19 ديسمبر، 2024 9:06 ص

الاسد السعودي في اليمن نعامة في فلسطين

الاسد السعودي في اليمن نعامة في فلسطين

اي نخوة تفجرت في شرايين آل سعود عندما دعاهم الرئيس الالعوبة عبد ربه منصور هادي لانقاذه من غضب الشعب اليمني بعد ما فر من صنعاء مراهنا على عدن في خطوة واضحة لتقسيم اليمن ، عبد ربه دعا الملك السعودي لتبدا عاصفة الصحراء ، اقصد عاصفة الحزم تصب حمم نار حقدها فوق رؤوس اليمنيين ، لا ندري اين كانت هذه النخوة عندما دعا الفلسطينيون الملك السعودي وغيره من المتربعين على كراسي الحكم يوم كان نتنياهو يصب نار حقده الصهيوني فوق رؤوس النساء والاطفال الفلسطينيين في قطاع غزة مصرا على ان لا يبقي حجرا فوق حجر ، وقد فعل ، ولكنه فشل من ان ينال من عزيمة الفلسطينيين الذين راهنوا على ارادتهم في دحر العدوان ، اليوم يراهن اليمنيون على ارادتهم في دحر عدوان لا يقل سوءا ولا شرا عن عدوان نتنياهو على الفلسطينيين ،  فمن يشاهد اثار الدمار الذي احدثته عدوان آل سعود على المدن والقرى اليمنية ، سيستعيد حتما تلك الصور المؤلمة التي كان عليها قطاع ابان عدوان نتنياهو.  
الذي يقرا تاريخ آل سعود ابتداءً من احتلالهم لجزيرة العرب الى يومنا هذا يجد ان هذه الاسرة الملوثة ايديها بدما الضحايا من ابناء الجزيرة ، كانت عامل تخريب لكل طموح عربي او اسلامي ، اذ حرصت هذه الاسرة المتحالفة مع الوهابية على ان تكون خط الدفاع الاول عن الاستعمار البريطاني ولا عجب في ذلك فهي صنيعته  فقد سرد هارولد ديكسون في مذكراته التي نشرها عام 1956في لندن تحت عنوان (الكويت وجاراتها) واقعة كان شاهداً عليها كمترجم لبيرسي كوكس جرت في بلدة العقير ، حيث قال ( في اليوم السادس للمفاوضات في العقير، لم يطق السير بيرسي كوكس صبراً، واتهم عبد العزيز بن سعود بأنه يتصرف تصرفاً صبيانياً باقتراحه حدوداً عشائرية بين العراق ونجد ، وقد وَبَّخُه كتلميذ وقح ، ثمّ أبلغه بلهجة قاطعة أنه هو من سيخطط الحدود بنفسه، بصرف النظر عن كل اعتراض ، حينها انهار عبد العزيز بن سعود وأخذ يتودد ويتوسل، مُعلناً أن السير بيرسي كوكس هو أبوه وهو أمه، وأنه هو الذي صنعه ورفعه من لا شيء إلى المكانة التي يحتلها، وأنه على استعداد لأن يتخلى عن نصف مملكته، بل عنها كلها إذا أمره بذلك ، حينها أخذ كوكس قلماً أحمر، ورسم خطوطاً توضح الحدود من الخليج إلى شرقي الأردن ، ويضيف ديكسون فيما بعد طلب ابن سعود لقاء كوكس ، وحين التقاه قال له : يا صديقي، لقد حرمتني من نصف مملكتي، والأفضل أن تأخذها كلها، وتدعني أذهب إلى المنفى وبغتة أخذ في البكاء .
وبعد ان بزغ نجم الامريكان كانت اسرة ال سعود حليفهم في وجه كل حركات التحرر العربي ، وقد وجد البريطانييون الامريكان والصهاينة فيها كل ما يصبون اليه فجندوا السعوديين – اي منتسبي الاسرة السعودية وليس ابناء الجزيرة العربية الكرام – كبندر وغيره من سليلي السوء في التامر على العرب والمسلمين ، ما يعزز ما كان المرحوم ناصر السعيد يدونه عن تاريخ آل سعود قبل اغتياله على ايدي مرتزقهم من ان نسبهم يعود لجدهم الاول مردخاي تاجر التمور والحبوب اليهودي في مدينة البصرة الذي ادعى كذبا انتسابه الى قبيلة عنزه العربية العريقة ، ولم يكتف مردخاي بادعاء النسب الى عنزه بل ادعى الانتساب الى رسول الله محمد (ص) اذ ينقل ناصر