18 ديسمبر، 2024 6:39 م

“كلكامش” مسجى في “المتحف المتجول الثقافي”

“كلكامش” مسجى في “المتحف المتجول الثقافي”

لازال الحزن السرمدي يطغي على ملامح وجهه الملك السومري الخامس “كلكامش” ملك اورك رغم الحرفية العالية  بالنحت والعناية بابراز مجسمات الوجه بصورة جميلة,  كأن حزن الملك المسجى وسط باحة المتحف المتجول الثقافي في قشلة المتنبي يشي لنا عن حجم المأساة التي عاناها بفقدان انكيدوا, صديقه الحميم الذي مات بسبب طموحه الفوضوي  في استباحة غابات الارز وقتل “خمبابا” ليضمها الى مملكته اورك حالها حال كل المدن التي كانت تجاورها. ثمت سؤال كان يراودنا لماذا لم يبادل “الالهة عشتار” الحب وهو الذي كان يسبيح عذرية النساء قبل زواجهن وكان يزج الشباب بالمعارك
 ويستخدم كبار السن في العمل حد الموت ,  هل كانت صحوت ضمير ام انه سمع نصيحت صديقة بعدم الاعتداء على النساء ام غروره  بان ثلث جسده  من ارث امه التي كانت من الإله,ام تمادى واراد ان يستحقرها  ودفع ثمن موت صديقه, هل كان نادم على ارسال خادمة معبد عشتار”شمخات” الجميلة لتغريه بمفاتن جسدها وتسحبه من حياته مع الحيوانات  الى المدنية, ثم سرد بنظراته التي ابرزتها ازاميل ومطارق النحات دوشان ,عن رحلتة ولقائه “بأوتنابشتم ”  وبعد  رحلة طويلة وشاقة ، يأتي في نهاية المطاف الى أوتنابشتم ، السلف الذي بقي على قيد الحياة بعد الطوفان العظيم وهو يسكن بعيداً في
 المحيط الغربي في “حدائق الشمس”.
 يخبر أوتنابشتم كلكامش بان الآلهة ، باستثنائه هو (أي أوتنابشتم ) قد كتبت الموت على البشر واحتفظت بالخلود لنفسها .  ويسرد على مسامع كلكامش قصة الطوفان وهي قصة فيها كثير من الشبه برواية الطوفان المعروفة  الواردة في  التوراة والقراءن .  ويوضّح أوتنابشتم لكلكامش بأنه إن كان عاجزاً عن صد  النوم فكيف السبيل الى صد الموت الذي هو رقاد أبدي ويؤكد  له عبث نشدانه الحياة الخالدة . إلا إنه “يبوح لكلكامش بسر من أسرار الآلهة ” فيشير الى نبات “كالورد شوكه يَخِز اليدين ” ينبت  في قاع البحر له خاصية تجديد الشباب أو إطالة الحياة .
 يغوص كلكامش الى أعماق المياه وبعد عناء البحث يعثر على النبات الذي يجدد الشبيبة . إلا أن كلكامش يخسرالعشبة وهو في طريق العودة الى أوروك إذ يأتي ثعبان ويسرقها بينما كان كلكامش يغتسل في بركة .  فيعود في  النهاية خائباً الى أوروك ويدرك أن الأسوار العظيمة والهياكل الفخمة والجنائن الغناء التي أقامها هي كل الخلود الذي يمكن أن يحلم  به .  يموت كلكامش ويندبه مواطنوه ويتفجعون عليه ويحملونه الى مثواه الأخير ويقدمون القرابين الى الآلهة العظيمة .