الانتصارات التي حققتها قواتنا الامنية وابناء الحشد الشعبي والمقاومة الاسلامية المجاهدة في معارك آمرلي والضلوعية وجرف النصر وديالى عبرت عن ارادة هذا الشعب وصدق عقيدته في الدفاع عن هذا الوطن وصدق الانتماء الى ارضه وكل هذه الانتصارات والتضحيات التي قدمها ابناء هذا الوطن على ارض الميدان قابلها العراقيون الشرفاء بمزيد من الامتنان والاصطفاف والتلاحم الممزوج بدماء الشهداء حتى يتم تحرير كل التراب المقدس الذي دنسته علوج الدواعش وقذارات البعث الفاسد.
واليوم ونحن نشاهد قواتنا الامنية ورجال الحشد الشعبي البواسل وهم يتسابقون بهمة وعزم الشجعان ونداء لبيك يارسول الله لتحرير كل شبر وكل تراب تكريت وصلاح الدين نشعر بالفخر ونقف عاجزين عن التعبير عما نراه ونسمعه من ملاحم يسطرها ابناء الحشد الشعبي الذين جلَهم من المناطق التي كانت اباءهم واجدادهم وحتى بعضهم في مثل هذه الايام منتفضة في العام 1991 ضد الظلم والطغيان وجور البعثيين .
ان الشعوب الحية والتي تمتلك من الارث الحضاري والانساني والعقائدي لايمكن لها ان تستكين وترضخ للاحتلال او الدواعش الذين يريدوا ان يشيعوا في الارض فسادا وقتلا وعدوانا … فمقاتلي الحشد الشعبي مزجوا بين البطولة والانسانية باروع صور التلاحم فيدهم التي تضرب بقوة وتبطش بالدواعش هي نفسها التي تعانق وتداوي وتطعم ابناء تلك المناطق ممن استجاروا باخوتهم من ظلم داعش.
فعدالة المعركة والتلاحم العالي الذي اظهره ابناء الشعب العراقي عدا البعض من دواعش السياسة ودواعش النخاسة والعمالة ممن يتخذون من العداء للحشد الشعبي وانتصاراته باباً لكسب المال الفاسد حتى ولو على حساب دماء ابناء مناطقهم سيجعل من تحقيق الانتصار قريب جدا ومعركة تكريت ستكون يوماً للمحلمة العراقية التي اختلطت فيها الوطنية بالعقيدة لتنتج واحده من الملاحم التي سنفتخر بها لاجيال قادمة وستكون حافزاً لاكمال التحرير واستعادة كل ارض من تراب هذا الوطن المقدس دنسته داعش … ان الانتصارات الكبيرة التي يسطرها ابناءنا في الاجهزة الامنية والحشد الشعبي وابناء العشائر ستكتب تاريخ امني وعسكري جديد للعراق بحاجة الى ان نكمل سطوره ونديم زخمه عبر الخطاب الوطني والتلاحم السياسي لكل الكتل المساهمة في العملية السياسية والحكومة والاتقاء لمستوى الدماء والتضحيات التي يقدمها ابناء هذا الشعب من اجل الوطن وتتطلب من البرلمان واعضاءه والحكومة ووزرائها ان يكونوا على قدر المسؤولية ويعيدوا صياغة مفرداتهم بما يتلاءم والمرحلة الجديدة من تاريخ العراق .
والحكومة العراقية مطالبة بحماية المنجزات المكتسبة على الارض وادامة زخم هذه الانتصارات من خلال العمل الجاد على اعادة اعمار وتوفير الخدمات وعودة النازحين للمناطق المحررة مع توفير الجهد الامني والعسكري الحامي لها من عودة الدواعش وسطوة البعثيين من جديد. والاستفاده من التلاحم الوطني والشعبي الكبير الذي تتلقاه اجهزتنا الامنية وحشدنا الشعبي بايام الملاحم البطولية لتعزيز التماسك بين نسيج المجتمع العراقي وعودة الثقة بين مكوناته .
ما يجري اليوم من احداث على ارض الواقع يجعلنا جميعا فخورين بهذا الوطن وبمرجعيتنا الدينية الرشيدة وقياداتنا الدينية التي كان لها الدور الكبير في رص الصفوف وشحذ الهمم لمواجهة داعش ولوصاياها وحثها المستمر للمقاتلين لتجسيد مثل وقيم الاسلام الحقيقية والاصيلة بطمئنة الجميع والشعور بشراكة الوطن وتقاسم العيش وتغليب المصلحة الوطنية .
ان ما يتعرض له اليوم الحشد الشعبي من اساءات وتشويه الهدف منه واضح وهو وقف الانهيار والهزيمة التي لحقت بداعش وافشلت مخططات من جلب داعش للمنطقه ودعمها والقوى المستفيده من استمرار القتل وعدم الاستقرار في الوطن وبالتالي فاننا مدعوين لاعلام حذر وهادف للدفاع عن هذا الحشد ودعمه وايضا العمل على تقليل الاخطاء والصور التي من الممكن ان يستغلها العدو لتوجيه اتهاماته وايضا على الحكومة ان تقف بقوة بوجه كل يسئ للتضحيات الكبيرة لابناء هذا الشعب وهو في ركب العملية السياسية … فالملحمة التي يسطرها ابناءنا بدمائهم بحاجه لضمائر واخلاق امم حية تقدر تضحيات ابناء شعبها وتدعمهم لمواصلة القتال بشرف حتى تكتمل الصورة وتتحرر كل تربة العراق .. من الدواعش لنبدأ حشدا شعبياً لتحرير مؤسسات الدولة والوطن من النهابة والمفسدين وسراق المال العام.