18 ديسمبر، 2024 10:55 م

لا تعليق … لفعل القس المسيحي

لا تعليق … لفعل القس المسيحي

إذا أردنا معرفة ثوابت المرء وذلك عند توليه منصب مهم أوموقع في صنع القرار ومن ثم ننظر لسلوكه وأفعاله المترجمة على أرض الواقع التي سنعرف منها مدى حمله للأمانة ,ووفائه بعهده لوطنه وشعبه ,أو نعطه مالاً ونترقب عن كثب كيف يتصرف به وبأي حقل في الخير أم الشر, لا أجد أية كلمات تليق بقس من الاخوان المسيحين وهو يصون الأمانة نزيهاً مستقيماً,حيث أعلنت حكومة سيراليون،العثور على ماسة عملاقة، يمكن أن تكون عاشر أكبر ماسة عرفتها البشرية ,من خلال قس مسيحي عثر على ماسة يبلغ حجمها ( 706 ) قيراط في إقليم كونو شرقي سيراليون، وسلمها للسلطات التي قالت إنه سيتم بيعها لصالح الدولة، لكن في الأغلب ستباع خارج سيراليون من أجل الحصول على قيمة أعلى,وقال بيان للحكومة إن “ماسة حجمها 706 قيراط تم تسليمها للرئيس إرنست باي كوروما ,وأثناء استلامه الماسة وجه الرئيس الشكر للقس ومن معه لأنهم لم يهربوها خارج الدولة”,وقال خبير الأحجار الكريمة بول زيمنيسكي :إن حجم الماسة يضعها في الترتيب بين 10 و15 بقائمة أكبر الماسات التي تم اكتشافها على مر التاريخ,وأبدى زيمنيسكي اندهاشه من العثور على ماسة بهذا الحجم في منجم صغير، حيث أضاف: “معظم الماسات الاستثنائية التي تم العثور عليها وجدت في في مناجم كبيرة بها كميات ضخمة من خام الكمبرلايت ويتم استخراجها بمعدات متطورة”، بعكس الكشف الجديد,ودون تقدير دقيق لقيمة الماسة ولونها يصعب تحديد سعرها، لكن حجمها يشير إلى أنها قد تباع مقابل نحو ( 50 ) مليون دولار, وتعد سيراليون من أكبر منتجي الماس في العالم، لكن تلك السلعة المربحة متهمة بتغذية عدد من الحروب الأهلية في أفريقيا خلال تسعينيات القرن الماضي، قتل خلالها عشرات الآلاف,أنه يطبق قول الرسول الأكرم ( أَدِّ الْأَمَانَةَ إِلَى مَنْ ائْتَمَنَكَ ، وَلا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ ) كان بإمكانه بيعها بشكل غير رسمي والمتاجرة بها وجني ملايين الدولارات منها دون علم حكومته ,رفض

ذلك لأن ضميره الواعي يأبى هذا الفعل القبيح ,وسيؤمن بالماسة الاحتياجات لآلاف موطني دولته من الضعفاء والفقراء الباحثين عن لقمة عيش وأن كانت في كومة قش ,وكم من رجل دين يدعي أنه على خط النبي (ص) ولكن فكره على طريق الضلالة والظلام بسوء تصرفاته التي يُمعن بها في أذية مجتمعه وتجمع عنوانه الذي ينتمي أليه ,صحيح هو يرتدي عمامة على رأسه ,ويرتقي منبر الرحمة الذي خلفه رسول الانسانية للعالم يفيض منه الوعظ والأرشاد والحكمة ,لكنه يحمل فكراً منحرف مشوه ملؤه التسلط والسطوة على رقاب الناس بسرقة قوتهم وأموالهم وبحجج شرعية ,وقتل الناس وسلب أعراضهم بأسم الدين,القس وغيره من سار على نهجه فهموا جيداً أن وظيفة الأديان السماوية جاءت لتشذب وتهذب نفس الإنسان وتقوم ضميره ,لأن الباري أرسل رسله وأنبياءه رحمةً للعاليمن ليصلحوا الارض وإصلاحها بإصلاح نفوس الناس اولاً,لقد فسر القس الدين بشكله الصحيح وجرده من الشوائب وما دخل عليه من الاملاءات والاهواء الشخصية ,فكان مثالاً صادقاً لحمل الأمانة وهي جزءٌ من هويته التي يفتخر بها .