17 نوفمبر، 2024 11:50 م
Search
Close this search box.

ملعقة الشاي جعلت عبد المهدي عملاقاً!

ملعقة الشاي جعلت عبد المهدي عملاقاً!

لعل من نقاط القوة، في نظر الحكماء، هو صفة التواضع عند المسوؤل، لكن أن تكون وزيراً في العراق!، وتقدم الشاي للضيوف، مع المعجنات وبملاعق مختلفة!, صدقوني ليس من باب الإنتقاص والتهكم والسخرية، بيد أنها حقيقة، أدهشتني كثيراً، وليس من باب إستمالة العواطف، أو إستجداء المشاعر، وأنا أقابل لأول مرة وزير النفط، ولكني أدركت، أن الشرفاء في العالم، باتوا عملة نادرة، ندرة الأمان في عالمنا اليوم.
كلما كان الإنسان قادراً، على تقبل الرأي الآخر، كلما كان جديراً بالفوز بالحقيقة، فشكراً للحرية، التي جعلتنا ننبهر بعظمائنا، على عكس بعض المتخلفين، الذين يعجبون ويقلدون رجال الغرب، لأنهم ينظرون الى من قال، وليس لما قيل، وهم مشوهين بمفاهيم عقيمة، تقبع في عقولهم، فحقاً لا غنى كالعقل، ولافقر كالجهل، ولا ميراث كالأدب، ولا ظهير كالمشاورة، وكم أنت عظيم، يا إمام المتقين، ويعسوب الدين، فكلماتك خالدة.
العمل في المشروع السياسي، من أشرف الأعمال في العالم، لأنه مشروع مع الشعوب المظلومة، وقد تصدت المرجعية الرشيدة، للعملية السياسية السابقة، وطالبت بالتغيير، لأنها إنحرفت عن المسار العادل، بسبب أزمة الثقة، بين أبناء ومكونات الشعب الواحد، وقد أحدث الأصلاح، الذي بدأت به الحكومة القائمة الآن، جملة من التوافقات الصحية والصحيحة، التي لو أعلنت وأجريت سابقاً، لنبغت لنا شوؤن، ولكان أعداؤنا، كأنهم مخاريق بأيدي لاعبين مهرة.
الملعقة التي أدرت بها قدح الشاي، في جلسة إعلامية مع وزير النفط، عصاي التي أتوكأ عليها، ولي فيها مآرب أخرى، فلقد أحسست، أن أشياء تخرج من الأشياء، وأخذت تظهر، وتشد من أزري، وتقوي من شأني في الكتابة، عن رجال لم تفسد ألسنتهم، المادة والثروة، ومفاهيم العصر الرأسمالي، وقد إمتلأت نفوسهم، عفة ونزاهة وشرفاً، فلا حياة مثل حياة، البساطة والحرية، بعيداً عن إصطلاحات، العظمة التقليدية الفارغة.
لما وفد سلمان المحمدي المدائن، إستقبل بحفاوة وترحاب ، وأعطي خيولاً، وداراً للإمارة، لكنه رفض، وأجر حانوتاً في السوق، ليقضي بين الناس، وركب حماره، وقال: (حماري هذا خير لي وأرفق) ووضع فراشه على عاتقه، وأخذ مطهرته (إناء يتطهر به للصلاة) وعكازته، وقال: (هكذا ينجو المتواضع يوم القيامة) والوصف الصحيح للنقاش، الذي دار في الجلسة، ملعقة عادت للحياة، بطريقة محكمة وصريحة، لأنها لم تحتمل وحدة الموت.

أحدث المقالات