18 نوفمبر، 2024 12:36 ص
Search
Close this search box.

مهدي الشيعة .. يظهر في تكريت!

مهدي الشيعة .. يظهر في تكريت!

(لبيك يا رسول الله)، ليست تلبية لدعوة الرسول، ولا نداء أطلق داخل حرم المسجد النبوي الشريف، لكنه اسم لأحدى معارك عامنا الحالي، والتي سيخلدها التأريخ، رغم تعدد قادتها، واختلاف انتماءاتهم.

بدأت العملية العسكرية لتحرير محافظة تكريت، بعد وصول رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي مساء يوم الأحد الماضي، المصادف 1/3/2015 الى سامراء، واعلانه ساعة الصفر لتحريرها، هذا ما نقل اعلامياً، لكن؛ الحقيقة ان عملية (لبيك يا رسول الله) او (الثأر لشهداء سبايكر) كما وصفتها بعض الفصائل المسلحة المقاتلة، بدأت قبل يوم كامل من إعلان ساعة الصفر، وهو أمر تم تبويبه، وفق دواعٍ امنية.

لوحظ انتشار واسع لقوات الحشد الشعبي بتسميتها الحكومية، او الميليشيات والفصائل الشيعية المسلحة كما يصفها البعض، في محيط محافظة تكريت، حيث قاموا بتطويق مدنها، قبيل اعلان ساعة الصفر، لسببين أساسيين هما؛ الأول: لأنهم يعتقدون بأن معظم أهالي تكريت هم من ازلام النظام البعثي السابق، وهم من ساهموا في ارتكاب مجزرة سبايكر، التي قتل فيها قرابة 1700 منتسب (شيعي)، والثاني: لأن قوات الحشد الشعبي، باتت عماد امان العراق، وفق وجهة نظر الحكومة الجديدة، بعد تخاذل الجيش النظامي وهروبه من محافظة الموصل التي تعد اسهل عمليات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بعد ان سيطر عليها بالصدفة! وبظرف ساعتين، دون تكبد عناء القتال.

الجانب الأيمن لنهر دجلة، الذي يمر بين مدينتي سامراء وتكريت، يبدأ فيه انتشار الحشد الشعبي بمختلف فصائله، وتنوع قادته من الأحزاب الدينية والسياسية الشيعية، بداية من الملوية، معمل أدوية سامراء، بحيرة سامراء، سور شناس، مروراً بعوينات (مكان اعتقال الرئيس السابق صدام حسين)، ثم منطقة الدور، التي سيطرت عليها الفصائل الشيعية مؤخراً قبل أيام، واخرها مدينة العلم.

بعد السيطرة على منطقة الدور، اتجهت القوات الى منطقة او قرية (البو عجيل)، والتي تحتضن ثقلاً كبيراً من المناوئين للحكومة العراقية، الا ان الأخيرة؛ ليست هي من يقاتل، ولا يعتمد على قواتها بالجهد العسكري، وانما يوفرون للفصائل الشيعية المسلحة، غطاءً رسمياً لتواجدهم في المنطقة، لذلك؛ وجد ان القرار يقضي بعدم خروج أي شخص من البو عجيل حي، خصوصاً بعد توارد الانباء، التي أفادت بأنه تم اعتقال مجموعة من قرية البو عجيل، من قبل قوات الحشد، واعترفوا بمسؤوليتهم في ارتكاب حادثة قاعدة سبايكر، وبينوا انهم مأمورين من قبل زعماء عشائر وقادة ميدانيين في المنطقة.

الجانب الايسر للنهر، بدأ فيه تمركز الحشد الشعبي في قاعدة سبايكر، وطوقوا مناطق بلد، الثرثار، مروراً بسدة سامراء، وصولاً الى (العوجة) التي شهدت لأول مرة ذكر (أشهد أن عليً ولي الله) في آذانها، وبعدها وادي شيشين، ثم منطقة الحجاج، واحكموا سيطرتهم على تكريت من اربع جهات، حتى باتت (جامعة تكريت، مستشفى تكريت، الحجاج، ثم بيجي التي شهدت عدة عمليات، وصولاً الى جسر الفتحة) كلها بيد الفصائل الشيعية المسلحة، ولم يبق سوى مركز المدينة، والذي تم تطويق مداخله من قبل التنظيم والمساندون له من المنطقة، بحواجز ( صبات ) كونكريتية، طول الواحدة 4 امتار، محشوة أطرافها بـ(الديناميت)، لسد الثغرات المتوقع استغلالها لدخول المركز، ومن المتوقع ان يتم فتح الطريق بواسطة (صواريخ ابابيل الإيرانية)، وطيران الجيش العراقي، والذي يقال انها (10 طائرات سوخوي) في حين ان سماء تكريت تشهد دخول (50 طائرة).

تنظيم بدر الجناح العسكري، عصائب اهل الحق، سرايا عاشوراء، المنشقون من سرايا السلام بعد تجميدها، وقبيل الغاءه، حركة الجهاد والبناء، وحركة حزب الله النجباء، أبرز الفصائل الشيعية التي احكمت سيطرتها على محافظة تكريت، وتم تزويدهم بمدرعات ودبابات، إضافة الى صواريخ عالية الدقة، بأعداد لا يستهان بها، وهو ما لا حاجة لتأكيده، فالمحافظة لم يباشر بعمليتها العسكرية الا قبل عدة أيام، وها هي النتائج بارزة وواضحة للجميع، بعكس ما تم سابقاً في مختلف المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش، وخصوصاً الشيعية منها.

ما ذكر أعلاه، معلومات تم التوصل لها، من خلال متابعة للأحداث وتسريبات من مصادر ميدانية عن قرب، لكن؛ السؤال هو: من بقي في تكريت؟ البو عجيل، البيجات، البو ناصر، والذين يراهم الطرف الاخر، أعوان لداعش، وهم من مكنه من السيطرة على المحافظة وبعض مدنها، حيث لا وجود لدروع بشرية، من نساء وأطفال كما يشاع، الا انهم يروجون لهذا الامر، لكسب العطف من الأوساط الإعلامية، وهذا لا يبعد الاستغراب عن مدى أهمية هذه العملية، والدور الشيعي البارز في المحافظة، والدعم الإيراني الغير منقطع.

خطة محكمة، وتواجد شيعي جهادي كما يدعون؛ بصورة كبيرة اشبه بالمبالغ بها، حظيت به تكريت، دون عن اقرانها من المحافظات المسيطر عليها، من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، وهو ما يدعو الى اثارة تساؤلات كثيرة، حول الغاية من هذا الاهتمام، هل هو من اجل النفط فيها؟ أم لأنها تحتضن اتباع النظام البعثي السابق؟ او قد يكون لقربها من بغداد، مركز الحكومة العراقية؟ أيمكن ان يكون خوفاً على سامراء؟ او انتقاماً لشهداء سبايكر؟ أم انهم يهيئون لظهور امامهم (محمد بن الحسن العسكري)، الملقب بـ(المهدي) فيها؟

أحدث المقالات