14 نوفمبر، 2024 7:50 ص
Search
Close this search box.

125 عاما على ميلاد باسترناك

125 عاما على ميلاد باسترناك

ولد بوريس ليونيدوفيتش باسترناك في العاشر من شباط / فبراير عام 1890 , وتحتفل الاوساط الادبية الروسية هذه الايام بمرور 125 سنة على ميلاده , وقد شاركت صحيفة ( ليتيراتورنايا غازيتا ) ( الجريدة الادبية ) الاسبوعية في عددها الصادر بتاريخ 11-17 شباط / فبراير من هذا العام2015 بهذه المناسبة ,ونشرت على صفحتها الاولى صورة فنية كبيرة ملونة ومجسمة لباسترناك , وجاء تحت الصورة مقترح الصحيفة الرائع , والذي تدعو فيه الى اقامة تمثال لباسترناك في موسكو , وتفتح باب التبرع لتنفيذ ذلك الاقتراح وجمع التواقيع تأييدا له , واستمرارا لمساهمة الصحيفة بهذه المناسبة توجهت بسؤالين حول باسترناك الى مجموعة من الادباء الروس ونشرت اجاباتهم على الصفحة السادسة من عددها المذكور, ونقدم للقارئ خلاصة لهذا الاستبيان الممتع .

نص السؤالين –

1-ما هو دور باسترناك في حياتك ؟ 2-ما هو موقفك بشأن نشر المواد السرية التي اعلنتها وكالة المخابرات الامريكية, والتي تشير الى انه قد تم التعامل مع رواية ( دكتور زيفاغو ) بشكل متعمد ومصطنع , وان الغرب قد ساعد بشان حصولها على جائزة نوبل؟

الاجوبة –

يوري شيرباكوف ( شاعر ) أجاب عن السؤالين كما يأتي –

1- استمعت لاول مرة الى قصائد باسترناك في عام 1979 عندما كنت اعمل ميكانيكيا في باخرة لصيد الاسماك . كان ذلك في بث اذاعي خاص لصيادي الاسماك والبحارة في الشرق الاقصى . لقد هزٌتني قصائده .

2- شئ واحد استطيع ان اقوله – اني معجب جدا بقصائد باسترناك , ولكن بنفس الوقت لا تعجبني نتاجاته في النثر.شاعر رائع ولكنه ناثر متوسط جدا . بالنسبة لروايته – دكتور زيفاغو , فان السياسة قد لعبت الدور الرئيس بشهرتها وليس الادب , ونشر المواد تلك الخاصة بها يؤكد ذلك ليس الا … اما رئيس تحرير جريدة ( زافترا ) ( الغد ) الاديب والشخصية السياسية الروسية المعروفة الكساندر بروخانوف فقد اجاب عن السؤال الاول قائلا انه قرأ معظم نتاجات باسترناك في شبابه وان هناك فعلا تاثير شعره ونثره عليه , وكان جوابه عن السؤال الثاني كما يأتي – ( موقفي طبيعي . كانت هناك حرب باردة, والتي لا زالت مستمرة. في السياسة يستخدمون كل الوسائل المتاحة , بما فيها الثقافة . المهم عدم الوقوع بالخطأ عند اختيار الوسيلة , والامريكان لم يقعوا بالخطأ هنا . وفي هذا المعنى تكمن الكارثة الشخصية لباسترناك , والتي أثٌرت على مصير الاتحاد السوفيتي )…وساهم في الاستبيان ايضا الشاعر يفغيني ريين , وجاء في اجابته عن السؤال الثاني ما يأتي – ( موقفي تجاه ذلك يكمن في عدم الاكتراث . ( دكتور زيفاغو ) – رواية رائعة , اما السياسة فانها شئ قذر, ويجب عليها الا تمس الادب ) …اما رئيس تحرير مجلة ( الرواية – الجريدة ) يوري كوزلوف فقد كانت اجابته عن السؤال الثاني تفصيلية جدا , اذ انه تحدث عن الموقف تجاه باسترناك من قبل السلطة السوفيتية و قارنه بالموقف من الكاتب بولغاكوف من قبل تلك السلطة آنذاك , و التي كانت بقيادة ستالين , وقارن موقف ستالين وخروشوف تجاه هذين الاديبين الكبيرين مشيرا الى ان خروشوف كان ( أكثر غباءا من ستالين واسوء منه في تفهمه للادب ) , ولهذا فقد قاد حملة هائلة ضد باسترناك في خمسينيات القرن العشرين وتحت شعار – ( أنا لم أقرأ نتاجات باسترناك , ولكني اشجبه …) , هذا الشعار الذي انعكس حتى على الاوساط الماركسية خارج الاتحاد السوفيتي عندها , ويستنتج

كوزلوف بعد ذلك , الى ان هذا السؤال ينقسم الى شطرين , الاول يشمل الموقف تجاه باسترناك داخل الاتحاد السوفيتي , والثاني يشمل الموقف تجاهه خارج الاتحاد السوفيتي , بما فيه موقف المخابرات الامريكية , والتي يرى انها تصرفت من منطلق الحرب الباردة , ولو أعلن خروشوف ان رواية ( الارض البكر زرعناها ) لشولوخوف ممنوعة في الاتحاد السوفيتي , فان الاوساط الغربية كانت ستعلن رأسا ان هذه الرواية هي قمة الابداع الفني … اما الشاعرات اللواتي ساهمن في هذا الاستبيان فقد كان لهن رأي خاص حول الموضوع , فقد قالت الشاعرة اينا كابيش انها تحب رواية باسترناك بغض النظر عن نوبل وجائزته , وان حصول هذه الرواية على الجائزة هو ( ارادة الرب ), وان رفع السرية عن وثائق المخابرات الامريكية بشأن الرواية لم يؤثر سلبا او ايجابا بالنسبه لها ولحبها لابداع باسترناك , اما الشاعرة الشابة ماريا مالينوفسكايا , الطالبة في معهد غوركي للادب , فانها تؤكد ان الكتاب الحقيقي يشغل مكانه اللائق به بغض النظر عن الاجراءآت التي تقوم بها هذه الجهة او تلك تجاه ذلك الكتاب , وان رواية باسترناك ( دكتور زيفاغو ) تستحق فعلا جائزة نوبل للاداب على وفق قيمتها الفنية , وان هذه الخطوات التي تتخذها هذه المنظمة او تلك وراء الكواليس هي ثانوية ليس الا , اما الشاعرة ناديجدا كونداكوفا فقالت في اجابتها عن السؤال الثاني , ان رفع الطابع السري عن المواد الخاصة برواية باسترناك في المخابرات الامريكية لم تؤثر بتاتا على موقفها تجاه الرواية ولا تجاه باسترناك نفسه ,( اذ اننا كنا نعرف ان منع طبع تلك الرواية داخل الاتحاد السوفيتي عندها قد أدٌى الى كل ذلك الضجيج , وان المخابرات الامريكية قد تصرفت في اجواء الحرب الايديولوجية بين بلدينا , وقد تم استغلال منع اصدار الرواية من قبلهم ), علما ان كونداكوفا تعتبر ان الرواية تستحق فعلا جائزة نوبل للآداب , وتؤكد ان القصائد في تلك الرواية بالنسبة لها تعد – ( قمة في الشعر ).

أحدث المقالات