19 ديسمبر، 2024 12:11 ص

رسالة الى القائد العام للقًوات المسلحة من عشيرتي الجنابيين والخزرج

رسالة الى القائد العام للقًوات المسلحة من عشيرتي الجنابيين والخزرج

حكمة العبادي.. ترسي السلام وتزهق الباطل
فتية مؤمنون يحملون السلاح، مرددين: “لن تمر داعش من هنا؛ مادام فينا عرق ينبض”..
فلاة واسعة، تنفتح الصيحة فيها، من الارض الى السماء، قبل ان يطبقها الحشد الشعبي، على “داعش” فلا تجد خرما تتنفس منه، بعون الواحد الأحد.
رأيت أمس.. الأحد 22 آذار 2015، يد الله فوق فوهات بنادق قواتنا الأمنية، تقاتل الإرهاب، بإسم الله والحق والوطن؛ تدحره، فيتداعى.. يضربه الله بأيدي العراقيين، التي توحدت ألوان طيفها في قبضة رجل واحد؛ إذ زرت مع زملاء من الوسط القانوني، يصحبنا افراد حماية قاطع لواء ١٧ في الدجيل، الى ساتر المواجهة الاول ضد “داعش”.
شملت الزيارة “الجنابيون” و”سيد غريب” و”الدجيل” حيث شاهدنا اعلام “داعش” المدحورة إن شاء الله، من على بعد ٤٠٠متر، تفصل بغيهم عن شرف قواتنا البطلة.
لحظتها وجدتني أسور الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي والعشائر الكريمة، بسور سليمان، يقيهم شر “داعش” ويحميهم من حمم لهيبها.
 
إكتواء
عشيرتا “الجنابات” و”الخزرج” تكتوي بنيران المجرمين، من دون ان تعيقها عن مؤازرة القوات الامنية، تمسكا بالوطن، تذود عنه، سائرة على درب الاحرار، وقائد اللواء العميد معد الدراجي، يتمركز في “الدجيل” التي تحنو على خزرج شيعة وجنابات سنة، يوحدهم الولاء، تصديا للمخربين.
رأيت في كثير مما رأيت، فتية مؤمنين يحملون السلاح، مرددين: “لن تمر داعش من هنا؛ مادام فينا عرق ينبض”..
 
كماشة
سيدي القائد العام للقوات المسلحة، د. حيدر العبادي.. رئيس الوزراء المحترم .. عرفتك رجل سلام هادئ الطبع، تعنى بالعلم والدين والأخلاق، لكنني تابعت المعركة التي تقودها ميدانيا، فوجدتك أهلا للثقة، على الاصعدة كافة، وأنت تزيح تبعات أخطاء السابقين، التي إنتهت بنا الى فكي كماشة “داعش”!
ما عشته خلال زيارة أمس، وطد ثقتي بك كقائد يسري بالعراق.. من خراب صدام والمتكالبين بعده على السلطة.. الى واحة الأمان.
 
وصية
أدركت.. وأنا عائد من جبهة المواجهة، الى طمأنينة المدينة، أتأمل ما كان وما يحدث وما نحن صائرون إليه، طوال الطريق.. أننا نحتاج حكماء مثلك.. د. العبادي؛ فـ “الشعوب ينقذها أبطال المرحلة المخلصون” تلك هي وصية ابنائك، التي حملتها عنهم، خلال زيارتي لهم، وهم يلتهمون الرصاص، غير هيابين، مادموا والعراق بقيادتك، تنتهج سبيلا لا تفرق فيه بين سنيٍ وشيعيٍ، الا بتقوى الله والولاء للوطن.. “إن أقربكم عند الله أتقاكم”.
يتماهون معك، متفانين في حب العراق، يضعون روح المواطنة فوق كل شيء، لا يطلبون سوى عتاد خفيف ومتوسط.. لا يريدون رواتب! إذ سرني أحدهم، قائلا: “لو اعطونا كاتيوشا لتركت الطعام والشراب.. اقسمت أني راجع لدحر “داعش” قبل ان اسافر الى أوربا في رحلة عمل قريبة.. وان لم تسلحنا الدولة، سأبيع ممتلكاتي الشخصية، لتأمين السلاح”.
 
200 متر
يلتقي الجمعان.. قواتنا ثباتا، وداعش تتراجع، والحق مظلة تهدي الى سبيل الله، هو مولانا وعليه نتوكل.. ٢٠٠ متر تبقت بيننا وهزيمة فلولهم، أمام صمودنا الناجز.. بحول الله وقوة عباده المخلصين.