول الحق. والا سيبقى القرآن كتاباً يقرأ دون تطبيق…؟ .
هنا علينا ان نقف مع مؤسسة الدين وجها لوجه محاورين، كما وقفت اوربا واخترقت حواجز الفكر المنغلق في التفكير وشقت الكفن ووصلت الى ماتريد. والا سنبقى الى اخر الزمن بلا قانون ، ان بقينا نعتمد على مؤسسة السلطة والدين.
وفي حالة العودة للتأويل الصحيح لآيات الذكر الحكيم ان تمكنا، فأن النتيجة ستهدم التصور القائم في فهم الاسلام على طريقة التفسيرالديني القديم لننهي جماعات التشدد والقتل دون قانون هؤلاء المجرمون الذين لا دين لهم ولا قانون. ومعرفة المتباينات بين( الجهاد والقتال والنفير)،وكل واحد منهم له تأويل يتغاير مع الاخر.. ولكن علينا ان لا نبقى في أمة ضاعت فيها المعايير،صامتين صمت القبور كل يخاف على مصلحته وهذا هو الجبن الأكيد.
ان الفكر العربي الاسلامي المعاصر يعاني من أزمة في دراسة النص القرآني بعواطف ،لا بعقل علمي رصين .،ويعاني من عدم التقيد بالمنهج العلمي الموضوعي، ويعاني من اصدار الاحكام المسبقة من قبل مرجعيات الدين دون تحكيم ، ويعاني من عدم الاستفادة من الفلسفات الانسانية القديمة باعتبارها تحريم، ويعاني من عدم وجود نظرية اسلامية في المعرفة الانسانية مصاغة صياغة حديثة معاصرة من القرآن الكريم ،بعد ان فرقته المذاهب وحولته الى فرق واحزاب .لذا فالأسلام اليوم يعاني من دقة التعريف،ولا احد يستطيع ان يقول لنا ماهو الاسلام ؟ فأذا كانت كل هذه المعانات فكيف نصل الى اتفاق التحكيم والمصالحة والتوفيق ..؟ يبدو ان الامر شبه مستحيل ان بقينا نهرول خلف سراب مؤسسات التشدد في الدين.
ان الواجب يدعونا الى معرفة كل تراكمات المعرفة الانسانية لنتخطى القديم ونعبر بشعوبنا نحو الحداثة والمعاصرة ونحاور الأخرين ،مثلما فعلت الشعوب الاخرى وتقدمت. ولكي ننجح لابد من حاكم يؤمن بما
يريده الاسلام والعلم الحديث بنظرة الحداثة والتطور والابتعاد عن الماضوية في التفسير،وبمنهج دراسي جديد يلغي القديم.
هذا غير متوفر اليوم عند كل المسلمين…..؟
5
.ان الواجب الاخلاقي يحتم علينا اليوم طرح الجهاد كمفهوم جديد معاصر امام الشعوب المسلمة وغير المسلمة بعد ان اصبح مفهومه القديم يُطرح بشكل مغاير عن اهدافه الانسانية التي طرحها القرآن الكريم في بداية الدعوة وسبب للأمة كل هذه الاشكاليات المطروحة اليوم على الساحة السياسية والاجتماعية ،وبعد ان تبنته منظمات العنف والتخريب، من امثال القاعدة وداعش والنصرة والمليشيات الخارجة على القانون
والدين،وممن يقف معهم لتفسد قيمه في فكر المسلم الصحيح، وبعد ان فرقوا بين الآيات الحدية والحدودية وآيات النصح والارشاد ،واعتبروها كلها ملزمة التنفيذ.وهذا خطأ منهجي اخر نصاب به امام حضارة العالمين. فتحول النص الجهادي الى اعتداء وظلم وتخريب . بينما هو ضمانا للحقوق والتقرب مع الأخرين.
