اصْطَفَتهُ ..
وقد كانت : تحُبُنا معاً !
وهو الآن قبالتي : كأنهُ قُطٌّ
لا يُركبُ ظهرهُ ..
أو جدارٌ ليس فيهِ كوةٌ أو مَنْفَذ ْ ..
أو خفاشٌ يلطشُ كل حينٍ في الوَجْهِ ..
يُهَيجُ معدتي .. يستمريء قلقي
يَتَمَضحَكُ : هِيْ هِي
كأنما حربٌ يرفعُ فيها عَلَماً
ربما يحملُ معهُ حِرزَ خرزةٍ !
رغمَ أنَّ السُكْرَ أخذهُ أيّ مأخَذ ْ ..
قالَ : لن تحصلْ مني حتى لو كلمةٍ!
هل يدري ما بها ؟ هل هِيَ تدري ما بِهِ ؟!
محالٌ .. هذا الأرعَنْ
أتمنى : أضعَ رأسَهُ في سلَّةٍ
وأفتح حلقهِ كي يبدو مبتسماً ..
لكنًّهُ كالتيسِ : يثغو ويُضَرِطُ !
فيدورُ طوال الليلِ حولَ عنزةٍ …
كلما يزيدُ سُكْرهُ يزيدَ سُكري
وأودُ أن أضحكَ على مهزلةٍ
تدورُ ما بيننا
فعُقبَ كُلّ كأسِ :
وددتُ أنِّي أبكي
على الكائن الإنساني : كمْ هو مُنْحَطٌّ
كم هو ملائكي
حقاً لو كان يدري :
فهل يُبْقِي عُنُقِي :
يستظلُ بظلالِ شجرة الرأسِ ؟