بعد معركة صفين, لجأ معاوية لأسلوب السرايا المجرمة, التي تهاجم المدن العراقية, تسلب وتقتل وتفعل أنواع القبائح, لنشر الرعب, كمقدمة للرضوخ لوهم الوحش, بدل الحرب والمواجهة المباشرة,والتي ذاق فيها معاوية طعم الهزيمة, فكان المكر سبيله, و كسب معاوية المستقبل, وسيطر على العراق لاحقا, وظهرت داعش بنفس الأسلوب الأموي, عبر تسيير قوافل تقتل وتسرق وتدمر, مما ساعدها على مسك الأرض, نتيجة النزوح الكبير للعوائل, بفعل تأثير رسالة الرعب.
الغرب عندما شاهد داعش, وما تفعله بالمنطقة, لم يلجا لحلول حقيقية, بل بحث كيف يمكن إن يستفيد, من الوضع الشاذ للمنطقة.
أعلنت أمريكا أنها لا تستطيع إسقاط داعش فورا, لأنها مهمة شبه مستحيلة( كما تدعي أمريكا), ووضعت سقف زمني بالحاجة لسنوات ثلاثة أو تزيد, وعمدت إلى تشكيل تحالف دولي, يقوم بضربات جوية فقط, للحد من تمدد الدواعش, أي للحفاظ على الوضع, على ما هو عليه, لأنه يحقق مكاسب غير متوقع لهم, لذا لا يريدون الانتقال للخطوة التالية, إلا بعد اخذ كل ما يمكن أخذه, من بيع سلاح, إلى تلاعب بالأسواق النفطية, إلى تشكل كيانات جديدة, إلى ردت فعل قد تنتج أزمة, وأمريكا من عشاق الأزمات.
نفسها أمريكا, واجهت خصما عنيدا, يملك دولة, وجهاز قمعي هو الأشد بالمنطقة, بالإضافة لجيوش متعددة, أنه الطاغية صدام, لكن أعلنت أمريكا, إن قضية إسقاط صدام لا تحتاج إلا إلى أسابيع قليلة, وتحقق مرادها بثلاث أسابيع تقريبا, مما يدلل على كذبها بشان الخطر الداعشي, وسقف السنوات الثلاث لإسقاطه, كذبة لا تنطلي إلا على السذج, فلا فائدة ألان لأمريكا, من القضاء تماما على الدواعش, كطبيب غير نزيه, هو لا يعالج المريض من أول جلسه, مع قدرته, لأنه يريد من المريض إن يحضر جلسات أكثر, كي ترتفع الفاتورة.
يتصور الغرب انه عبر الخطة الأمريكية, يمكن احتواء خطر الدواعش, ومحاصرته على ارض العراق وسوريا, مما يعني تحول المنطقة لمستنقع كبير, لا يغرق به الغرب, منتظرين ما تنتج عنه الفوضى, فيمارسون السكوت عن فضائع ما يجري, ويلتزمون بسياستهم غير الإنسانية, والفاقدة لأي قيمه أخلاقية, فيتم التضحية بالعراق وسوريا, كي تستمر سعادة الغربيين, هكذا يخطط الغرب, وداعش تنفذ على ارض الواقع.
مثلما كان جيش معاوية سيسقط, لو تم شن هجوم كبير عليه, فالدواعش سقطوا, نتيجة هجوم الحشد الشعبي وقوات الجيش, وبغطاء جوي عراقي خالص, حيث قلبوا الموازين, واسقطوا حسابات أمريكا والغرب, فانكشفت هشاشة الغول (داعش), وانه ممكن جدا هزيمته, لو ترك الأمر للعراقيين وحدهم, فها هي ديالى وتكريت تعود لحظن الوطن, وتم تحريرها من الدواعش, في ظرف أيام.
على الحشد الشعبي والقوات الجيش المضي قدما, من دون التفات لزعيق المتآمرين, والأكيد إن الغرب وإذنابه لن يتركوا ثوب الغدر.