السعيد في كتابه تاريخ آل سعود ان محمد أمين التميمي مدير مكتبات المملكة السعودية قد وضع عام 1943شجرة واحدة لآل سعود وآل عبد الوهاب زاعما انهم من اصل النبي محمد(ص) بعد أن قبض مبلغ 35 ألف جنيه مصري من السفير السعودي في القاهرة ، وان التميمي نفسه هو من وضع شجرة الملك فاروق البولوني زاعما أنه من ذرية النبي ( ص ) ، ولكن المعلوم ان النسب الشريف لا يرفع من انحطت به اعماله ، والله تعالى يقول { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } ورسول الله (ص) يقول ائتوني باعمالكم ولا تاتوني بانسابكم ، فحتى لو افترضنا صحت نسب ال سعود الى النبي (ص) ، وهذا مستحيل ، ولكن فرض المحال ليس بمحال ، فان اعمالهم المنحطة لا يمكن ان تكون سلوكا متوافقا مع اخلاقية الرسول الكريم (ص) ، فحتى الجناح الديني في هذا الثنائي المدنس ، آل سعود /آل عبد الوهاب ، كان انتهازيا ذليلا مستعدا لاصدرا الفتاوى حسب الطلب الامريكي او البريطانيا ، وقصة الفتوى الوهابية المشينة بعدما انضمت تركيا إلى محور أعداء لندن في الحرب 1914 شاهد على انتهازية الوهابيين وذلهم ، حيث ارسلت الخارجية البريطانية أحد دبلوماسييها ليتفاوض مع عبد العزيز بن سعود لحماية مُلكه على أن يتعهد هو بالاصطفاف معها ضد الأتراك وحلفائهم ، وأن يصدر شيوخ الوهابيين فتوى دينية تحرّم على الجنود العرب الخدمة في صفوف الجيش التركي، فصدرت تلك الفتوى التي افتت بأن تركيا قد والت الكفارَ الألمان ، وبذلك تحقق فيها حكم الآية القرآنية: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضُهم أولياء بعض. ومن يَتَوَلهُم منكم فإنه منهم} ، اما فلسطين التي يدعم رئيسها عباس عدوان آل سعود على اليمن فاحيله ان كان فلسطينيا حقا؟!!! ، يحق له ان يرث قيادة منظمة التحرير عن المرحوم ياسر عرفات احيله الى جون فيلبي في كتابه 40 عاما في البحرية ، حيث يقول ان قضية فلسطين لم تكن تبدو لال سعود بأنها تستحق تعريض العلاقات الممتازة التى تربطهم مع بريطانيا وامريكا وكان اساس الاتفاق لانشاء الوجود السعودى ان تقوم سياسة ال سعود علي عدم تدخلهم باى شكل من الاشكال ضد مصالح بريطانيا, وامريكا واليهود في البلاد العربية والاسلامية واهمها فلسطين , وقد حزن عبد العزيز حزنا شديدا في اعقاب هزيمة الجيوش العربية في فلسطين, ولكن سر هذا الحزن ، كما يقول فيلبي كان انتقال الجزء الغربي الذى احتفظ به من فلسطين الي مملكة الاردن لانه كان يريد ضمه اليه ولانها ارادة الانجليز فلم يستطع معارضتها .
واذا ما كان حال آل سعود هذا فلا يرجى منهم شفاء من مرض الانغماس في العمالة لقوى الاستعمار القديم والجديد ، ولكن المفجع موقف السيسي الذي يدعي انه وريث عبد الناصر ، فمصر ايام عبد الناصر وقفت الى جانب الشعب اليمني وثورته ضد السلالات المالكة ، اما مصر ايام السيسي فقد تخلت عن كل ارث ناصري  وانغمست في لعبة الارتهان لاستعمار اذاقه المصرييون مرارة الهزيمة عام 1956  فالمعادلة اليوم بفضل جهود السيسي قد انقلبت فايام عبد الناصر كانت مصر تقف في وجه آل سعود المدافعين عن العروش الضالعة في المشروع الاستعماري ، اما اليوم فمصر تقف خلف آل سعود ومشروعهم ، متنكرة لكل المباديء التي قامت عليها ثورة 1952 ومباديء ثورة الشباب التي اطاحت بمبارك .

أحدث المقالات

أحدث المقالات