15 نوفمبر، 2024 3:00 م
Search
Close this search box.

السوابيط ومنصات ناسا

السوابيط ومنصات ناسا

حين هبطت مركبة الفضاء الأمريكية ابولو 9 على سطح القمر في مكان جغرافي يسمى ( بحر الهدوء ) في العشرين من تموز عام  1969 ، كنت أنا أقف أمام موظفة الذاتية استلم كتاب تعيني معلما في مدرسة (البواسل ) في احدى قرى هور الجبايش.

وبينما كان العالم كله ينظر بأعجاب الى خطوة رائد الفضاء نيل ارمسترونغ وهي تضع حذائها الثقيل على ارض القمر لتلغيَّ مئات القرون من الرومانسية والتغزل بهذا البدر الذهبي ، في هذه اللحظة الحاسمة كنت أنا انظر بأعجاب الى الوجه الجميل لتلك الموظفة ونبض قلبي يقول : القمر هنا وليس الذي ذهبت اليه وكالة ناسا.

انتظرت شهرين لحين المباشرة والذهاب الى عالمي الجديد ، ونظرا لعدم توفر الزورق الذي يوصلني اليها في ذلك النهار انتظرت حتى المساء لأصل اليها في ليلة مقمرة عكس فيها قرص القمر كامل ضوئه الذهبي وهو يمتزج مع ندى الماء الذي يبلل القصب وسطوح صرائف القرية لأشعر بهاجس غامض أن رائد الفضاء نيل ارمسترونغ نزل بخطواته الفضائية ليتجول بين بيوت القرية التي لم يصلها الى اليوم خبر هبوط ابولو على سطح القمر ، وحتما سوف لن يصدقوا ويعتبرون هذا تعديا على حرمة السماء ، فهم يعرفون بفضل ما كان يقصه عليهم قارئ المجلس الحسيني أن النبي محمد ( ص ) وحده من استطاع ان يذهب في مسافات السماء ويصعد بمركبة اسمها البراق ويعرج الى ابعد نقطة في السماء حيث سدرة الملتقى ، وأن يسافر جوا من البيت الجديد في مكة الى البيت العتيق في بيت المقدس.

لم اتحدث معهم عن جولة ارمسترونغ بين بيوت القرية ، ولم انقل لهم اخبار ناسا ، فهي لا تهمهم ، وبالرغم من هذا ابقت صورة القمر مشاعر تلك اللحظة التي كنا نشعر فيها أن النومَ على السوابيط في ليالي الصيف المقمرة يقربنا الى القمر دون الحاجة الى الاستعانة بناسا التي تفكر اليوم ببناء الباص الفضائي الذي ينقل الراغبين بالسفر الى القمر سياحة أو سكن .

لقد كانت السوابيط المصنوعة عن القصب والتي ترتفع بمقدار مترين على سطح البحر وتطل على المدى الاخضر للهور الذي حولها ، كانت هي باصتنا التي تنقلنا بخيالنا الى مدن مفترضة تنتشر على القمر والى سكانه الذين اغلبهم من الشعراء الذين تغزلوا به على مر العصور ومن بينهم هذا كائن الجميل والممتلئ براءة والذي جسده الروائي الفرنسي سانت اكزبوري في روايته الشهيرة ( الأمير الصغير ).

كانت السوابيط باصات جميلة ومريحة ولا تشم فيها دخان الديزل الذي تتقيأه باصات الريم القديمة التي كانت تنقل الجنود من كراج المدن الى جبهات الحرب . واجمل ايضا من ابولو التي صممت على شكل حيوان خرافي لتؤكد الانتصار على المستحيل الذي سكن الانسان من ان غزو الفضاء من المستحيلات ، خاصة بعد أن قتل رائد الفضاء السوفيتي يوري كاكارين وهو يجرب الطيران بطائرة ميك  .

كانت هذه السوابيط الوساطة الاجمل والارخص والاسهل لتذهب بنا الى المكان الذي استغرق من عقل ناسا سنوات لتصنعه ، لكن سوابيط القصب تصنعه بلحظة تأمل واحده لتحس أنكَ الأن تتجول فوق سطح القمر وانت تطوي ذراعيكَ بسعادة حول خصر موظفة الذاتية الجميلة.

