“لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا”. كان المهربون(القجقجية) وعلى مستوى المنطقة كانوا يعتمدون عند نقل وتهريب بضائعهم سرا من والى بلدان هذه المنطقة على ظهور الحيوانات التي كان من أبرزها البغال والحمير، وكانوا ينتهجون المهنية في عملهم والحيطة والحذر الشديدين في تنقلاتهم تلك للتواري عن انظار السلطات المحلية، وفي حالة عبور الحدود من دولة إلى أخرى كانت تنتظرهم هناك دوريات سيارة مرابطة عائدة لشرطة الكمارك كانت تسمى عندنا في العراق ب(المسلحة)، واجبها متابعة هؤلاء ومصادرة بضائعهم المهربة اضافة للإجراءات القانونية الاخرى المتبعة في كل بلد.
ولكنهم حذرون جدا في اتخاذ التدابير الصارمة دون كشف نواياهم وشخوصهم عند عبورهم الحدود من قبل قوات الشرطة، ومن تلك التدابير الحؤول بمنع احداث جميع ومختلف الأصوات المتعلقة بالمسير وخاصة الأصوات المنكرة التي تطلقها الحمير بما يسمى ب”النهيق”، الصوت المدوي الذي يسمع عن بعد خاصة عند عتمة الليل، فتجعلهم صيدا سهلا لتلك الدوريات وعرضة للإمساك بهم، وواحدة من طرق التدابير تلك القيام بتشحيم مؤخرة الحمير باحدى أنواع الشحوم المتيسرة” الكريز” لتشكل عقبة تحول بين ارادة الحمير واطلاق تلك الأصوات، لأنها على مايبدو -أي الزيوت- تقوم بتبديد الضغط (الوكم) الذي يعتمده الحيوان في مؤخرته لاطلاق عنان تلك الأصوات عند حالة النهيق.
اذن فمصدر الأصوات هي الدالة المميزة التي كان يهتدي بها عناصر الدوريات إلى تلك المجاميع لكشفهم والقاء القبض عليهم متلبسين بالجرم المشهود آنذاك.
هذا الوصف نستدل به على أن بعض من السياسيين المتنفذين والاسلامويين المتطرفين وبعض أصحاب النفوذ المؤثرين في المجتمع، الذين لايحترمون أنفسهم ولاعقولهم ولا الرأي العام والخاص، نستدل عليهم على انهم ينهقون خارج السرب عندما يطلقون الخطب المشبهة والأصوات النشاز المنكرة هنا وهناك، ظنا منهم ومكرا على انه خطاب سياسي متوازن ومتوافق مع مباديء الديموقراطية ومع مباديء مشروعية مخالفة الرأي، والتي فد تكون سببا للاقتتال والتشكيك باداء الحكومة والمؤسسات التنفيذية والشعبية وعرقلة التجربة السياسية الديمقراطية في البلد، والتشكيك بمناطقية وقدرات الجيش والحشد الشعبي وبقية القوى الوطنية الشعبية المقاتلة التي أسهمت في تحرير الأراضي المسيطر عليها من قبل عصابات داعش الإرهابية، ولا يعلمون ان مثلهم كمثل تلك الحمير التي يوضع في مؤخرتها الشحم”الكريز” لكي لاتطلق تلك الأصوات النشاز، وعليهم ان يكونوا أكثر انضباطا وتأدبا وأقل انفلاتا باطلاق تلك التصاريح والخطب والفتاوى المزعجة التي تكشف عن كثب عن طبيعة اصطفافاتهم ونواياهم الخبيثة السيئة المكبوتة التي مامن شأنها الا أن تعكر الجو والمزاج العام، أو قد تساهم بانبثاق شلالات من الدم لدرجة يصعب علينا ان نجد لها وحدة قياس بسبب إتخاذها الطابع الفتنوي التشكيكي الإرتجافي، وهنا لايمكن السيطرة عليها لكثرة القنوات الإعلامية والفضائية والتي تحمل ذات النفس، عندئذ يصعب معها تفكيك معانيها من قبل المواطن البسيط وسذج الناس من حيث انه يتلقاها طازجة خاما بأقصى سرعة، وفي هذه الحالة يكون وقع تلك الكلمات شديدا ومؤثرا على نفس المتلقي وسببا لإندفاعة نحو سلوك طرق المزالق والمهالك والتضليل والأرهاب، خاصة بما تؤثره من وقع واضح وجلي في الوسط الشبابي المندفع، وفي هذه الحالة ليس لنا بد سوى وقوع حد السيف أو لف الحبال على رقاب أصحاب تلك الخطابات بتهمة الخيانة العظمى إن لم يقلعوا سيما وان البلد في حالة حرب ونفير عام، ولا مكان لمن ينتحل صفة الديمقراطية، أوينتحل صفة الإنسان الامام الحريص على أبناء جلدته ومصالحهم بتلك الطرق الملتوية الضاحكة على الذقون مصحوبة باطلاق دموع التماسيح وباصطناع مواقف كاذبة ليس لها صلة بالواقع بتاتا.
