قال تعالى: “وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى” صدق الله العظيم النجم ”
خير ما نستهل به رسالتنا هذه ..آية من آيات القرآن المجيد , كلام الله سبحانه وتعالى الذي أنزله على من اختاره ليكون خاتم الأنبياء والرسل , النبي الأمي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه المطهرات أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وأرضاهن وشرفهن بسيد الخلق وسيد الكائنات .. وسلم تسليماً كثيرا .
إلى من يهمه الأمر من ملالي قم وطهران وقادتها السياسيين الأشرار وعملائها وأراذلها في أغلب الدول العربية الأربعة التي تدعي وتتبجح ليل نهار بأنها تحتلها وتهيمن على جميع مصادر القرار فيها رسمياً بدون خوف أو خجل أو حياء , من شواطئ البحر الأبيض المتوسط .. وحتى باب المندب . منذ أن تآمرت مع جميع قوى الشر والبغي والرذيلة والعدوان في البيت الأسود وتل أبيب أي منذ عام 1979 وحتى يومنا هذا .
حقيقة الأمر .. إن ما دفعني لإختيار هذا القول الشريف أعلاه عنواناً لهذه المقالة أو هذه الرسالة , الذي جاء على لسان الصادق الأمين سيدنا محمد ( ص ) , حيث قال عليه أفضل الصلاة والسلام : ( إذا هلك كسرى فلا يكون كسىرى بعده , وقيصر ليهلكن فلا يكون قيصر بعده , ولتقسمن كنوزهم في سبيل الله ) . وهذه رسالة ربانية صريحة وواضحة بأن لم ولن تقوم إمبراطورية فارسية جديدة قط ورب الكعبة .
لكي نبين ونشرح للكثير من الناس البسطاء والمغفلين , ونذكّر عسى أن تنفع الذكرى , وخاصة لأولئك الذين غرّتهم الحياة الدنيا وزخرف القول والشعارات البراقة والخطابات والروزخونيات الحماسية وسال لعابهم من أجل الدولار والتومان , بأن ما يسمى بالجهورية الإسلامية الإيرانية .. هي العدو الحقيقي للشيطان الأكبر وللكيان الصهيوني الغاصب لبيت المقدس , وأن طريق القدس يمر عبر كربلاء !؟؟؟, وكذلك لنبين من خلال هذه الأسطر جزء يسير من الأدلة الدامغة لأغلب من جرفتهم تيارات الحقد الطائفية والكراهية لأبناء جلدتهم ووطنهم وأمتهم العربية , بسبب هذه وغيرها من الممارسات الخبيثة التي يمارسها أزلام وملالي إيران بكل خبث ودهاء عجزت وتعجز عن فعله حتى شياطين الجن , وعلى رأسها اشعال نار الأحقاد والفتن البغيضة بين جميع مكونات شعوب المنطقة , وخير دليل على ذلك ما يجري في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن , تلك الفتن التي كانت نائمة منذ مئات السنين .. ألا لعنة الله على من أيقضها ونفخ ومازال ينفخ في نارها .
لذا وجب تبيان بعض الأمور والحقائق التاريخية التي لا تقبل اللبس أو التشويه أو التزوير التاريخي , على العكس تماماً مما يثار ويروج له من شحن قومي وعرقي وطائفي بات الغرض والهدف من وراءها زيادة في التشويش على العقول المنقادة وراء سراب الفتاوى الكاذبة !, لإلحاق مزيداً من حالات الخراب والدمار والفرقة والتشرذم بين أبناء الوطن الواحد والدين الواحد والقبلة الواحدة وحتى المذهب الواحد , والذي نرى للأسف الشديد يوماً بعد يوم ينذر بكوارث ومستقبل مجهول للأجيال إذا ما استمر الحال كما هو عليه !؟.
إن هذه وغيرها من الممارسات التي يمارسها على شعوب المنطقة وخاصة في العراق ملالي قم وطهران ما هي إلا محاولات بائسة ويائسة من أجل لي عنق الحقائق التاريخية والدينية وحتى المذهبية , بما فيها قلب الحقائق والموازين , وتزيف الأعراف والعادات وحتى القوانين الوضعية , كما هو حاصل وقائم على قدمٍ وساق اليوم في العراق منذ حوالي 12 عشر عاماً , والذي يحاول مردة وشياطين الإنس جعل الباطل حق .. والحق باطل , كما قال سيد البلغاء الإمام علي عليه السلام : ( اعلموا أنكم في زمان القائل فيه بالحق قليل , واللسان عن الصدق كليل , والازم للحق ذليل ) , وقال ( ع ) أيضاً في هذا الباب ( أما بعد .. فإنما أهلك من كان قبلكم أنهم منعوا الناس الحق فاشتروه ( بالرشوة ) , وأخذوهم بالباطل فاقتدوه .. أي صار الباطل قدوة .
بالعودة إلى صلب الموضوع : ” إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده ” .