السوابيط ومنصات ناسا
حين هبطت مركبة الفضاء الأمريكية ابولو 9 على سطح القمر في مكان جغرافي يسمى ( بحر الهدوء ) في العشرين من تموز عام  1969 ، كنت أنا أقف أمام موظفة الذاتية استلم كتاب تعيني معلما في مدرسة (البواسل ) في احدى قرى هور الجبايش.

وبينما كان العالم كله ينظر بأعجاب الى خطوة رائد الفضاء نيل ارمسترونغ وهي تضع حذائها الثقيل على ارض القمر لتلغيَّ مئات القرون من الرومانسية والتغزل بهذا البدر الذهبي ، في هذه اللحظة الحاسمة كنت أنا انظر بأعجاب الى الوجه الجميل لتلك الموظفة ونبض قلبي يقول : القمر هنا وليس الذي ذهبت اليه وكالة ناسا.

انتظرت شهرين لحين المباشرة والذهاب الى عالمي الجديد ، ونظرا لعدم توفر الزورق الذي يوصلني اليها في ذلك النهار انتظرت حتى المساء لأصل اليها في ليلة مقمرة عكس فيها قرص القمر كامل ضوئه الذهبي وهو يمتزج مع ندى الماء الذي يبلل القصب وسطوح صرائف القرية لأشعر بهاجس غامض أن رائد الفضاء نيل ارمسترونغ نزل بخطواته الفضائية ليتجول بين بيوت القرية التي لم يصلها الى اليوم خبر هبوط ابولو على سطح القمر ، وحتما سوف لن يصدقوا ويعتبرون هذا تعديا على حرمة السماء ، فهم يعرفون بفضل ما كان يقصه عليهم قارئ المجلس الحسيني أن النبي محمد ( ص ) وحده من استطاع ان يذهب في مسافات السماء ويصعد بمركبة اسمها البراق ويعرج الى ابعد نقطة في السماء حيث سدرة الملتقى ، وأن يسافر جوا من البيت الجديد في مكة الى البيت العتيق في بيت المقدس.

لم اتحدث معهم عن جولة ارمسترونغ بين بيوت القرية ، ولم انقل لهم اخبار ناسا ، فهي لا تهمهم ، وبالرغم من هذا ابقت صورة القمر مشاعر تلك اللحظة التي كنا نشعر فيها أن النومَ على السوابيط في ليالي الصيف المقمرة يقربنا الى القمر دون الحاجة الى الاستعانة بناسا التي تفكر اليوم ببناء الباص الفضائي الذي ينقل الراغبين بالسفر الى القمر سياحة أو سكن .

لقد كانت السوابيط المصنوعة عن القصب والتي ترتفع بمقدار مترين على سطح البحر وتطل على المدى الاخضر للهور الذي حولها ، كانت هي باصتنا التي تنقلنا بخيالنا الى مدن مفترضة تنتشر على القمر والى سكانه الذين اغلبهم من الشعراء الذين تغزلوا به على مر العصور ومن بينهم هذا كائن الجميل والممتلئ براءة والذي جسده الروائي الفرنسي سانت اكزبوري في روايته الشهيرة ( الأمير الصغير ).

كانت السوابيط باصات جميلة ومريحة ولا تشم فيها دخان الديزل الذي تتقيأه باصات الريم القديمة التي كانت تنقل الجنود من كراج المدن الى جبهات الحرب . واجمل ايضا من ابولو التي صممت على شكل حيوان خرافي لتؤكد الانتصار على المستحيل الذي سكن الانسان من ان غزو الفضاء من المستحيلات ، خاصة بعد أن قتل رائد الفضاء السوفيتي يوري كاكارين وهو يجرب الطيران بطائرة ميك  .

كانت هذه السوابيط الوساطة الاجمل والارخص والاسهل لتذهب بنا الى المكان الذي استغرق من عقل ناسا سنوات لتصنعه ، لكن سوابيط القصب تصنعه بلحظة تأمل واحده لتحس أنكَ الأن تتجول فوق سطح القمر وانت تطوي ذراعيكَ بسعادة حول خصر موظفة الذاتية الجميلة.

أحدث المقالات

أحدث المقالات