ومن ثم لايجب ولا يجوز الاستهانة بتلك الأصوات من باب “فقل سلام سلاما” ويكأن الأمر متعلق بمشكلة شخصية بسيطة، كلا وألف كلا، انها ليست كذلك، لأنها بحق قضية خطيرة وظاهرة مستحيلة إلى ثقافة تداعب مشاعر الناس وتسيطر على مداركهم كفكر عقائدي خبيث وكثقافة مسممة واعتقاد شيطاني موسوس، ولانها أنكر الأصوات -أي التصريحات- عندما يسمعها المتلقي المنكوب بإنتهاك حرمة وسيادة وطنه من قبل عصابات داعش الإرهابية، والمفجوع بفراق احبته أو مغادرة محل اقامته قسرا، والمشروخ بانسانيته وفقد ارثه وتراثه وثروته وثروة بلاده، فإنها وفوق هذا وذاك تشعرة بالظلم والحيث والتهميش، ويصاب وينتكس بانتكاسة أخرى من يأس وقنوط وخوف شديد من المستقبل، ولايحتاج أصحاب تلك الخطب المشككة والتصريحات الخطيرة الا إلى قليلا من تلك الشحوم التي كانت تشحم بها مؤخرات الحمير ليسيطروا بها على كتم انفاسهم وحفظ سلطة ألسنتهم، وليتعظوا وليحترموا أنفسهم ولينتشلوا أنفسهم من مستنقع الخيانة قبل ان تلتف حبال الموت على رقابهم بتدبير الهي لايعلمه الا هو سبحانه وتعالى، وبما ان البلد في حالة حرب فقد تساهم هذه الحالة في تسريع مناياهم لتنفيذ تلك الإرادة الربانية كما فعل باسلافهم، فليتأدبوا ولينتبهوا ولينتهوا خيرا لهم، لأنه يمهل ولايهمل.
“وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا”
ونذكرهم بقول سيدنا علي بن ابي طالب الخليفة الراشد الرابع”رضي الله عنه وأرضاه”وهي نصيحة مجانية لهم أذا كانوا يفقهون، حيث انه قال:
“من نصب نفسه للناس إماما فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه”.
وقال أيضا(رض)أيها الناس:”ولاتنقض سنة صالحة عمل بها صدور هذه الأمة واجتمعت بها الإلفة وصلحت عليها الرعية”.
وعليهم ووفق هذا المعيار ان يحسنوا سيرهم، وان يبتعدوا عن تلكم التصريحات الخارقة لمبدأ توحيد الخطاب، ولأنها بمثابة ايقاظا للفتن النائمة، فعليهم ان لا يضعوا أنفسهم في خانة المنافقين أو في خندق الخيانة العظمى، أو في صفوف القتلة والجبارين والمجرمين.
وانك عندما تقتل شخصا برصاصة فإن كلمتك قد تقتل أمة برمتها ” والفتنة أشد من القتل” بكتاب الله ونواميس المواطنة والانسانية والأعراف الدولية.