لقد اصبح المسلم والمؤمن لا يعرف مضامين الجهاد وعلى من يُطبق ؟ ومن له صفة شرعنته كقانون؟ وهل ان مؤسسة الدين هي التي تشرعن القوانين دون سلطة الدولة ؟ وهل ما طبق في عهد الامويين والعباسيين
الذين حكموا دولة الاسلام بالاشرعية ولا قانونية تصلح لتطبيقه اليوم رغم اختلاف الزمن وظهور مؤسسة الدولة بجانب مؤسسة الدين ؟
نحن نملك المثل الأعلى متمثلا بالقرآن الكريم، ونملك النموذج في سيرة الرسول العظيم ، ونملك النظرية متمثلة بالمخلصين ،ولكن لا نملك التطبيق بمستوى الرؤية التاريخية ،لاننا ما تربينا على الصحيح منذ بداية التكوين…؟ حين فضلنا ولا زلنا مصلحة التراث التقليدي ومصالحنا الخاصة على مصالح الامة و على الحداثة والتجديد.
نحن والعالم الأخر….
لذا نحن ندعوكل الشعوب الأخرى الى عدم الخوف من الاسلام وعقيدته – وخاصة الشعوب الامريكية والاوربية- بعد هذه الضجة التي أثارتها الجماعات الدينية المتطرفة والتي تطالب بتطبيق الاسلام المتشدد على المسلمين والمؤمنين دون دراية من أمر ، فهم والاسلام الصحيح على طرفي نقيض.ونحن ندعو لمراجعة النص لنتخلص من اشكالية التهمة بلا دليل.
ابتداءً نقول :
ان جوهر الاسلام يقع على ركنين اساسيين لا غير هما :الصراط المستقيم ،والايفاء بالعهد. والصراط المستقيم هومجموعة القوانين الموضوعية الناظمة للوجود وظواهر الطبيعة والاحداث الانسانية اي بداية خضوع الناس لشرعنة القانون وتكوين الدولة المدنية دون تفريق تطبيقاً لنظرية الحق المطلق ،(أنما الله هو
الحق ومن دونه الباطل ) وهو ايضاً الأيفاء بالعهد،( وآوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الآيمان بعد توكيدها، الانعام 152 . ) فالمسئولية الوطنية ليست بحلف اليمين ولكن من يؤمن بالحلف والتطبيق.وهنا يكون الجهاد الحقيقي للمواطنين.
هذا هو الهدف الاساس من الاسلام وليس حكم الناس بعيداًعن الشورى،وأحتكار الثروة،وأحتكار المعرفة من قبل مؤسسة السياسة والدين، وأحتكار السلاح والمال والمعرفة والوظيفة والسلطة بقانون القوة لا بقوة القانون ،و يجب ان يكون كل المواطنين شركاء في الحقوق والواجبات مكتوبة بدستور رصين وبقوانين لا تخضع لمزاجية المصالح ومؤسسات الدين.
اما التفريق بين الديانات المنزلة مرده الى جهل المفسرين بالعقائد الدينية لان كل الذين يؤمنون بالله واليوم الاخر ويعملون صالحا ممن شملهم القرآن دون استثناء مسلمين ومسيحيين ويهودا بالاعتراف دون تمييز
6
،يقول الحق 🙁 ان الذين آمنوا بالله واليوم الاخر والذي هادوا والصابئون والنصارى من أمن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ،المائدة 69. فالاسلام رسالة شمولية عالمية مدنية التوجه والعقيدة. لذا فاعتبار كلمة هكذا اجمع العلماء واهل السلف في تقرير الجهاد بحاجو الى بحاجة الى مراجعة وتثبيت.
آيات القتال والجهاد والنفير :
في الجهاد 26 آية، وفي القتال38 آية ،وفي النفير6 آيات. خطئأ انها كلها دمجت بمعنى واحد وهنا كان الخطأ التفسيري القاتل الكبيربعد ان ثبتت في المنهج الدراسي وتعلمتها الاجيال واعتقدت انها صحيح. وهي ليست بصحيح؟
.ونحن نقول للاوربيين :
هل نسيتم بعامتكم ان مثل هذه الجماعات المتطرفة التي تدعي الاسلام المتشدد اليوم كانت موجودة حتى مع الأصوليين المسيحيين في بلادهم ايضاً ، والتي أدت الى قيام الحروب الصليبية في بلاد الشام وفلسطين ، وتركت العداوات بين الشعوب وحروب التطهير في الاندلس وآوربا ، وموقف المتطرفين الصرب في
البوسنة والهرسك في القرن العشرين من المسلمين،ولا زال بعضهم يمارس العنصرية ، وكانت افعالها اشدُ فضاعة من داعش اليوم.. رغم وجود القوانين . لكنهم سكتوا خوفا من فضيحة التاريخ.
