هبوط اسعار النفط رافقه هبوط كبير بالرؤية المستقبلية المتعلقة بالجانب العلمي والاكاديمي فبعد سنين القحط الفكري التي مرت علينا في العقود الماضية تنفس طلاب الدراسات العليا الصعداء عندما تم ابتعاثهم لتكملة دراستهم العليا , لم يتنفسوا لوحدهم بل مستقبل العراق تنفس معهم لان المسيرة العلمية منذ عقود اصابها الاهمال والتسيب حتى ان معظم جامعات العالم تشك بجدية وصحة الشهادات الممنوحة للطلبة الخريجين وخصوصا طلاب البكلوريوس وتشك كذلك بمستواهم العلمي على اثر الفساد الذي اصاب المؤسسة التربوية والعلمية , انخفاض سعر البرميل صاحبه قرار يلزم المبتعثين بـ ( التقشف) حيث صدر قرار بتخفيض رواتبهم الى النصف والغاء التأمين الصحي للطالب وعائلته المرافقة له مما جعل الطلبة في ورطة حقيقية .
نعم نحن نمر بضرف صعب وعلينا تقديم اولوياتنا , ولكن هل الاولوية بسحب اليد من الكفاءات العلمية , هؤلاء الطلبة هم رصيد الوطن العلمي والاكاديمي هؤلاء سيحصلون على شهادات من جامعات علمية مشهودة لها بالكفاءة والنزاهة ولم يحصلوا عليها بـ( بالواسطة ) وسيعودون الى الوطن لكي يسهموا في بناء وطن لطالما تمنينا الى يلحق الدول الاخرى التي كانت فيما مضى متخلفة ونحن المتقدمون عليهم واليوم اصبحنا نحن في اخر الطابور .
علما ان المبلغ المرصود لمجموع الطلبة المبتعثين لايشكل رقما كبير قياسا بالارقام الخرافية المرصودة للرئاسات الثلاثية , مثلا النواب الثلاثة لرئيس الجمهورية , ماهي فائدتهم للبلد؟ وجودهم في هذا المنصب مجرد تهدئة خواطر وكذلك نواب رئيس الوزراء والوكلاء والكثيرالكثير غيرهم من الدرجات التي لم تقدم شيء للبلد , بالعكس وجودهم يثير الشك والريبة وتدور حولهم شكوك الفساد .
نحن نعتقد ان ابناءنا الطلبة المبتعثين احق بالرعاية من هؤلاء , كما ان المرجع السستاني طلب من الحكومة مراجعة هذا القرار والعودة عنه بما يضمن استمرارهم بالدراسة والاطمئنان عليهم وعلى عوائلهم . ان الاستثمار في تطوير المستوى العلمي ضمان لمستقبل البلد فلا تبخلوا على المستقبل.