ويقع اللوم والوزر الأكبر على عاتق الحكومة المتمثلة برئيسها السيد حيدر العبادي، وعلى عاتق مجلس القضاء الاعلى، ووزارة العدل والداخلية، والادعاء العام، والمؤسسات الفكرية والشعبية والثقافية، ومؤسسات المجتمع المدني، والقنوات الإعلامية النزيهة المرئية والمسموعة والمقروءة، وعند إهمال هذا الجانب الخطير، أوعدم اتخاذ الأجرائات القضائية والقانونية اللازمة والمناسبة لكبح جماح هؤلاء وإرغامهم على انتهاج أسلوب الانضباط في التصريحات المسيئة لوحدة العراق ولمشاعر العراقيين، من خلال عرضهم على القضاء العراقي المستقل، لينالوا عقابهم العادل، وليكونوا عبرة لغيرهم، ولايقاف الاستعدادات السلبية في الخطاب السيئ لدى الآخرين أيضا، ولقطع دابر الفتنة والتحريض والنفاق، وان لاتستهين الحكومة باي تصريح حتى وإن كان بمستوى كلمة واحدة تتكون من 3 أحرف، لأن عود الثقاب على الرغم من صغره وحقارته فبامكانه أن يحرق غابة شاسعة على رغم كبرها وعظمتها. وان من قتل أكثر من “1700 شهيد في سبايكر” ربما قتلهم بكلمة واحدة قوامها “3” أحرف هن (ن ع م) انها كلمة (نعم) ونقيضها “حرفين أثنين” لا أكثر وهي كلمة (لا) لو انها خرجت من فم من اعطى الشأن لنفسه باتخاذ القرار لإنتهى الأمر وما كان لهم يسقطوا مغدورين بتلك الطريقة البشعة وبدم بارد، رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته.
ولاينبغي التنازل أو التساهل في هذا الأمر، الا إذا كان حقا شخصيا فهذا من شانكم، ولكم في {رسول الله (ص) أسوة حسنة يوم كانت المدينة تعيش صراعا وقتالاً شرساً بين الأوس والخزرج، وكانت جذور النفاق عميقة في نفس عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين، ومن ذلك قولته الخبيثة التي قالها عقب غزوة بني المصطلق”المريسيع “:
“لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل”، ويقصد بالأعز نفسه، وبالأذل رسول الله(ص) -حاشاه بأبي هو وأمي، وناقل الكفر ليس بكافر-، فلما بلغ ذلك النبي(ص)، قام عمرفقال: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي (ص): دَعْه، “لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه”، يريد بذلك”صلى الله عليه وآله” التنازل عن حقه الشخصي بحسب رأيي القاصر، ولكن بعد إستدعاءه للمظنون عبد الله بن أبي بن سلول هو وجماعته المنافقين، أنكروا ذلك، وحلفوا بأنه لم يقل ذلك، فأنزل الله سورة المنافقين، التي جاء فيها: “هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ. يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ”}.
ذاك رسول الله، رسول الرحمة، رسول رب العالمين ابي القاسم محمد(ص) روحي وأرواح العالمين له الفداء، انه تنازل عن حقه الشخصي لأنه ماأرسل للناس إلا رحمة للعالمين.
اما أنتم أيها السادة الكرام فلم يكن أحدكم برسول مرسل أو نبي مطاع، نعم أنتم من هو رئيس حكومة وعلى العين والراس ينفذ مطالب الشعب، أو برلماني يمثل الشعب، أو من هو مدع عام أو وزير أو رئيس مجلس قضاء، كل بحسب مسؤوليته، فلك الحق ان تتنازل وتعفو عن حقك الشخصي، ولكن لايحق لك وفي جميع الأحوال ان تتنازل عن حق عام تشمأز منه النفوس وتنتكس له الرايات، وتسيل به الدماء، ويتجزأ فيه البلد، خاصة إذا كان الخطاب مصدرا لإيقاظ فتنة نائمة أو تحريضا لطائفية أو إثارة لجاهلية أو عنصرية أو لسلوك دورب لإرهاب، أو لشق عصا أمة، أو لسفك دم، أو لنبش ضغينة، أو إذا كان يحط من قدر العراق والعراقيين على مختلف طبقاتهم وشرائحهم وأديانهم وقومياتهم ومذاهبهم المحترمة ومقدساتهم الشريفة، أو إذا كان يحط من قدر أفراد الشعب ومؤسساته ومنظماته وموظفيه وسياسييه أو يتناول من خطوطه العريضة وثوابته العريقة ومسلماته الموروثة، وكلها خطوط حمراء واجبة الاحترام والاعتبار.