نحن نستنكر ما حدث في الحادي عشر من ايلول على مؤسسة الابراج الامريكية في نيويورك من قبل المتشددين المجرمين كما نستنكر ما فعلته داعش الاجرام مع المسلمين والاخرين في الموصل والانبار وصلاح الدين ، هذه الاحداث التي احدثت ضجة كبرى في العالمين ،ونستنكر ما تفعله آية جماعة في حرق وقتل المواطنين بعد التحرير ، مما ادت الى احداث خطيرة ومتسرعة في الجانب الأخردون روية كرد فعل خاطىء كما حصل في افغانستان والعراق ، وجرت كل هذه الويلات على الشعوب مجتمعة ،ولا زالت الاحداث نعايشها بكل مرارة واسى ونستنكرها باعتبارها جريمة كبرى ضد الانسانية في الحالتين .
فالتأني ومعرفة الحقيقة ومحاربتها كان افضل من الحروب العبثية وتدمير الشعوب ، فالجماعات المتطرفة والمليشيات التي لا تخضع للدستور والقانون وملحقاتها واجب تدميرها لتخليص الشعوب من ظلمها وأعتداءءتها دون قانون . ومن يقوم بها يجب ان يقدم لمحكمة التاريخ.
فالاعتداء يعتبر مرفوضا من كل الوجوه كما في النص المقدس (من قتل نفساً بغير نفسٍ او فسادٍ في الارض كأنما قتل الناس جميعا…؟ . ،من هنا جاءت كلمة الحق في القرآن تقريرية الزامية التطبيق في 360 آية حدية وليست مرحلية.(ان الله لا يحب المعتدين ).
كان المفروض على فقهاء المسلمين لو كانوا على دراية فكرية ومخلصين لأعدو نظرية فكرية محكمة لمحاربة الفكر التكفيري بالفكر المعتدل لاجتثاثه عقيديا دون حروب،لا نشره برضاهم كما هو اليوم في بعض دول المسلمين واحزاب التشدد والطائفية ،واخذ الحيطة والحذر من كل تصرف في المستقبل مضر بالشعوب بعد ان دمر الوطن العربي العزيز دون سبب قصيد. لكن الجهل وعنجهية القوة والافكار المذهبية
7
المتزمتة والمصالح الخاصة المرفوضة جملة وتفصيلاً تغلبت على الفكر الواعي عند حكام المسلمين، فكانت هي الاساس دون معرفة مضاعفات الاحداث المستقبلية وما تفرزه النتائج من جديد.
فرق كبير بيننا وبين والاوربيين اليوم من حيث النظرة المجتمعية للأديان ، رغم ان كل منهم بمذهب و بديانة مختلفة عن الاخرلكنها تلتقي في الحرب والسلام كلاهما بالنص ،يقول الحق : (وقاتلوا الذين يقاتلونكم
ولاتعدوا ،ان الله لا يحب المعتدين ).والدعوة عامة لكل الأديان ،لكن مع من تتكلم والكل نحو المصالح الخاصة والامتيازات الدنيوية والعداوة المستمرة يهرولون ؟،
الفرق ان الاوربيين اسقطوا المؤسسة الدينية من دائرة اهتماماتهم في سياق تحويل المجتمعات الى القانون المدني والرفاهية الاجتماعية والحرية بلا حدود ووثقوا ذلك في دساتيرهم وقوانينهم التي اصبحت مطاعة من قبلهم تلقائيا بعد ان فصلت مؤسسة السياسية عن مؤسسة الدين …لا الدين . وظهر فيها الكتاب والفلاسفة الكبارالذين وثقوا دساتيرهم بعناية النص في التحقيق. لكن المسلمين فشلوا في التحقيق؟ .
