أنتم في الشرق الأوسط, ذات الأرض الخصبة, والمياه العذبة, والخيرات الوفيرة, والجماهير التي تعشق فيها, كرة الكذب السياسية, ويشجعون على إقامة مباراة سياسية ودية, لا يوجد فيها أيُّ طعم للفوز, أو مرارةٍ للخسارة, لأنها فاقدة لكل معايير الذوق, لا تنحسب فيها نقاط, أو ترتيب دوليٍّ على أرض الواقع.
مما دفع بإتحاد ألفيفا السياسي الدولي, على إقامة مثل هذه المباريات في المنطقة, وتحديداً على ملعبٍ مهمٍ, مثل “ملعب العراق الدولي” أُقيمت هذه المباريات على نفقة الدولة المضيفة, بين فريقي (داعش و أمريكا), ليكون اللقاء بين الأشقاء ودياً, يحمل طابع الود والأحترام, الغاية منه تحفيز الجماهير على تشجيع الأقتتال, والعمل على رفع مستوى الأحتقان الحاصل في المنطقة.
حضر الفريق الأول (داعش) إلى أرض الملعب, بعد إتمام معسكره التدريبي في سوريا وبلدان أُخرى, أجرى أُولى وحداته التدريبية, في ملعب الموصل, وحضر المشجعين لمؤازرته, بعد التصديق بإمكانياته الركيكة, ووضع كامل الثقة بصفوف لاعبيه والكادر التدريبي له.
أما الفريق الثاني(أمريكا) القوي, حضر المباراة الودية هذه, في وقتٍ متأخرٍ, وفوراً بعد وصوله بدأَ اللعب, بأعتبار أنه الفريق الأقوى تكنيكياً وفنياً, حتى أنه يمتلك الخبرة الكافية لخوض مثل هكذا مباريات, بيد أنه يجيد لعبة المراوغة, والمناوشات البينية.
إنطلقت صافرة الحكم المكفوف, للإعلان عن بدأ تحريك الكرة المصنوعة من أجساد الفقراء, وجماجم المساكين, الفريق (الداعشي) في الأرض, والفريق (الأمريكي) في السماء, ليتحول التشجيع إلى أصوات صراخ وعويل, ويسود في الملعب الحزن الطويل, الذي خطط بالدم الأحمر.
كل المتابعين كانوا ينتظرون الأهداف, والأطمئنان على نتيجة المباراة, الملفت في هذه اللعبة أن الفريق الأقوى فيه, كان مبالغاً في إضاعتهِ للفرص, وهدر الوقت, محاولةً منه إيهام المشاهدين, بقوة فريق الخصم, العاجز حتى للوصول إلى منتصف ملعبه.
إستغفلوا المتبارين بلعبتهم القذرة هذه, جميع المغفلين والمشجعين, والمبغضين للفرق الأخرى, من الذين (جحدوا بها و إستيقنتها أنفسهم) هذه الفرق لا تحبذ مثل هذه الباريات, لأنهم يلعبون بأرواحهم لتحقيق النصر والفوز المبين, ويجهلون طعم الخسارة التي لم يتذوقوها أبداً.
ثمة فرقٍ كبير بين مباراةٍ دوليةٍ , ومباراةٍ وديةٍ, والفرق أكبر بين من يَقتُل ليعيش! وبين من يُقتَل ليعيش غيره, هل من مفرقٍ بين من ورث الشهادة, ومن يدعي الشهادة, إن التوقيت في مباريات كرة القدم مهم, بيد إن التوقيت يكون أهم في المباريات السياسية, لما يحمله من بعد إستراتيجي لتغير بعض المعادلات الحاصلة, والمفروضة على أرض الواقع.