من منا لم يقرأ عن تلك الواقعة والحادثة الشهيرة التي حدثت للرسول الأكرم ( ص ) بداية نزول الوحي عليه ( ص ) , وعندما كان مع صاحبه الصديق أبو بكر (رض ) , في وسط الصحراء ليأمن من شر وبطش الكفار , بعد أن عزموا على قتله ( ص ) , وبينما هم في طريقهم للإختباء والتخفي أخبر سيدنا أبا بكر ( رض ) الرسول الأكرم ( ص ) بأن هنالك فارس يتتبع أثرهم … ويقترب منهم شياً فشيأ , فما كان من الحبيب المصطفى ( ص ) إلا أن يدعو ربه سبحانه ( اللهم إكفينيه بما شئت , وكيف شئت , إنك على ما تشاء قدير) , فإذا بالفارس يسقط من فرسه , وكرر الرسول ( ص ) الدعاء ثلاث مرات , فكان الفارس يسقط في كل مرة , وكان هذا الفارس يدعى ” سراقه بن مالك ” , عندها أيقن تماماً , بأنه يتتبع أثر إنسان عظيم ذو شأن عظيم اختاره الله سبحانه وتعالى لينتشل هذه الأمة من الظلام والضلالة إلى النور والهداية , ولما اقترب من الرسول ( ص ) وصاحبه الصديق أبو ركر ( رض ) , نظر إليه الرسول وادرك ( ص ) بأنه يريد الجائزة العظيمة التي وعد بها كفار قريش كل من يدلهم على مكان أو مخبأ سيد الخلق ( ص ) , فتبسم ( ص ) بوجهه , وقال له : ( ما بالك بأني أعدك بجائزة أكبر .. ألا وهي ” أساور كسرى ” ملك الفرس ) , الله أكبر سيدنا محمد ( ص ) , وهو مطارد وخائف وقبل أن يعلن نشر هذا الدين العظيم , يعد فارس من فرسان عرب الجاهلية بأساور كسرى عليه لعنة الله , وكان حقاً وعداً مفعولا , فقبل أن ينتقل الرسول ( ص ) إلى الرفيق الأعلى , أوصى سيدنا أبا بكر في حال تم فتح العراق في عهدك لا تنسى وعدي وعهدي لـ ” سراقه بن مالك ” بأن تكون أساور كسرى له , وقبل أن يتوفى أبا بكر ( رض ) أوصى الفاروق عمر ( رض ) من بعده بوصية الرسول ( ص ) , وحينها جاء الوعد الحق وتم تحرير العراق من قيضة الفرس في عهد خلافته الراشدة , واسقطت أمبراطورية الشر في معركة القادسية الأولى , وجيء بالغنائم من العراق , وجمع الناس في ذلك اليوم المشهود , ونودي على ” سراقه بن مالك ” من بين تلك الجموع الغفيرة ليستلم تلك الجائزة التي وعده بها الصادق المصدوق ( ص ) الذي لا ينطق عن الهوى , وكان حينها شيخاً كبيراً , فلقد مضى على ذلك الوعد عدة عقود , ولكن تحقق ذلك الوعد الموعود , وبكى سراقة بن مالك , وبكت تلك الجموع والحشود الغفيرة وبكى الخليفة عمر ( رض ) لذلك المشهد المهيب والرهيب .
من هنا ونحن نستذكر مقتطفات من تلك السيرة النبوية المطهرة العطرة , ونستشهد بأحد وصايا وأقوال نبينا ورسولنا الأكرم محمد بن عبد الله ( ص ) , لا يسعنا في هذا الظرف الحساس والحرج للغاية الذي تمر به الأمتين العربية والإسلامية من تحديات وتهديدات وفتن وحروب قل لها نظير , بعد أن تكالبت علينا الأمم , والتقت مصالح وأهداف ألد أعداء الله والإنسانية , وعلى وجه الخصوص أعداء العرب والمسلمين التاريخيين , وتحديداً على عرب العراق , من قِبل بقايا أحفاد كسرى وقيصر أخزاهم الله . نطمأن الجميع بأن العراق باقي وأعدائه إلى زوال , ومن أراد له السوء , فإن السوء سيرتد قريباً إلى نحورهم .
أخيراً … لا يسعنا إلا أن نوصي أنفسنا ونذكر الجميع .. بهذا الوعد الحق و الرسالة الإيمانية المطلقة لكل المشككين والمرجفين في عالمنا العربي اليوم , الذين أصبحوا وأمسوا يخافون من أمريكا وإيران وإسرائيل أكثر مما يخافون من الله للأسف , ناهيك عن ما يجري لعراقنا المنكوب والمبتلى بحفنة وبمجموعة من الكهنة والمنافقين والدجالين الذين لا هم لهم سوى بث السموم الطائفية وقتل وتهبيط وكسر المعنويات وتبديد الثروات , وتحطيم الطاقات والقدرات التي كان يتمتع بها أبناء هذه الأمة بالأمس القريب , آباؤنا وأجدادنا الأوائل العظام الذين هزموا أعتى وأقوى الإمبراطوريات الشريرة عبر العصور والدهور السالفة واللاحقة … ووصولاً إلى الحديثة منها , بأبسط الأدوات والوسائل وبالرغم من قلة العدد والناصر , وعلى سبيل المثال وليس الحصر .. ثورة العشرين الخالدة , وكيف استطاع ثلة عربية عراقية مؤمنة مجاهدة مخلصة لأمتها ووطنها أن تهزم آنذاك أقوى وأعتى أمبراطورية , كونهم تسلحوا بسلاح الإيمان والعقيدة وعدالة القضية الوطنية التي قادوها إلى النصر المؤزر والتحرير والاستقلال عام 1921 .
إذاً على إيران وقادتها ومن يروج لها ولمخططاتها الخبيثة في المنطقة وفي العراق على وجه الخصوص بعلم أو بدون علم , ويجتر ويردد كالببغاوات ما تقوله وما تردده إيران من خزعبلات وأكاذيب وتهبيط للمعنويات , بأن بغداد باتت عاصمة لإمبراطوريتها !؟. نقول لها ولهم ولمن صدق بهذه الأكاذيب والألاعيب , بأن هذه وغيرها … ما هي إلا أضغاث أحلام وتمنيات وأمنيات عفى عليها وأكل وشرب الدهر منذ أكثر من 1400 عام , تصديقاً بوعد الله سبحانه وتعالى , الذي جاء على لسان من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى . نبينا وحبيبنا المصطفى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
وللحديث بقية .