وماعليكم الا ان تعرضوهم على القضاء العراقي النزيه المستقل الشريف كما هو معروف عنه، لينالوا جزاءهم العادل اينما وجدوا أوحلوا وثقفوا، ومهما كان قدرهم واعتبارهم، فالسكوت عنهم وإهمالهم يعني ويدل على ضعف الحكومة وعلى عدم عدالتها وعلى إستضعافها وتسقيطها، ويعني اعطاء الضوء الأخضر لذوي النفوس الضعيفة لأن يحدوا نفس الحدو من أجل تحقيق مكاسب ومآرب مادية أو سياسية رخيصة على حساب مصلحة الوطن العليا وعلى حساب مصالح الشعب ومصائره وأمنه وعلى حساب التجربة الديموقراطية، وعلى حساب دماء الناس وشرفهم، ويعني ان استمر هؤلاء باصدار مزيد من الخطابات والفتاوى المسيئة للعراق ولشعبه المظلوم ولمؤسساته الرسمية وشبه الرسمية ولجميع قواه الوطنية والدينية والتي لاتدل الا على ارتفاع درجة خيانتهم ونفاقهم وإرتجافهم وعلى مدى ارتفاع درجات إستهتارهم وخستهم،” فتلك الطامة الكبرى والانهيار المرتقب الذي يخططون له مع اسيادهم الاعراب والسلاجقة وقوى الاستكبار والصهيونية العالميين، وفي هذه الحالة “لايكون المحسن والمسيء عندك بمنزلة سواء” هذا هو قول مولانا ومقتدانا وأمامنا أبو الحسن علي بن ابي طالب (ع)، وما فتوى الجامع الأزهر الشريف الأخيرة الا كواحدة من نتائج وثمرات تلك الأصوات التي مرت على قائليها بسلام.
والآن نعرج على بعض من تلك الخطابات المسيئة للشعب العراقي، وهي غيض من فيض، أستنقيتها من عشرات بل من المئات من تلك الخزعبلات التي ابتليت بها الأمة وعانت منها ماعانت، ولا ابالغ إن جل مأساة العراق العراقيين سببها تلك الخطابات التي صنعت الإرهاب والفساد والتجاذبات، وشجعت على إستفراخ المنافقين والمتجاسرين والمتنطعين والمنبطحين والانتهازيين والفاسدين والمستهترين، فأجمل منها مايلي في نقاط عدة:
*فإلى القائل:
“لماذا نحارب داعش؟ لسنا أغبياء لنحارب داعش. حتى يسيطر الحرس الثوري”.
نقول: أظنكم مشغولون بحرب إسرائيل لتحرير الأراضي المحتلة التي تتباكون عليها كذبا ليلا ونهارا منذ 67 سنة، الأمر الذي لايسعكم الوقت فيه الآن لحرب داعش التي دنست الأرض والعرض.
بدلا من ذلك كن صريحا وشجاعا واظهر على حقيقتك بدون لف أو دوران واعترف على الملا على انك داعشي صرف.
ولو ان الحرس الثوري يحب السيطرة والاحتلال لفعل ذلك في ظروف ضبابية قد مرت على العراق أشد غموضا وانفلاتا وحلكة.
*وإلى الشخص نفسه:
“صاحب الخطاب، ببيانه الرسمي المسجل على لسانه في صورة وصوت في 11.6. 2014 ، بصدد الأحداث الجارية التي نجم عنها سقوط مدينة الموصل بيد عصابات داعش الإرهابية، إذ انك باركت لهم بنصر بما أسميتهم بالمجاهدين فيه، والتي أسميتها كذلك معركة الشرف والكرامة، وهذا الرابط الذي تشهد به على نفسك دونته لك في الآتي، وليطلع عليه القارىء الكريم، وله الحكم في ذلك، وهذا هو الرابط الفيديوي:
https://www.youtube.com /watch?feature=player_detailpa ge&v=WVJaLZSyEYA#t=8
نقول: ماذا قلت لماأسميتهم بالمجاهدين الذين ذبحوا وقتلوا واحرقوا الناس وهم احياء، وسبوا النساء واغتصبوهن وباعوهن بأسواق النخاسة؟.