في وقت بقيت الشعوب العربية والاسلامية متمسكة بتعاليم الدين النصية التي اعتمدها الفقهاء خطئاً وبلا تأويل علمي لها وبلا حدود دون الألتفات الى وثيقة المدنية التي جاءت من اجل مدنية الدولة وقوننة الحياة
الاجتماعية ليس الدين حسب ، بدليل لم تمر السنة الخامسة للهجرة حتى كتب الرسول ومن معه من المخلصين دستور المدينة الذي أقر بالحقوق والواجبات بين الناس كل فيما يخصه دون تفريق،وكتب في الامن والاعتداء وتكوين جماعة المسلمين وفق النص : المسلمون وغيرهم اخوة لا يفرقهم تفريق ولكل منهم ما يرغب ويريد (لكم دينكم ولي دين). فأين دول الاسلام من هذا النص المكين ؟
.
فالجهاد من وجهة نظرالاسلام مشروع لغايات دفاعية وليست اعتدائية في وقت لم تكن المؤسسة العسكرية قد شكلت بعد في الدولة، فكان الجهاد ينفذ بأوامر فورية دون ان يعطونا مبررا لشن الهجوم على الاخرين كما
حصل في الفتوحات الاسلامية دون شرعنة لها من الدين،لانها كانت -من وجهة نظرالتاريخ المحايد – لأمتصاص الخلافات الداخلية التي حصلت بعد ما سموه بالردة وما هي بردة بل احتجاج على عدم تطبيق الشورى والقانون في حرية الرأي والاختيار(من هنا حصل الافتراق) بين التقوى والمصلحة الذاتية.. هنا يختلف الامر بينهم وبين قانون الدفاع عن النفس كما هو معروف وشائع في المحاكم العلمانية عند الاوربيين والذي يسري عليه الخرق ايضاً اليوم دون قوانين حينما يقررون الاعتداء على الاوطان دون رضا شعوبها.كما في العراق وافغانستان وغيرهما كثير. فمصداقية العدالة واحترام انسانية الانسان قد فقدت بين الاثنين معا دون تبريرسوى منطق قانون القوة والأطماع لا قوة القانون.
.
وقبل الأنتهاء من هذا الطرح نقول :
ماهو الجهاد لغة ً وأصطلاحا ً اذن؟ وماذا يعني ؟ ولمَ شرع في الأسلام …؟ وهل جاء في القرآن نص يعطي لكلمة الجهاد معنيين ؟ تطوعي وألزامي،( كما سموه كفائي وفرض عين ) وما الفرق بين الجهاد الكفائي وفرض العين (الألزامي ) كما جاء عند الفقهاء…في التطبيق ؟ ,أسئلة مشروعة بحاجة الى معرفتها بحيادية دون انحياز لكون ان الاسلام واحدا لا يتجزء في عقيدته.لا كما نرى المنهج الاسلامي اليوم يدرس الدين للاجيال بمدارسنا بمنهجين ومؤسسات الاوقاف بمؤسستين والصلاة بصلاتين والآذان بآذانين تحقيقا للفرقة والأستحواذ ، وهنا كان موتنا…؟
8
الجهاد واصل التسمية :
الجهاد لفةًًًً: مدرسة الحياة… وهو جهاد واحد لا اثنين من اجل الاصلاح والمحافظة على الحقوق والاوطان،ان ما تتبعه مرجعيات الدين ما هو الا واجهة للهيمنة والسيطرة وسلب سلطة القانون من الدولة.لذا
فهو باطل شرعا وقانونا ،ًوهو من جاهد جهاداً، للوصول الى الغاية الانسانية المقصودة ، وهو المساهمة في العمل النافع للفرد والمجتمع ،
وأصطلاحاًً هو :بذل الجهد والطاقة ورد العدوان عن الأوطان بأنواعه في حالة حدوثه ، من هنا قسمه الفقهاء الى قسمين هما:
جهاد كفائي ، وجهاد فرض عين ، وهي تعريفات فقهية اجتهادية وضعية لا وجود لها في القرآن ) جرت علينا الكثير من المتاعب ولازالت تستخدم لاغراض شخصية …؟ فالاوطان لها مؤسساتها العسكرية وليست مؤسسات الجهاد ، واذا لزم الامر فالنفير العام يطبق على كل الشعب دون الاخرين. لا ان يطبق على ابناء الفقراء ويعفى منه ابناء السلطة ورجال الدين كما هو اليوم.
