فلسنا على الاعقاب تدمى كلومنا، ولكن على الاقدام تقطر الدمى.
المتتبع للتاريخ الاسلامي، يجد إن أي جيش يقاتل تحت راية الاسلام المحمدي الصحيح، المتمثل بالخط العلوي، الحسيني لا يعرف التقهقر، والانسحاب ،أو الانكسار مهما قست الظروف، والتحديات .
ما حصل بالموصل، وما تلاها من سقوط المحافظات الغربية، والشمالية تحت سيطرة زمرة داعش، بسرعة مفاجئة لأسباب قد تكون سياسية، أو شخصية أو استعمارية ملعوبة ضمن خطط إمبريالية كان هدفها تقسيم العراق، وتمزيق نسيجه الاجتماعي، معتقدين باننا سنقع تحت تأثير الصدمة، وتتداعى قوانا، ونضيع في اجواء الارتباك، لكنهم وبدون قصد وتخطيط، دفعونا كي نقدم أفضل ما لدينا، من تضحية بالنفس، من اجل حماية الامة ،والعقيدة والوطن، وجعلوا شعبنا اكثر تماسكا، وليمنحوا شبابنا فرصة كبيرة ليبرهنوا بانهم مجاهدين ابطالاً، ويعيدوا صناعة انفسهم، وتدعيم ثقافتهم العقائدية، متناسين بأن أمة امامها الحسين؛ لن تركع إلا للواحد القهار.
التسديد الالهي، والحكمة الكبيرة، التي سُدد بها السيد السيستاني بإصدار الفتوى الالهية، بالجهاد الكفائي ليقود بذلك معركة التاريخ، والزمن المعاصر، لانها تمثل معركة العراق؛ او التحالف الدولي، او ضد الارهاب، بل تمثل معركة وحروب القرون الماضية، وزماننا هذا ضد منحرفي الاسلام الخالد، الذين يحاولون اختطاف الاسلام، وحرفه عن سكته الصحيحة بعد أن فشل سيدهم الاكبر( يزيد عليه لعائن السموات والارض) .
العراق؛ تلك البقعة المباركة من الارض ، التي تمثل أرض الرسالات، ومهبط الوحي، وبوابة العالم ونقطته الحرجة، وقلبه النابض الذي يحاول الاستعمار والاعداء لضربه، أو السيطرة عليه وإضعافه كي يشل الجسد الاسلامي أجمع، لكن هيهات مادام بالعراق علي والحسين وامتدادهم الطبيعي المتمثل بالمرجعيات الشريفة؛ فتلك الفتوى الالهية العظيمة، وما تلاها من انتصارات القوات الحكومية مسنودة بأبناء الحشد الشعبي، ماهي الا نفحة الهية، وفيض الهي مَن بها القوي القدير على العراقيين.
إن انخراط العشائر العراقية الاصيلة بقتال عصابات القتل والتشريد، ماهي الا دليل جديد على تلاحم أبناء هذا الوطن الكبير، ورغبتهم لنبذ الخلافات الجانبية التي راهن عليها المتآمرين، وحاولوا زرع الفتنة بين اعضاء الجسد الواحد.
إن أبناء الحشد الشعبي، وهم يحققون، ويدافعون ويضحون بأرواحهم، تاركين عوائلهم، ومدنهم ليستشهدوا في الرمادي، وديالى، وصلاح الدين، دليلا باتا على إنهم يدافعون عن مشروع الدولة، ومشروع الوطن، ومشروع الوحدة الوطنية.