وماذا تقول لهم: عندما فجروا آلمراقد الشريفة للإنبياء (ع) والمساجد والجوامع والحسينيات والكنائس ودور العبادة لبقية الأديان، والمساكن وبيوت المواطنين؟.
وماذا تقول لهم: عندما سرقوا الآثار ودمروها، وسرقوا ممتلكات العراقيين من ابار النفط ومن ثم إحراقها؟
*والى من تبنى:
فكرة”الافتاء بالقتال ضد الجيش العراقي واتهامه بالجيش المليشياوي”.
نقول: عليك ان تتحمل جميع اوزار العراقيين في الرمادي وتكريت وديالى والموصل وحوبة جميع الأراضي وقاطنوها والتي قتلوا أو احرقوا فيها أو نزحوا منها، والتي دنست بالسقوط والنزوح والتي وطأتها اقدام داعش القذرة إلى يوم القيامة، ويقع عليك وزر كل قطرة دم نزفت من كل شهيد، ووزر كل امرأة إثكلت بولدها، وكل امرأة ترملت بزوجها، وكل طفل تيتم بابيه.
واعلم ان الجيش العراقي يرجع امتداده إلى تاريخه من العام 1921 حَيثُ شُكل فوج الامام موسى الكاظم (ع) آنذاك وأتخذت قيادة القوات المسلحة مَقرها العام في بغداد، الى ان بلغ عدد أفراده 1.000.0000 فرد، وبعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 أصدر الحاكم المدني للعراق بول بريمر قراراً بَحل الجيش العراقي، فإعيد تشكيل الجيش وتسليَحة من جديد.ويحتل المرتبة 58 عالميا، وتَخضع جميع افرع القوات المسلحة العراقية لسلطة وزارة الدفاع العراقية والتي تدار من قبَل وزير الدفاع خالد العبيدي، والقائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، ورئيس اركان الجيش بابكر زيباري حالياً، ووزارة الدفاع العراقية هي الَمرجعية العليا للقوات المسلحة العراقية التي تتحمل مسؤولية الدفاع عن حدود البلاد وحماية الشعب ومصالحة من التهديدات الخارجية والداخلية بالتضَامن والتعاون مع الوزارات والمؤسسات الحكومية الأخرى.
فمن أين آتيت بالصفة المليشياوية وألصقتها بالجيش؟
أم محرم على الشيعة الإنخراط في صفوف الجيش؟
أم يأتون باناس ممن يقع نظرك عليهم، أو تعيينهم بحسب مزاجك وهواك حتى يصير جيشا غير مليشياوي من نظرك ونظر بقية الخونة والمنافقين والمرجفين،
أو يأتون بما أسميتهم ب”المجاهدين” الذين وصفتهم بببيانك الآنف ليقيموا العدل والانصاف على مستوى العراق والمنطقة؟
*وإلى القائل:
“ان تنظيم داعش صنيعة ايرانية لتشتيت صفوف الثائرين”.
نقول: ان أمكر المكرة، واكذب الكذابين، وأأفك الأفاكين، وأدهى الدهات، وأرجف المرجفين، لايستطيع أحدهم ان يأتي بمثل هذا القول، لا لأنه لايخطر على بال أحد فحسب، بل يحتاج صاحبه إلى مزيدا من المراوغة والصلف والمكر والمروق والتسافل، وقلة من حياء وشرف.
وأقول له نكاية بقوله هذا: “ان تنظيم داعش صنيعة ايرانية”، لست عندي ماأقوله لك سوى ان أقول لك ولامثالك: “إذا كان تنظيم داعش صنيعة ايرانية….فأنا داعشي” لأن “ايران مع الموقف والموقف مع ايران”، تيمنا بقول الصحابي الجليل سلمان المحمدي(رضوان الله عليه)، عندما قال له الرسول الأكرم(ص): يا سلمان ماذا تقول لو قلنا لك أن عليا شرب الخمر؟.
قال سلمان: “أقول أن الخمر حلال”، لان عليا مع الحق، والحق مع علي.
ثم نقول: ان الثائرين الذين تدعي، ابشرك بأن صفوفهم مشتتة لامحال،وتبقى مشتتة إلى الأبد، لأنهم لايقاتلون من أجل مباديء أوقيم شريفة أو دين ،أو من أجل قضية عادلة مشروعة، انهم يقاتلون أو بالأحرى يعبثون ويستهترون بلا مبادئ ولا أخلاق ولانواميس.