الجهاد الكفائي :
وهو اذا قام البعض به سقط عن الاخر،وهكذا اسقطوا عنهم التكليف. ويشمل : الجهاد في البحث العلمي بأنواعه (قل سيروا في الأرض فأنظروا كيف بدأ الخلق،العنكبوت 20). من هذه الآية انبثقت الرحلات
الأستكشافية الى مراكز الثقافة ،كما في ياقوت الحموي، والمسعودي ، وابن بطوطة وأبن خلدون وأخرين. والجهاد يشمل الحج (لا جدال في الحج) لكن من استطاع اليه سبيلا . ، والصلاة على الجنازة لتقريب المحبة بين الناس. ورد السلام ،واذا حيتم بتحية فحيوا بأحسن منها او ردوها، والشهادة التي تتمثل فيها عدالة انسانية الانسان ، لان القسم يحكمها كما في قول الحق : وآفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الآيمان بعد توكيدها. … وأجتنبوا قول الزور،يقول الحق : (أجتنبوا الرجس من الآوثان وأجتنبوا قول الزورِ. آية الحج 30.). وكلها جاءت بأوامر ربانية محكمة. هذا الجهاد الكفائي من وجهة نظر العلم ليس بمعتى الاقتتال او النفير العام، بل واجبات دينية مفروضة لمن يلتزم بها دون أكراه.
والجهاد الكفائي يشمل ايضا :
– مجاهدة النفس الأنسانية اذا انحرفت عن خط الاستقامة. كما في قوله تعالى : (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبلنُا وان اللهَ لمَعَ المُحسنين-العنكبوت :69).
هو كلمة الحق التي تقال بوجه السلطان الظالم الجائروعدم السكوت على ظلمه وتجبره على الناس وأحتكاره السلطة بالقوة خوفا على المصالح الشخصية ، بغرض التعاون لتقويم النظام العام وارساء اسس العدالة والقول في المجتمع بما يراه المجاهد مصلحة ونفعاً للناس ، بدلالة الحديث الشريف : (الجهاد هو كلمة حق تقال عند سلطان جائر، أنظر سنن الترمذي ج8ص345) . وتبريره اذا سكت اهل الحق عن حقهم اعتقد اصحاب الباطل انهم على حق .
الحياد في قول الحق :لأن الناس سواسية لا فرق بينهم في الحق،لان الحق في النص جاء مطلقاً. ويشمل ايضا مراقبة القاضي عند الحكم (اذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ولو كان ذا قربى) ؟فالقاضي يجب ان لا يستميله أغراء؟ اذا فسد القضاء فسدت الامة،انظر رسالة القضاء الاسلامية.
9
،ويعتبر جهاد النفس عن الهوى هو من الجهاد الكفائي،أي الجهاد ضد احلال الفتنة بين الناس كما تفعل الجماعات المتطرفة واصحاب النميمة الذين لا خلاق لهم ولا يؤمنون بانسانية الانسان (الفتنة أشدُ من القتل )
،و كما في الآية الكريمة :ولا تطع كل حلافٍ مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتدٍ أثيم ، القلم 1-12. فهل جاء الاسلام ليحيا بالناس ،أم ليحيا الناس بالاسلام ؟ فالنص واحد لا يتجزأ .
