26 نوفمبر، 2024 2:42 ص
Search
Close this search box.

جامعة الدول العربية ( جامعتنا الما جمعتنا )

جامعة الدول العربية ( جامعتنا الما جمعتنا )

أرفع قبعتي بإجلال للمنولوج العظيم العراقي عزيز علي المتهم ب ( الماسونية ) والذي تم إعدامه بموجب هذه التهمة الباطلة , والذي استعير منه عنوان مقالتي ( جامعتنا الما جمعتنا ) من أغنيته الخالدة( كله منه .كله منه ) والذي يقول فيها :

هنا يا عمر بن الخطاب , ويا حيدر داحي الباب

العرب تصوبوا بصواب

ما ينبت بي شعر وعاب

أصفينا لا دين ولا دنيا

ولا حَمية ولا وطنية , ولا بعد ظلت قومية

وهنا يصف الرائع (عزيز علي )حال المواطن العربي بكل دقة والذي وصل إليه حال العرب نتيجة تعاقب حكومات سيئة متخلفة ساهمت بنشر ثقافة إن الوطنية تنحصر في الولاء للحكومة وللرئيس باعتباره سلطة تستمد شرعيتها من السماء وان الحكومات لا تخطيء وإنها منزهة من رب الأرباب وان الشعوب المسكينة والمغلوب على أمرها هي التي تخطيء عند المطالبة بجزء يسير من حقوقها , فالحاكم العربي لازال يحكم بعقلية (أبو جهل) السيد المطاع على الشعوب باعتبارها ابن مسعود ابن( رويعي الغنم ) . لكل هذا باتت الحاجة ملحة لإصلاح الواقع العربي والخطوة الرئيسة لذلك تتم عن طريق إصلاح جامعة الدول العربية باعتبارها ( بيت العرب ) الكبير الذي من المفروض أن يحتمي به كل العرب من نوائب الزمان في مواجهة التحديات . الجامعة العربية تأسست عام 1945 وهي منذ التأسيس ولحد الآن اقتصر دورها على حل ما نسبته 8,95 % من جملة النزاعات العربية , واقتصر دورها منذ التأسيس ولحد الآن على المباركة والإشراف والتنديد , وقد يرجع سبب ذلك إلى خلل في الميثاق نفسه الذي أكد على عدم استخدام القوة في حل النزاعات حيث نصت المادة الخامسة من الميثاق على تسوية المنازعات بين الدول من خلال الوساطة والتحكيم وهنا صدق المثل العراقي ( الإمام الي ما يشور يسموه أبو الخرق ) , حيث إن من المفروض أن تكون وظيفة الجامعة العربية وقائية بالدرجة الأساس ولكنها لم تحل أي مشكلة واجهت أي دولة عربية منذ التأسيس ولحد الآن , لم تستطع الجامعة العربية أن تطور نفسها خلال ستة عقود من التأسيس في عالم يتطور بسرعة أسرع من سرعة الضوء بحيث إن الحاجة باتت ملحة لإنشاء كيان قوي أو منظمة على غرار الاتحاد الأوربي أو الاتحاد الإفريقي حيث إن جامعتنا العربية أُصيبت بعقم لا علاج له سوى الإصلاح الكامل ومن الأساس أو إعادة بناء الجامعة وميثاقها الفقير وإعادة النظر في هيكليتها

لإنقاذ الجامعة من مرحلة الموت ألسريري التي تمر بها وبعث الإرادة السياسية العربية من اجل تفعيل النظام العربي .

من أهم نقاط الضعف والفشل الأساسية الموجودة في جامعة الدول العربية هو غياب قوة عسكرية عربية مشتركة داخل الجامعة تقوم بدور فاعل في تحقيق الأمن والسلام داخل مناطق التوتر والنزاع في العالم العربي , فالمواطن العربي في سوريا والعراق يذبح بشكل يومي وتنتهك حقوقه ويُهجر من بيته ويُقصف بالبراميل المتفجرة وتموت الأطفال والنساء من غير أن يتحرك شرف ورجولة أعضاء الجامعة العربية ويبادروا لوضع حلول لازمات المواطن العربي في كل دول الجامعة , كما إن السبب الرئيس الثاني الذي جعل جامعة الدول العربية من الضعف بحيث يٌستهان بقدرتها وقابليتها هو عدم قدرتها على إنشاء جهاز قضائي خاص بها أو محكمة عدل عربية على غرار محكمة العدل الدولية تكون قراراتها مُلزمة على جميع أعضاء الجامعة .

يقول الدكتور احمد عارف : (إن الأزمة التي تعاني منها جامعة الدول العربية ليست أزمة عدم القدرة على تنفيذ القرارات بسبب قاعدة الإجماع بقدر ما هي أزمة عدم القدرة على تنفيذ قرارات الإجماع هذه , كما إن سبب ضعف هذه المؤسسة إلى افتقارها إلى سلطة اتخاذ القرار السياسي الذي يجبر الأنظمة على الخضوع له أو الخوف من هذه القرارات إذا اتخذت بحقها ) . وهذا الرأي حصيف وحقيقي ويجب التركيز عليه للتخلص من أسباب الضعف الذي تمر به جامعة الدول العربية .

إن انهيار الاتحاد السوفيتي الداعم الرئيس للدول العربية وبروز الولايات المتحدة الأمريكية كقطب وحيد ينفرد بتسيير مجريات السياسة في العالم يستدعي أن تكون رئاسة جامعة الدول العربية بيد دولة قريبة من الولايات المتحدة الأمريكية باعتبار إن مصر بلد ضعيف وفقير يمر بأزمات كبيرة خصوصا بعد ثورة الشعب على حكم مبارك ومرسي , وبإمكان المملكة العربية السعودية أن تقوم بدور الرئيس في جامعة الدول العربية وخصوصا أنها تتمتع بعلاقات قوية مع أمريكا والعالم , واقتصاد قوي جدا يعزز من قوة الجامعة ,كما بالإمكان نقل مقر الجامعة إلى السعودية باعتبارها قِبلة العرب والمسلمين في العالم ,وخصوصا إن النفوذ الإيراني وصل إلى أقصى مدى في المنطقة العربية وأصبح بحاجة إلى قوة توازن أطماعه ونفوذه بإمكان جامعة الدول العربية أن تلعب هذا الدور إذا تم إصلاح ميثاقها والياتها ومجلس رئاستها بإسناده إلى السعودية المدعومة أمريكيا ودوليا وصاحبة القرار واليد الطولى في الخليج والمحيط العربي .

من اللطائف أن شارع مقر جامعة الدول العربية في القاهرة صار عنوانا للعاهرات وممارسة الرذيلة في مصر وهو ينافس شارع الهرم المشهور في عدد العاهرات .

[email protected]

أحدث المقالات