18 ديسمبر، 2024 11:00 م

ليس هناك من نظام مثير للمشاکل و الازمات و يهدد السلام و الامن و الاستقرار في العالم، کما هو الحال مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وهو في نفس الوقت يميز بأساليبه التمويهية المخادعة حيث يکاد أن يکون کالحرباء في تکيفه مع کل الظروف و الاوضاع و المستجدات لکن مع إحتفاظه بنهجه العدواني المشبوه الذي يختلق المشاکل و الازمات من خلال دأبه على تصدير التطرف الديني و الارهاب.

خلال 8 أعوام لولايتين متتاليتين للرئيس الامريکي السابق اوباما، تمکن هذا النظام من تحقيق مکاسب لم يحلم بها في يوم من الايام والتي إنعکست سلبا على الشعب الايراني و شعوب المنطقة و العالم، ويمکن تشبيه عهد اوباما بالکابوس للشعب الايراني و المنطقة و العالم، فخلاله قام هذا النظام بتنفيذ أسوء مخططاته و أکثرها قذارة ولاسيما فيما يتعلق بتأجيج الفتنة الطائفية في المنطقة، ذلك إنه وبعد أن لم ينجح مخططه المشبوه بتفجير مرقدي الامامين العسکريين في سامراء فإنه قام بتکثيف مساعيه من خلال التنظيمات و الميليشيات العميلة التابعة له و التي تخضع لأوامر قوة القدس الارهابية، قد جعل بلدانا في المنطقة تعاني من الفتنة الطائفية.

خلال عهد اوباما، المنتمي للحزب الديمقراطي الامريکي و الذي يدعي بدفاعه عن حقوق الانسان، فإن الاعدامات في إيران و في ظل دعي الاصلاح و الاعتدال حسن روحاني، قد وصلت الى ذروتها بل و وصل القمع و إنتهاکات حقوق الانسان الى حد لايمکن مقارنته إلا بالعصور الوسطى، وإن إنتهاء عهد اوباما و بدء عهد ترامب الذي ينتهج نهجا مختلفا عن اوباما، قد إنقلبت الآية، فصار هذا النظام يواجه کابوسا يقض مضجعه، خصوصا بعد أن بدأت التقارير تتوالى عن إجتماعات مهمة يتم عقدها في مراکز القرار الدولي و کلها تسير بإتجاه الاجماع على إدانة سياسات و ممارسات هذا النظام في مختلف النواحي فمن بعد الاجتماع الذي عقد في البرلمان الاوربي و کذلك الذي عقد في مجلس العموم البريطاني وأدانا تدخلات النظام في المنطقة و طالب بإدراج الحرس الثوري، الى إجتماع في الکونغرس الامريکي لبحث مشروع قرار لإدانة النظام لإرتکابه مجزرة صيف 1988، بإعدام أکثر من 30 ألف سجين سياسي و تقديم المتورطين للعدالة کي ينالوا جزاءهم، إنتهاءا بإتهام قادة البحرية الامريکية هذا النظام بتهديد الملاحة الدولية من خلال الاحتکاك بالسفن الحربية التي تمر عبر مضيق هرمز مما قد ينجم عن إثارة مشاکل قد تقود الى مجابهة غير محمودة العواقب.

الحقيقة أن هذا النظام ليس يهدد الملاحة بل إنه يهدد کل شئ، بدءا من البيئة الايرانية التي باتت تترنح من جراء سياساته المعادية لکل شئ ماعدا مصلحته الخاصة الضيقة و مرورا بالشعب الايراني و شعوب المنطقة و العالم، إنه نظام ليس جدير أبدا بالبقاء و الاستمرار.