بعد التداعيات الخطيرة, التي ألمَّت بالعراق, جراء سقوط الموصل, وماتلاها من سقوط بعض المدن, والمحافظات العراقية, بيد عصابات داعش الإجرامية, أعلنت المرجعية فتواها الشهيرة, بوجوب الجهاد الكفائي لدرء هذا الخطر.
كانت فتوى المرجعية, نقطة الشروع, لإنخراط غيارى العراق, في الدفاع عن البلد, ورد داعش ومن والاها.
نتاج هذه الفتوى, كان تشكيل ما عرف في مابعد, بالحشد الشعبي.
السيد السيتاني في فتواه, لم يكن طائفيا او فئويا, بل أعلن أن على كل عراقي, قادر على حمل السلاح, أن يشترك في الدفاع عن الوطن ومقدساته.
من هذا المنطلق, أنطلق الحشد الشعبي برؤية وطنية, وهب المجاهدين من كل مدن العراق, لتحرير المدن المحتلة من براثن داعش, فالحشد الشعبي لم يميز بين منطقة واخرى, أو مواطنين دون آخرين, وكانت الرؤية هي, حيثما وجدت داعش, سيكون الحشد الشعبي هناك, للدفاع عن العراق.
حاول بعض الطائفيين, والمعتاشين على الأزمات, التصيد بالماء العكر, فأخذوا بتشويه صورة المقاتلين المنخرطين بالحشد الشعبي, وإتهامهم لهم بالتمييز الطائفي, وما إلى ذلك من تهم, لا تعبر إلا عن عمالة وخسة مطلقيها.
لقد كان ومايزال الحشد الشعبي, ضمن رؤية المرجعية الدينية, وتحت أنظارها, هذه المرجعية الأبوية, التي كانت لها في كل محطة وقفة وقول.
رغم إن المعركة كبيرة, والأخطاء الفردية واردة, إلا إن المرجعية الناظرة لمصلحة العراق كمصلحة عليا, كانت تعيش لحظة بلحظة أجواء المعركة, وكانت بصمتها واضحة, من خلال توجيهها وإرشادها للمجاهدين, وماوصايها العشرين الأخيرة للمجاهدين, إلا خير دليل على ما نقول.
نحن مدانون لسرايا المجاهدين جميعهم, فهم لهم الفضل في بقاء العراق, بعدما كان خطر داعش على أبواب بغداد, وكل منصف ومؤمن بالعراق الواحد, ومعتز بوطنيته, عليه أن يقر بالفضل لفصائل الحشد الشعبي.
إن الواجب الوطني, يُحَتِم علينا جميعا, مسؤولين ومواطنين, قيادات وأفراد, أن نقدم كل الدعم اللازم لأبطال الحشد الشعبي, ندعمهم بالكلمة, وبالقول وبالمادة, وأن نرعى عوائلهم, ونوفر الممكن لأبناء الشهداء, والجرحى منهم خاصة.