رامبو … شخصية أمريكية اسطورية خيالية ظهرت مع النشوة الأمريكية بالانتصار في الحرب العالمية الثانية على المحور الذي قادته ألمانيا ولازالة خسارتها في حرب فيتنام.
الأمريكان صوروا هذه الشخصية على أنها لا تقهر، حتى نحن العرب أصابنا الشغف بهذه الشخصية وصرنا نطلقها على أي تصرف يوحي إلى القوة أو العنف او حتى بالسخرية من شخص فنقول له (قابل انت رامبو).
وأعتقد أن خلق هذه الشخصية كان مقصودا لتصديرها إلى أعدائها ومنهم نحن العرب لدرجة أنه كلما نذكر رامبو نذكر معها قوة وسطوة امريكا ، لهذا كان تصوير هوليود لشخصية رامبو باتسامها بالعنف وعدم المجاملة وبوجه خال من أي ابتسامة كان لاخافتنا من قوتها وكيانها وترسانتها الفتاكة.
أما اليوم فالمشهد عاد من جديد وتكرر وظهر رامبو . لكن أي رامبو؟ إنه رامبو العراق الأسطوري وبشخصية حقيقية وليست خيالية، أنه البطل أبو عزرائيل الذي تحدثت عنه بطولاته واقدامه وتضحيته ، ليكون منطلق لرعب امريكا وكل أعداء العراق ووجه معبر لقوة الجندي العراقي المقدام المليء بالإيمان والتضحية والفداء ، لدرجة أن الأمريكان أنفسهم أصيبوا بالشغف بهذه الشخصية العراقية الفذة وبدأت أخباره وتحركات تتصدر صفحات صحفهم ودخل لدائرة اهتمامهم بقوة.
لكن رامبو العراق ( ابو عزرائيل ) تختلف اطباعه كليا عن رامبو العم سام ، فهو شاب ثلاثيني مؤمن متدين لا تفارق وجهه الابتسامة ، ورغم قوته وعضلاته المفتولة الا ان طيبة قلبه ورحمته واضحة وضوح الشمس فكان مصداقا للايه القرانية (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود)، وقوله تعالى (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين) .
فتحية للبطل المغوار ( ابو عزرا ) وتحية لكل ابناء العراق الغيارى الذين اعادوا وبعثوا فينا الامل بان هذه الامة لا تخلوا من المخلصين بعد ان عجت بالخونة والسراق والمبتذلين .