وللعلم والتذكير “تعود جذور تنظيم بما يسمى ب’الدولة’ المعروف في الإعلام باسم ‘داعش’ إلى جماعة ‘التوحيد والجهاد’ التي أسسها الأردني أبو مصعب الزرقاوي بالعراق عام 2004 بعد غزوه من قبل الولايات المتحدة.
وفي عام 2006، أعلن الزرقاوي مبايعته لزعيم تنظيم ‘القاعدة’ السابق أسامة بن لادن ليصبح تنظيم ‘القاعدة في بلاد الرافدين’ كما أعلن في العام ذاته تشكيل بما يسمى بمجلس شورى ‘ المجاهدين’ بزعامة عبد الله رشيد البغدادي.
لكن الزرقاوي قتل في غارة أميركية نهاية العام ذاته،فانتخب أبو حمزة المهاجر زعيما للتنظيم. وتم أيضا تشكيل بما يسمى ب ‘دولة العراق الإسلامية’ وتزعمه أبو عمر البغدادي.
ويوم 19 نيسان 2010، قتل أبو عمر البغدادي والمهاجر على يد القوات الأميركية والعراقية.
وبعد حوالي عشرة أيام، انعقد مجلس شورى ‘الدولة’ كما أسموه، ليختار أبو بكر البغدادي خليفة له، والناصر لدين الله سليمان وزيراً للحرب لبما يسمى ب ‘دولة العراق الإسلامية’.
.وأبو بكر البغدادي -وفق ما يُعتقد- عراقي، يدعى عوض بن إبراهيم البدري السامرائي، ُولد عام 1971 بمدينة سامراء.
بيان بما يسمى بمفتي الدبار العراقية عند احتلال مدينة الموصل”.
اذن أين موقع ايران من صنيعة هذا التنظيم أيها الأفاكون؟
*وآخر يقول:
” لن نرضى بدخول الجيش العراقي الموصل”.
ونقول: عليك ان ترضى صاغرا بدخول الجيش العراقي محررين مثلما رضيت بدخول داعش الموصل محتلين، الا إذا كانت الموصل لاتنتمي للعراق، أو لربما تنتمي لبلد آخر.
*وماذا نقول للذي قال:
“وجود داعش في اراضينا أفضل من مليشيا الحشد!!”؟
والذي قال:” القوات الأمنية والحشد في صلاح الدين قوات غازية ومحتلة”
من رأيي ان لانقول شيئا لمن كان خطابه على هذه الوتيرة المتسافلة، لأنه على مايبدو لايرعوي، ولكن في نفس الوقت ان يسمح لنا بقبول هدية بسيطة هي عبارة عن علبة شحم”كريز” علها تنفعه في كتم انفاسه وتحفظ له لسانه من السقطات، وعليه فقط ان يرجع لدواعي العلاج وطريقة الآستعمال.
نقول: وللأسف ان هذه الضغينة المكبوتة في دواخلكم تفصح عنها فلتات السنتكم إزاء قطعات الحشد الشعبي الوطنية، وماهي الا كنتيجة لموروث عقدي وحسد طائفي وإملاء أجنداتي وعهد سياسي صهيوني، ودالة تلك الضغينة هو ذلك التشويه والكذب وخلط الأوراق الذي تتعرض له فصائل الحشد الشعبي لتشويه سمعتها، اذ بلغت ذروته بعد الانتصارات التي تحققت على جبهتي ديالى وتكريت، بما روجت له الماكنة الإعلامية المحلية والاقليمية، كذبا وزورا وإفكا وجورا وإرجافا، وحنقا وحسدا من عند أنفسهم وانعاشا للتوتر الطائفي، واضاعة لتلك الجهود والمواقف الشريفة التي يسطرها التاريخ بحروف من ذهب.
وإذا كان قصدكم أن قوام تلك القوى من الشيعة فقط فأنتم واهمون وكذابون، لأن في الحشد الآن من هو سني أو مسيحي أو صابئي أو أيزيدي، ومن مختلف طوائف وشرائح المجتمع المدنية والدينية، ولعشائر مناطق الصراع الدور الكبير في الانضمام والقتال.
