26 نوفمبر، 2024 3:40 م
Search
Close this search box.

أتفاقية صلح مع أيران هي الحل

أتفاقية صلح مع أيران هي الحل

كنت مخابرا لاسلكيا أثناء خدمتي الألزامية ضمن صفوف الجيش العراقي في مقر لواء المشاة 90 و الذي كان مقره  بأطراف مدينة رانية بالقرب من سلسلة جبال  كيوه رش التابعة لمحافظة السليمانية ,  و كان هذا اللواء ينتشر في  رانية  و قلعة دزة وما حولهما حين تم أبرام أتفاقية  صلح بين العراق و أيران في مدينة الجزائر العاصمة بتاريخ  ( 6 آذار  1975 ) بين شاه أيران و صدام حسين نائب الرئيس العراقي في حينه و بحضور الرئيس الجزائري هواري بو مدين  رحمهم الله جميعا ..  و في ظهر هذا اليوم توقفت كل العمليات العسكرية بين المتمردون الأكراد و قطعات الجيش العراقي بصورة مفاجئة و بشكل أثار الدهشة للجميع  و تبددت دهشتي عندما أستلمت نص برقية من السيد آمر اللواء موجهة الى كافة أفواج هذا اللواء و القطعات المتجحفلة معه مفادها أيقاف كل العمليات العسكرية وذلك تنفيذا لأتفاقية الجزائر التي وقعت هذا اليوم من قبل  نائب الرئيس صدام حسين و  شاه أيران في الجزائر و خولت هذه البرقية كافة القطعات الرد في حالة تعرضها الى أي تعرض ..
و بعد ظهر نفس هذا اليوم توافد الى مقر اللواء العشرات من الأكراد مستصحبين معهم كميات كبيرة من الأسلحة المختلفة سلموها للجنة مختصة شكلت بموجب تعليمات من القيادة العراقية التي نصت على تسليم ألأسلحة الى قوات الجيش و استيفاء مبلغ حددتها هذه التعليمات و حسب نوع السلاح .. فمثلا حدد خمسون دينارا ثمنا عن كل مسدس و سبعون دينارا لسلاح البرنو و الكلاشنكوف و هكذا يرتفع المبلغ للسلاح الأكبر ..  و بهذا فأن الأكراد أغتنموا هذه الفرصة لتسليم أسلحتهم مقابل مبالغ مجزية في حينه  و لينعموا بالسلام فيما بعد ..
و منذ هذا اليوم و خلال ساعات أصبح شمال وطننا طولا و عرضا ينعم بأمان فقدته المحافظات الشمالية لأكثر من أربعين عاما  سبقت يوم توقيع أتفاق الصلح
حينها و بالرغم من قلة معلوماتنا و أدراكنا للحراك السياسي الذي كان يدور في كواليس الدبلوماسية لقلة سني عمرنا ولأنشغالنا في الحرب و عدم توفر وسائل أعلام تتيح لنا معرفة ما يدور.. إلا أن منتسبي  مقر هذا اللواء أخذوا يتسائلون .. ما دخل أيران في حرب داخلية و تمرد طال عشرات السنين قتل الالاف من أفراد الجيش و من أبناء شعبنا الأكراد ؟؟ و أدركنا و بشكل واضح أن الصراع الذي كان يدور بين القوات العراقية و المتمردون الأكراد ما هو إلا صراع بين العراق و أيران و كان ينوب عن أيران في هذه المواجهات هم الأكراد دفعوا ثمنا باهضا من دمائهم و تسببوا في سفك دماء أخرى عزيزة و غزيرة من أبناء شعبهم من الجيش و من جميع مكونات شعبنا العزيز .
وما أشبه اليوم بالبارحة حيث أن المشاكل الداخلية التي تشهدها العديد من الدول العربية سببها التدخل الأيران بشؤون هذه الدول و العمل على تمددها على حساب أمة العرب تنفيذا لمبادئ الثورة الخمينية بتصدير  مبادئها و حسب ما جاء بالدستور الأيراني الى خارج أيران و نصب  الخميني نفسه ومن يخلفه راعيا و زعيما و مرجعا لكل المسلمين داخل أيران و خارجها ..
و الذي يحدث في العراق واضحا للعيان الدور الأيراني فيأحتلالها الفعلي لهذا البلد و سيطرتها على القرار السياسي وأمن البلد بكل مفاصله , و كذلك ما يحصل في سوريا و لبنان و اليمن و فلسطين و غيرها  و ما يعانيه العرب في الأحواز المحتلة من قبل أيران  بغفلة من الزمن ..  و لغرض أنهاء هذه المشاكل  و لعدم وجود سلطات وطنية مستقلة عن النفوذ الأيراني في هذه الدول التي تعاني من مشاكل داخلية , أرى أن يتم أتفاق صلح بين العرب كأمة واحدة و ممثلة بجامعة الدول العربية مع جارة السؤ أيران الصفوية و أعتقد أن هذا الصلح سينهي كافة المشاكل الداخلية خلال ساعات مثلما أنهت أتفاقية الجزائر حربا دامت عشرات السنين بين الأكراد و الحكومة العراقية  و ستكون هذه الأتفاقية سبيلا لتحسين أيران من وضعها الداخلي من خلال تخليها عن أظطهادها للشعب الأيراني الصديق و أفساح المجال له لينعم بالحرية في أختيار نظامه السياسي و أحترام الأقليات التي غيبت و همشت خلال حكم الولي الفقيه في أيران ,  و بدون عقد أتفاقية الصلح هذه فأن أيران سوف لن تكف عن تجاوزاتها على البلدان العربية و سوف يستمرون في حلمهم من جعل بغداد حاضرة العرب و المسلمين عاصمة للأمبراطورية الفارسية  و حددودها كل أرض العرب .

أحدث المقالات