كانت الاجتماعات على اوجها، ولكثرتها يئس شعب تلك المدن من انهم سيحصلون على كرامتهم في اقليم الله، لكنهم تداركوا الامر وقرروا الصبر، كان النبي يسعى مابين المدن، مدن الاقليم ذاته يقنعهم بالتأسيس لاقليم الله، اجتمع هناك واجتمع هنا، وكانوا يعترضون على النبي في جميع التفاصيل، هل اوصى الاله بالاقليم، وهل نزلت آيات محددة بتشكيله، كان النبي يضحك من هؤلاء ويردد : عندما يهبط الاله الى الارض اسألوه هذه الاسئلة، الاله يريد تحقيق انسانيتكم لا اكثر، لكنه دائما يدعو الى جنة مختلطة من جميع الاقوام، وليس للاقاليم حصة فيها.
يا لأنبياء هذا الزمان، انهم يسعون باتجاه تقسيم كل شيء، ليسهل عليهم التنظير باتجاه افكارهم وافكار الالهة التي ارسلتهم، مستحيل ان يكون ثلاثة انبياء تبعثهم الالهة في ذات الوقت، هل هذه مصادفة ان تنتشر تعاليم سماوية متناقضة، هل هؤلاء الانبياء مزيفون، وهل هناك معجزات لديهم؟ وهل ان اقناع بعض الناس يعتبر معجزة في هذا الزمان، هكذا كان عمر حائرا، يفكر بما آلت اليه الرسالات، وماهي امكانية الرسل في تغيير مستوى تفكير الناس، وهل ارسل هؤلاء الرسل مبعوثيهم الى اصقاع الارض، وكيف يجري هذا وهم يحاولون ان يقتطعوا اجزاء تحت اسماء الاقاليم.
هل الامر سيشبه الى حد ما، ان محاربي هذه الاقاليم قد وصلوا في يوم ما الى اطراف حضارات ومدن كبيرة، وعلى يد نبي واحد، كانوا على وشك ان يسحقوا العالم تحت سنابك خيولهم وسيوفهم الملتوية، وهل ان هذه المدن تنتقم بعد تلك السنوات، فاجبرت هذه الاقاليم ان يكون السلاح بيد تلك الدول المقهورة ايام عصور الاقاليم الذهبية، ربما سندفع الجزية في يوم ما كما تسلمناها من قبل، سوف يكون الامر هينا لو تعلق الامر بالجزية، ان قرطاج تحترق ثانية على يد روما، مدينة صلاح الدين ، هي مدينة اخرى تعتبر من بنات بغداد تحترق، كما احترقت بغداد منذ زمان سحيق.
ستبكي الاشجار هناك، والتربة ستفقد خصوبتها لاعوام مقبلة، هل سيكون اقليم الله افضل من الاقاليم الاخرى، ولايتعرض للغزو المفاجىء، وهل ستصادر اسلحته، كما صودرت اسلحة القرطاجيين، ويبقى تحت حماية بعض الدول، وماهو مصير الانبياء فيه وفي غيره من الاقاليم، كل التعاليم ستلفظ انفاسها ، التعاليم القديمة، وسنعمد الى تعاليم جديدة تلائم روح العصر، هكذا قال النبي في اقليم الله، الافكار
القديمة اثقلت بالآراء، وتشعبت الفرق بحيث صارت لاتعد ولاتحصى، واضاع البعض الدليل الحقيقي لمايقول، حيث يتناقض مايقول مع صفات الانبياء والآلهة، لن يكون هناك اله يقاتل في تعاليمنا الجديدة، الاله مركزه محفوظ، وحتى نبي الاقليم لن يقاتل، هناك من ينوب عنه في هذه المسألة.
بعد معركة واحدة ولكنها كبيرة، قرر الشعب في اقليم الله طرد النبي، لانه فرط بدماء ابنائه، بعثهم هناك ليقاتلوا اقواما همجية سلطتها بعض الحضارات المعاصرة، في حين ان رأي الشعب، ان يحافظ المقاتلون على حدود اقليم الله، لكنه استهلكهم بمعركة جانبية، لانريد وصاياك، ثرواتنا نفدت واسلحتنا تكسرت، لم تبق لدينا سيوف ولارماح، بماذا سندافع عن اقليم الله، ام انك تريد ان تقنعنا ان الاله هو من سيدافع عن اقليمه، لم يقتنع نبي اقليم الله بمايقولون، وانه مصمم ان يتخلص من انبياء الاقاليم الاخرى لانهم بلا تعاليم ودونما حدود معروفة، ان اقليم الله، حدده الاله وهو من بشر به، هناك دماء غزيرة سالت بعيدا عن حدود الاقليم، هؤلاء يحاول النبي ان يتجاهلهم.
كانت الجلسة قد عقدت وطلب الشعب من النبي، اعادة جثامين 1700 جندي قتلوا بطريقة بشعة، اننا نريد معجزة من معجزاتك، والا لاحاجة لنا بالكلام، لم نطلب منك ان تحيي الموتى، ولانريد موائد كما طلب الذين قبلنا، نريد اعادة جثامين ابنائنا، وان لم تفعل فانت نبي مزيف، ولسنا بحاجة الى نبي لايمتلك معجزة واحدة، الانبياء دائما يدعمون آراءهم بالمعجزات، فاين هي معجزتك؟، عجز النبي امام اصرارهم وفكر كثيرا، وفي الليل اخرج جواز سفر اميركي قديم وجنسية اميركية، وفي مساء اليوم التالي كان يرتدي الجينز في واشنطن ويدور في شوارع المدينة.