-(الجهاد الكفائي، هو مجاهدة العبد لهواه ، لذا يَعتبر التشريع الاسلامي ان سلامة النية وصفاء القلب عن قصد في الرد على ايذاء الخلق وظلمهم من الجهاد ، قال رسول الله(ص): (افضل الجهاد من اصبح لا يهُم
بظلم احدٍ، أنظر موسوعة الجهاد والشهادة)،اي لا يقبل الاعتداء على احد،لان آية الاعتداء في الاسلام حدية (ان الله لا يحب المعتدين)،اي محددة المعنى والوضوح لاتقبل التأويل المختلف. لذا فالجهاد الكفائي لا علاقة له بالقتال بالمطلق.
الحالة الثانية :
هو جهاد فرض عين أي الجهاد الألزامي : مصطلح شرعي يقر في حالة الاعتداء على الوطن، (وقاتلوا الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين. هذا الجهاد لا يسقط عن احد في حالة العمل به.لذا استبعده
الفقهاء ، لتخليص رجال السلطة واولادهم من تبعيته وألتزاماته…؟ والاعتداء اليوم ترده المؤسسة العسكرية المدربة لا عامة الناس الا في حالات الضرورة القصوى. فالشعب ليس مسؤلا عمن خرب المؤسسة العسكرية واهدر المال العام ،بل مجل الامة هو المسئول في محاسبة المقصرين.
ألاسلام لم يتبع ايٍ نوع من انواع العنف الداخلي او الخارجي وبنوعيه الفكري والسياسي على عهد الرسول(ص) بدلالة الأية الكريمة (لقد كان لكُم في رسول اللهِ أسوةُ حسنةُ لمن يرجو الله واليوم الاخروذكر الله َ كثيراً،الاحزاب آية 21). وبدلالة لكم دينكم ولي دين؟
وختاما نقول :من الاستنتاجات العامة نحن بحاجة الى :
نحن بحاجة الى منهج جديد في مدارسنا ليتعلم فيه الطالب معنى الجهاد والوطنية ،لا مناهج مؤسسة الدين،
بحاجة الى تطبيق نظرية العقد الاجتماعي لتقضي على التفرقة الطائفية المقيتة التي خلقتها أحزاب الدين ، والقرآن لا يعترف برجال الدين ،ولا يخولهم حق الفتوى نيابة عن الناس ، ولا يمنحهم صفة التقديس ،” انظر الاية 174 من سورة البقرة “،ولا يميزهم بلباس معين كما فعل كتاب العهد القديم. ….؟ .
تطبيق مبادىء الوصاياالعشر التي وردت في سورة الانعام 151-153. وخاصة فيما يخص الايفاء بلعهد واليمين .
تطبيق البينة على الحديث أيات الدليل المادي القابل للابصار,اي الاستناد الى النص القرآني .
الفرق بين التلاوة والترتيل.
الفرق بين الايات الحدية والحدودية .
القوانين التي تفرق بين الحلال والحرام الانساني . قواعد السلوك وحقيقة الوجود اي بين الذاتي والموضوعي .اي عدم الخضوع للاكثرية الا بالدليل /انظرية هكذا اجمع العلماءورجال السلف الخاطئة.
التخلص من التفريق في الارث والوصية. بتطبيق الافضل لنقضي على ظاهرة ظلم المرأة في الأرث.
10
حتى نلحق بالامم المتقدمة نقول وبأصرارمن أجل حقوق المواطنين ، ان نفصل مؤسسة السياسة عن مؤسسة الدين …لا الدين كما عملت الشعوب الاخرى؟ والا سنبقى نهرول في اخر الصف ولا نلحق بالمتقدمين…؟
نقول لمن يحكمون في دولة العراق الخاوية على عروشها : بعهد الله اوفوا ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها .
والا سوف لن تحصدون الا الريح وخراب السنين. بعد ان سرق المال العام وقتل الناس على الباطل واستغل الوطن من غير ابائه دون قوانين ،وتحكمت الامعات في ادارة الدولة والبرلمان واستبعد كل المخلصين.نتمنى ان يعي المسئول قيمة الدولة والمواطن والقانون.
المقال مقتطف في بعض فقراته من كتاب الكتاب والقرآن للدكتور محمد شحرور