ومايؤكد عدم مليشياويتهم سيرتهم الشريفة بادارة المعارك وأسلوبهم الراقي الإنساني عند التعامل مع الاهالي واسرى الحرب.
وما يبدد تلك الأراجيف وثبوت شرعيتهم ماصرح به رئيس الوزراء السيد“حيدر العبادي” إذ قال: “إن الحشد الشعبي مؤسسة عراقية ضمن منظومة الأمن الوطني، مؤكدًا أنه تم إقرارها من قبل مجلس الوزراء وشرعها مجلس النواب وتم تخصيص ميزانية لها ضمن الموازنة العامة للدولة، لافتا إلى أن ‘الحشد مؤسسة أمنية تعبر عن التلاحم بين المدنيين والقوات العسكرية والأمنية’، وتابع السيد العبادي أن ‘هناك اساءة بحق القوات الأمنية ومواطنينا بشكل عام عبر الكذب وتزوير بعض الحقائق’، موضحا أن ‘ما حدث في تكريت والعلم والمناطق الأخرى المحررة خير دليل على تلاحم الشعب مع القوات الأمنية العراقية’ “.
*وهنا أكتفي بهذا القدر من الأراجيف التي تؤكد تحقيق”وحدة هدف” الاعداء وبما يخطط له أعدائنا، ولا ندري هل الحكومة قاصرة أو عاجزة عن فضح أراجيفهم وإظهارهم امام الملا على حقيقتهم عبر منظومة الاعلام التي تتبناها الدولة وتنفق عليها المليارات، سيما ان تحقيق النصر وحسم المعركة في واحدة من اسبابهأ الاعلام الذي يتضمن استحداث برامج وندوات وملتقيات تثقيفية وتفهيمية تتخللها خطب واناشيد حماسية ناهضة ذات مهنية وتقنية عالية؟
وكذلك التحرك والتنسيق مع المنظومات الإعلامية العالمية العريقة ك ال”BBC”وال”CNN” و”EuroNews” و”RT Arab” و”Nile TV” وغيرها من القنوات والصحف اللندنية والأمريكية والألمانية واليابانية والصينية المرموقة، لتتآزر معنا لنشر افكارنا الموضوعية وفضح المخططات الإرهابية ومن يدعمها من الداخل والخارج، اضافة لتحسين صورتنا عالميا التي شوهتها أراجيف الاعراب ومخططات الصهيونية العالمية، وبعكس ذلك لو نظل نلطم باعلامنا المتخلف إلى ماشاء الله فلا نغير من النظرة والمعادلة قيد أنملة.
ووحدة الهدف التي أقصدها في انفا هو ذلك الخطاب الذي صرح به رئيس وزراء الكيان الصهيوني ال “النتن ياهو” والذي صرح فيه:
“بدخول جيش عربي الموصل بدل الحشد الشعبي، على غرار درع الجزيرة في البحرين”.
انظروا إلى من سيذهب إلى تأييد هذا الرأي ومباركته حتى تتحقق وحدة الهدف النتنياهوية؟
الأول: هو سعود الفيصل المسؤول السعودي الرفيع المستوى، ويؤكد على تحقيق هذا المطلب.
والثاني: هو من يشغل ارفع المناصب في دولة العراق، والموصل هي مدينته، يصرح ويذهب لتأييد ومباركة ذات التصريح الصهيوني لتحقق وحدة الهدف والمطلب فيما بينه وبين السعودي والصهيوني، إنه السيد أسامة النجيفي الذي يتقاضى راتبا بمقدار مايتقاضاه 125 موظف في شهر واحد كراتب شهري، أي مايعادل قوت 625 عراقي، عدا المصاريف الاخرى التي تنفقها الدولة عليه من سكن وحماية وسيارات ونثريات وتحسين معيشة، ربما تفوق هذا الرقم بأضعاف مضاعفة.
ونقول: إذا كان باستطاعة الجيش العربي ان يحرر مدينة عملاقة كالموصل، أو ليس له الاولى ان يحرر ولو مدينة صغيرة واحدة من المدن الفلسطينية المحتلة من قبل الكيان الصهيوني قبل 67 سنة خلت؟، قياسا باحتلال مدينة الموصل التي لم يحن الحول بعد على احتلالها.
