منذ يومين والبعض من العراقيين يروج للقاء جرى في مدينة شرم الشيخ المصرية مع وزير خارجية العراق ابراهيم الجعفري الذي كانت تحوم حوله شكوك كثيرة في تاريخه الغامض في حزب الدعوة وعلاقته غير الواضحة بالنظام السابق وغير ذلك من الامور التي تداولتها بعض المقالات الصحفية .
وفي اللقاء الذي اعلن عنه الكثيرون خرج وزير خارجية العراق يتحدث بطريقته المعتادة في بيع الكلام من دون ان يقصد معاني مفرداته دائما وانما متى ما وجد فراغا وضع الكلام فيه من دون مراعاة لوضع المتلقي وذكائه معتمدا على قضية واحدة ان من يتكلم بما لا يفهم فهو فاهم.
وقبل سنوات لما حوصر من اجل التنازل عن رئاسة الوزراء للمالكي وجدنا كيف بقي ممسكا بالسلطة حتى تدخلت السفارة الامريكية لعزله وابعاد الاديب بسبب جنسية والدته وفي ذلك الوقت كان الجعفري قد طبع بعض الزيارات التي وزعت في كربلاء وفيها صورة الجعفري مع نص الزيارة بالاضافة الى نشر بيانات طويلة لتبرير بقائه في السلطة وقد فشلت تلك المحاولات وجاء المالكي بصفقة دبرت بليل .
واللقاء الذي خرج فيه الجعفري في اليومين السابقين كان الاداء الدفاعي عن العراق وعن ايران جيدا خصوصا اذا علمنا ان حزب الدعوة ليس من احزاب الولاية بل هو تابع في افكاره للاخوان المسلمين ولذلك لا يوجد مرجع للحزب ولا مفتي منذ ان اسقطوا فقيه الحزب بقرار الحذف المشهور .
وقد حاول الجعفري في اللقاء ان يخلص نفسه من السيل الكبير من الاسئلة العدائية التي جاء بها مقدم البرنامج وكان موفقا الى حد كبير في الكلام العاطفي وفي رد السؤال باسئلة الى ان شعر المقدم ان الخلاص من هذا الرجل لابد ان يكون عن طريق السؤال من دون ان يعلق على الاجوبة .
لكن الاسئلة اخذت طابعا مذهبيا شئا فشيئا حتى وصل الامر الى قضية الخلافة وهي القضية الجوهرية في الخلاف المذهبي واذا بالحعفري يكشف عن وجهه الحقيقي اولا بالابتعاد في القضية الى علم الكلام ثم برفضه للطرح التاريخي في هذه القضية التاريخية ثم بكذبه في الوقائع التاريخية ليلطف الاجواء وبعد ان وصل الامر الى المعتقد اخرج نفسه عن المسالة قائلا ان الشيعة يعتقدون ذلك ؟؟؟!!!!
وماذا عنك انت ايها الجعفري يامن طبل لك البعض زورا وكذبا من الماجورين على انك كنت تدرس في الحوزة وانك وانك …مع العلم ان لقاءاتك بالسافرات ومصافحتك للنساء في تركيا وغيرها من الدول كشف هذا الاراجيف واليوم تعلن انك لست مع هذه الاعتقادات حيث تقول اننا لسنا في زمن الامام علي عليه السلام وانك لا تحب الكلام في هذه القضايا …
فهنيئا لمن روج لك انك شيعي …
واما العبارة التي روج لها الاعلام بانك قلت انك شيعي وتفتخر بذلك فهذه مادة اعلانية مدفوعة الثمن لان من لا يعتقد باحقية علي بالخلافة ويعتقد انها مسالة تاريخية وان الشيعة يعتقدون بذلك معتبرا نفسك مثقفا وان المثقف لا يفكر بهذه الطريقة ذات البعد التاريخي فقد كشفت ما قاله عنكم الشيخ الكوراني عندما قال ان حزب الدعوة كان يعلمنا افكار سيد قطب وليس افكار التشيع وان الذكي منكم هو من اكتشف الحقيقة قبل فوات الاوان .
فالبشرى البشرى ايها العرب فان وزير خارجية العراق ليس شيعيا لان من لا يعتقد باحقية علي عليه السلام فهو ليس بشيعي اصلا حتى وان سماه المغفلون عالما ومنظرا …