حقيقة تُعبر العملية العسكرية الكبيرة التي شنت ضد اليمن السعيد عن مدى تفاهة الحكام العرب ، زعماء لم يرثوا من التاريخ سوى الموبقات ، وأسوأ مافعلته الاقوام التي عاشت في القرون الأولى ، ففي الوقت نفسه الذي كانت فيه فلسطين تئن ، والقدس الشريف تحت نير الاحتلال الصهيوني فان العرب يجمعون قواهم من كل حدب و صوب ، ليلقنوا حوثيي اليمن درسا ، وينصروا القاعدة وداعش هناك ، بعد ان ارتكبت الجرائم بحق اليمنيين .. فهذه الحرب الضروس التي شنت على الشعب اليمني المغلوب على أمره ، والباحث عن الأمن والسلام والعيش بكرامة ، تنبري “مملكة الشر” كما كان يطلق عليها قائدهم صدام للعدوان على اليمن ، مستجمعة فلول العرب المنهزمة من كل مكان ، والذين يستأسدون دائما على أبناء جلدتهم .. وحاولوا ان يظهروا بمظهر المقاتلين الاشداء ، فنزعوا غيرتهم ، واغاروا على الناس في المدن اليمنية .. ومن غرائب حكام العرب انهم جمعوا مرتزقتهم من مصر ودول الخليج والمغرب ، وعُززت جمعهم من أفغانستان وباكستان . مايدل على انها حرب طائفية بامتياز ، ليس فيها من الشهامة شيء ، ولا العروبية ولا الشرف .. فهذه الحشود لم تنصر غزة عندما واجهت الكيان الصهيوني بحرب ابادة شنت ضدها ، بل ان آل سعود اعتبروا تمرد الفلسطينيين في غزة خروجا على طاعة ولي الامر ، ولابد من تأديبهم ، ولذلك قال احد المسؤولين الصهاينة (إسرائيل والسعودية في خندق واحد) الجولان المحتلة منذ 50 عاما لم تهتز لها الشوارب السعودية ، ولا ايه شوارب أخرى في الخليج .. والضفة الغربية محتلة وهؤلاء الحكام العرب الاوباش ، صامتون ، مهادنون ، مخذولون ، لم يرفعوا عقيرتهم حتى بصرخة .. لكنهم انتفضوا الآن عن بكرة ابيهم لإنقاذ قاعدة اليمن من الاحتلال الحوثي .. كما نصروا القاعدة وداعش في كل مكان سواء في سورية ، ام العراق ، ام لبنان … ولهم سوابق في ذلك حيث قامت القوات المنهزمة التي تدّعى درع الجزيرة بقمع ثورة البحرين ، لانها قاومت الطغيان والحكم الانفرادي ، واليوم تعيد الكرة لاعادة الاعتبار لمن يتبنون
العنف والأفكار المتشددة المتخلفة ، وكم حاولت التدخل في العراق بحجة تقديم الدعم ، لكن العراقيين ادرى باهداف هؤلاء الذين طالما اصطفوا طائفيا ، للدفاع عن من يفجر المدن ويفخخ السيارات ويزرع العبوات.
لطالما سعى العرب الى الفتنه وتغذيتها أينما وجدوا الى ذلك سبيلا ، فالطائرات السعودية كانت مختبئة في اوكارها طوال 30 عاما ، فما الذي اخرجها هذه المرة من تلك المخابئ التي أصبحت قبورا لها ، ام انها فرصة لتجديد نشاطها ، وممارسة مناورات حربية على ارض عدوة ، كما يحلوا لهم ان يسموها .. وظهر لنا ان هناك بلدانا محاربة كالكويت ، وقطر ، فهؤلاء لديهم طائرات اشتركت في ضرب الحوثيين لا لانهم متمردون على الشرعية اليمنية ، كما يدّعون ، بل لانهم على غير مذهب من يمتلك الطائرات والأموال اللازمة لتجهيز هذه الطائرات وتسليحها..
كم تستمر هذه الحرب وماهي النتائج المتوقعة ؟ ، وهل تشهد الأرض اليمنية دخولا للقوات الخليجية بعد انتهاء عمليات الطيران .. الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي أُستقبل استقبال الزعماء من قبل الرئيس المصري السيسي للمشاركة بمؤتمر القمة العربية في شرم الشيخ والتي سوف لن تخرج بقرارات مؤثرة كما هي الحال في المؤتمرات السابقة..
المهم ان اليمن ينتظر مزيدا من الاحداث بعد التدخل الطائفي السافر في شؤونه الداخلية .. وقد تنتهي هذه الحرب بتدخل عسكري على الأرض لتغيير الخارطة السياسية كما حصل في البحرين ، الا ان ذلك لن يستمر طويلا ، فالشعوب المغلوبة على أمرها كالشعب اليمني ، تعرف ألاعيب المخابرات السعودية القذرة ، وامتداداتها ، وأهدافها ، ومشاريعها ، وهي اليوم تكشر عن انيابها بكل وقاحة ، لتعلن حربا استباقية حول ما اسمته بأمن المنطقة وأمن الخليج .
الى متى يبقى هؤلاء العملاء يلعبون بمصير الأمة ؟ .. وبمصير المنطقة الى الحد الذي يمتلكون القدرة على التغيير ، وتحويل المسارات والاتجاهات ، لابد ان هناك مفاجآت على الأرض ، او في السماء ستحدث قريبا ، مع محدودية القدرة العسكرية اليمنية على الرد على عدوان بهذا الحجم.