في بلدي الجريح (العراق) ظهرت ثلاث ظواهر بعد سقوط صنم الطاغية المقبور،وهي:الإرهاب،وتعدد الأحزاب، وكثرة الفضائيات والصحفيين والكتاب.. والعجيب ان بعض أصحاب المواهب لديه الامكانية والقدرة في جمع وممارسة هذه الثلاثية، فتجده ليلا صاحب اليد الطولى في دعم الإرهاب-المحلي والمستورد- باليد واللسان والقلب(وهو اضعف الإرهاب) وتجده في النهار صاحب الحزب المعروف، والكتلة المشهورة، والممثل الشرعي والقانوني الوحيد-بحسب ادعائه- للفئة المظلومة والمهمشة من قبل الطرف الاخر؟؟؟.ولكي تكتمل الصورة-السالفة- فلابد من صحيفة وإذاعة وقناة فضائية-للحزب والإرهاب- ليصيح بها كصياح( الديكة) وينبح بها كنباح( الكلاب) ويبكي بدموع كدموع(التماسيح)- على العراق وشعب العراق و(المهمشين) بكل تأكيد.. من غير ان ينسى طلب النجدة والإنقاذ من اخوة(يوسف) او حتى أصدقاء اليوم ممن كان ضمن أعداء الامس،وعلى رأسهم وفي مقدمتهم العم(سام)!!!. والحق أقول ان- الاخوة- لم يقصروا في عرض قضية العراق، او بالاصح قضيتهم، فالصراخ والنحيب والبكاء والتباكي عليهم لم ينقطع منذ دخول المحتل الأمريكي والى ساعة كتابة هذا المقال.من خلال اعلامهم الأسود الضال المضل، فتجد ان نشرات الاخبارتفتتح باخبار العراق وتختتم به، بدء من السيارات المفخخة التي يرسلونها لنا او يدفعون ثمن ارسالها وتفخيخها، هي و(الحيوان) الذي يفجرها او يفجر نفسه بها، ومرورا بالندوات واللقاءات المباشرة مع كبار المحلليين من ادعياء السياسة، ومنافقي الأحزاب، وبائعي الذمة والضمير، من المتاجرين بقضية الوطن الجريح. وصولا الى اخبار الاقتصاد العراقي وموازناته( الانفجارية- والانشطارية- والتقشفية) والتي-دوخت- أصحاب العقول والحكمة والشهادات العليا،بغزارة أموالها وسوء انفاقها وتوزيعها، وانتهاء باخبار سرقات النفط من شركاء الوطن.. او(التجطيل على الابي) من قبل من هب ودب؟. اخبار وندوات وضعت خصيصا من اجل العراق، لتزيد الجراح الاما، والضلام حلكة، بدلا من تضميد جراح العراق وشعبه ومساعدته ولو بالكلمة الطيبة، والتي قد تبعث الامل في نفوس أبنائه، بجميع دياناتهم وقومياتهم ومذاهبهم، والعجيب والغريب ان مصائب ونوائب العراق أصبحت مادة للأفلام والمسسلات العربية، حيث يحشر اسمه حشرا في احداثها، وليصبح موضوعا للتندر او التشفي او حتى لضرب الامثال في كل ماهو سلبي ومرفوض.
ان من القباحة بمكان ان يكون مفهوم الحرية والديمقراطية (مطية) لتحقيق الأغراض الدنيئة والشريرة بكل اشكالها وصورها، وخاصة في وسائل الاعلام عن طريق تأجيج نار الفتن القومية والمذهبية، بل ودعم الإرهاب والدعوة له باعتباره(جهادا ومقاومة).وجعل الشتائم والسباب والقذف نهجا وطريقا للترويج والدعاية ومقارعة الخصوم.ان رسالتي لهولاء الذين جمعوا من كل الصفات السيئة ارذلها بلا منازع،ان يكفوا عن غيهم ونهجهم الخاطئ، فنحن في هذا الوقت بحاجة الى من يلقي ب(سطلة ماي) على النار، وليس من يلقي(الحطب والخطب)عليها وهي مستعرة ليزيدها اشتعالا..لقد بعتم بلدكم وشعبكم وعراقكم،بالدينار والدرهم والدولار،وبعتم معهم اخلاقكم و دينكم واخرتكم، فليس يستغرب منكم بعد ذلك ان تقطر السنتكم واقلامكم وفضائياتكم السم الزعاف على كل ماهو اصيل وجميل وحق وعدل، نعم لايستغرب ممن رضع من اثداء البعث، من رفاق الامس ودواعش السياسة اليوم ان يهاجموا من يضحي بنفسه في سبيل تحرير العراق من الإرهاب الذي يحتل أجزاء كبيرة من العراق، حيث نسمع اليوم نباحهم من جديد بحق ابطال( الحشد الشعبي) الذين دمروا كل مخططاتهم وامانيهم وتوقعاتهم بالعودة من جديد الى حكم العراق واذلال اهله. نعم لايستغرب ذلك من نفوس مليئة بالسوء، وعقول مريضة باحلام اليقظة، وقديما قيل(الاناء ينضح بما فيه) فهل لكم من رجوع الى الحق، والتوبة من هذا الباطل؟ وهل انتم متعضون.