سأوجه بعض الرسائل – ذو الطابع الأسلامي أو السياسي أو الفكري .. ، وهي رسائل محددة موجهة مختصرة ، سأنشرها بين فينة و أخرى كسلسلة ، وكل رسالة ستنهج موضوعا ليس له علاقة بالأخر ، أملا منها تفريغ مادة أو فكرة للقارئ ، وستكون الرسائل غير مترابطة بالمضمون ، ولكن تجمعها مظلة واحدة وهي حرية الفكر و الرأي .. لأجله أقتضى التنويه .
الموضوع :
أستشهد الداعية الإسلامي / السعودي ، عائض القرني بحديث “موضوع” حول أن أهل الجنة يتكلمون اللغة العربية ، إلى جانب محاولات المقارنة بين اللغات من حيث عدد كلماتها ، وقال إن :
– عدد كلمات اللغة العربية 40 مليون كلمة .
– أما عدد كلمات اللغة الإنجليزية فهي 40 ألفا .
… / نقل بتصرف عن موقع CNN في يوم 10.03.2015 .
الرسالة :
الوضع العربي ، بحاله المزري ، سياسيا وأقتصاديا وأمنيا وأجتماعيا .. ، لا يعوزه فقط كي يرتاح ألا هذه المعلومة ، ” أن أهل الجنة يتكلمون العربية ” ، الشيخ عائض القرني ، ترك كل مشاكل الأمة العربية ، وبلده بالأخص / السعودية ، التي تقطع رقاب العالم في الساحات العامة ، وتجلد أهل الرأي الحر / كرائف بدوي ، وتناول وأفتى بأن العربية هي الأسمى و الأفضل و الأميز و الأكمل لدى أهل الجنة ، وأنهم يتكلموها ..
1. وقد أستند الشيخ عائض القرني على الحديث التالي : فقد روى الطبراني في الأوسط والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان وغيرهم عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أحبوا العرب لثلاث لأني عربي ، والقرآن عربي ، وكلام أهل الجنة عربي ) .. وهذا الحديث حكم عليه ابن الجوزي ب ” الوضع ” ، وقال الذهبي : أظن الحديث ” موضوعا ” ، وقال الألباني في السلسة الضعيفة (رقم 160) : موضوع ، وأبو الفرج بن الجوزي ذكر هذا الحديث في الموضوعات ، وقال : قال الثعلبي : لا أصل له ، وقال ابن حبان : يحيى بن زيد يروي المقلوبات عن الأثبات ، فبطل الاحتجاج به ، والله أعلم . / نقل بتصرف من موقع الأسلام سؤال وجواب 83262: هل اللغة العربية هي لغة أهل الجنة .
2. لكي نحكم على صحة الحديث ومدى أعتماده ، من الضروري أن نعرف ما هو الحديث ” الموضوع ” ، ففي موقع / الشيخ الدكتور محمد بن عبد الغفار الشريف ، حول الحديث الموضوع ( قال الإمام النووي رحمه الله : ولا تحل روايته لأحد علم حاله في أي معنى كان إلا مقرونا ببيان وضعه بخلاف غيره من الأحاديث الضعيفة التي يُحتمل صدقها في الباطن ، فإنه يجوز روايتها في الترغيب والترهيب . ويُعرف الوضع بإقرار واضعه ، أو ما يتنزل منزلة إقراره ، وقد يفهمون الوضع من قرينة حال الراوي أو المروي ، فقد وُضعت أحاديث يشهد بوضعها ركاكة ألفاظها ومعانيها ) .
3. وفي موقع / مركز الفتوى ، يبين ، أن الحديث الموضوع ( هو الكلام المنسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كذباً ، كما سبق بيانه في الفتوى رقم : 27850 ، وللفائدة في هذا المعنى يرجى الاطلاع على الفتوى رقم : 68524 . والله أعلم ) .
4. وفي / موقع شبكة سحاب السلفية ، يجيب العلامة الجابري ، حول ” هل أهل الجنة يتكلمون اللغة العربية “
حيث قال ( حتى الساعة لا أعلم دليلًا على ذلك ، لكنهم يتكلمون ، والذي يظهر لي أنَّهم يفهمونَ كلامَ بعضهم ، نعم ) .
5. وفي هذا الصدد ، أنتقد الدكتور حمزة المزيني من قسم اللغة العربية وآدابها ، بجامعة الملك سعود بالسعودية ، استشهاد الداعية الإسلامي ، عائض القرني بحديث “موضوع” حول أن أهل الجنة يتكلمون اللغة العربية ، واصفا هذه المحاولات بـ “السخيفة” ، وتابع ” وقوله إن كلمات العربية 40 مليون كلمة والإنجليزية 40 ألفا غير صحيح . إذ يبلغ عدد كلمات الإنجليزية 400 مليون كلمة في المائة السنة الماضية فقط !.. / نقل بتصرف من موقع يمن برس في يوم 10.03.2015 .
رسالتي الخاصة :
* قبل أن أبدأ رسالتي الخاصة ، سائل يسأل هل يوجد من زار الجنة ! وسمع لغة قاطنيها ! ثم رد الى الأرض و أخبرنا بلغة أهل الجنة ! هذا أول تساؤل ! .
* الحديث الذي أعتمد عليه عائض القرني / ( أحبوا العرب لثلاث لأني عربي ، والقرآن عربي ، وكلام أهل الجنة عربي ) ، هو حديثا موضوعا ، لا يعتد به .
* وما اود قوله ، أنه لا زال الشيوخ و الدعاة / وخاصة السعوديون منهم يكفرون العالم كله ، لأن هذا الحديث الموضوع ، يعني العالم كله في جهنم ، والمعنى الواضح الذي يقصده القرني أن فقط المسلمين الذين يتكلمون العربية في الجنة ! وليس كل من يتكلم العربية ، لأن الباقي كفرة و أنجاس !
* أما لو قرأنا الحديث التالي ، فسوف يجعلنا أن نتسأل أيضا .. ( فقد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، قيل : من هي يا رسول الله ؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي ، وفي بعض الروايات: هي الجماعة ، رواه أبو داود والترمذي وأبن ماجه والحاكم ، وقال : صحيح على شرط مسلم / نقل بتصرف من موقع مركز الفتوى رقم الفتوى: 76858 . ) …
* الفرق اليهودية و النصرانية / أي المسيحية ، ليس ما نحن بصدده في هذه الرسالة .
* أما الاسئلة التي قد تذهبنا في دهاليز يصعب الأجابة عليها ، هي أنه أذا أغفلنا موضوع التقسيم الذي أشار أليه الرسول ووضعناه جانبا .. ( سنفترق الى 73 فرقة ، وفرقة واحدة ناجية … ) ! ولكن أجابة الرسول حول الفرقة الناجية بأنها ” من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي ” .. وسؤالي هل يوجد في عالم اليوم ” مسلمين على نهج وهدى وطريقة الرسول وأصحابه ” ! ولو سلمنا بأن الجنة يتكلم ساكنيها اللغة العربية ، فهذا يعني بشكل أو بأخر أن الجنة للعرب المسلمين ! ولو قبلنا هذا المبدأ جدلا ! فأي من عرب اليوم المسلمين يشبهون الرسول وأصحابه ! وهذا سيقودنا الى نتيجة مفادها .. الى أن الجنة خالية خاوية !