وإذا عزمتم على تحريرها-أي الموصل- دون اشراك الجيش العراقي وقوى الحشد الشعبي بجميع فصائلها، فنبش بئرا في وسط صحراء في يوم عاصف اهون عليكم من هذا، ولا تحرروها حتى تحرروا انفسكم أولا من ربقة التبعية والنفس الطائفي الاعرابي الذي لا ينفث الا سما وحقدا وكراهية.
خلاصة القول ان أفعال هؤلاء لاتعني بالضرورة على انها مخالفة للرأي، على أساس ان حالة مخالفة الرأي حالة صحية وصحيحة في المجتمع الحضاري الديموقراطي المتمدن، إنما تعني انها وباء فكري طائفي عقائدي سياسي مطبق، وخطر هذا الوباء أشد وقعا من خطر الوباء الصحي والكارثي وأشد خطرا من الكوارث الطبيعية ككوارث الأمطار الكثيفة وكوارث الفيضان والزلازل، فلم تجند الدولة نفسها وطاقاتها بكل ماتملك من امكانات لوجستية وتقنية وبشرية وبكل ما أوتيت من قوة لملاقات تلكم الحالات وتهمل هذا الجانب الخطير الذي يشكل السبب الأكبر في جميع مشاكل العراق السياسية والاجتماعية والأمنية والاقتصادية والادارية؟؟ .
والدولة لم لاتعير أهمية قصوى لهذا الوباء العقائدي الكارثي الذي عانينا منه الكثير، من خلال تفعيل القضاء والاعلام وعقد الندوات والتشهير بهؤلاء على الهواء وتوضيح اهدافهم وغاياتهم الخبيثة، والغاية من ذلك حسر قواعدهم الشعبية وتقليص اعداد ضحاياهم واصدقائيم الذين اصيبوا بوباء افكارهم العقائدية الشاذة.
ويتحتم كذلك، على كل عراقي شريف وغيور في هذه المرحلة بالذات مهما كان موقعه الوظيفي والاعتباري ومن أي موقع ومنحى من مناحي الحياة، أن يجعل من نفسه موقف ومشروع للتضحية بكل مايملك من قدرات وطاقات جسدية وفكرية ومادية من أجل دعم الحالة القتالية والمعنوية لجيشنا الباسل والحشد الشعبي بجميع فصائله وجميع قواتنا المسلحة التي تخوض حربا عادلة ضد قوى الإرهاب المتمثلة بعصابات داعش الإرهابية نيابة عن العالم أجمع، وان يقوم بتفكيك التصريحات المرجفة التي تطلق بحقهم من قبل ذوي النفوس الضعيفة والمنافقين والمرجفين ممن تسللوا لتبوء مناصب قيادية خطيرة في الدولة وعلى جميع المستويات السياسية والدينية والاجتماعية والعشائرية.
فسلام ورحمة لكل شهيد أرتوت منه الأرض دماءا، عدد قطراتها الطاهرة، فإلى الفردوس وإلى جنات النعيم.
وتحية لكل ضابط وجندي ممن نذروا أنفسهم ومهجهم للدفاع عن تراب الوطن وأمن شعبه.
وسلام على جميع المجاهدين حين يمسون وحين يصبحون، وأخص بالذكر ابطال الحشد الشعبي وعلى رأسهم الحاج الأستاذ هادي العامري، والمجاهد قيس الخزعلي ومن معهما جميعا،
وتحية إجلال واكرام لكل من وضع على صدره وسام شرف، نسأل الله لهم الشفاء العاجل.
ولعنة الله على طائفي ومنافق ومرجف وداعشي وجبان وخائن وفاسد وناصبي.
ووقفة إجلال وحب وتقدير واحترام للجارة الشقيقة جمهورية ايران الاسلامية وشعبها العظيم، لوقفتها التاريخية الجليلة المشرقة.
والنصر الناجز آت وقريب، وقد بانت بالأفق بوادره إن شاء الله.
لبيك يارسول الله…
لبيك يارسول الله…
لبيك ياأبا القاسم…
“وَأَنَّ هَـٰذَا صِرٰطِي مُسْتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذٰلِكُمْ وَصَّـٰكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون”