23 نوفمبر، 2024 6:06 ص
Search
Close this search box.

المراس الحضاري والمسؤولية الجماعية في إرساء دعائمه في العراق/2

المراس الحضاري والمسؤولية الجماعية في إرساء دعائمه في العراق/2

كتبنا في الحلقة الاولى حول الاساسيات المعتمدة في الدول كي تنطلق منها في التنمية والتخطيط وضبط الامن والتوزيع العادل للثروات وتساوي الفرص والحريات الفردية. نود ان نكتب في هذه الحلقة عن موضوع اخر مهم وهو كيفية التخلص من الفوضى والفساد المستشري في دوائر الدولة العراقية. الكل منا يعلم ان الثورة المعلوماتية التي اجتاحت العالم وفرت من الميزات التي استخدمت للحد من عوامل الفساد وإيجاد نوع متطور من التنظيم المؤسساتي. نجد ان في دوائر الدول الرسمية مثل دائرة الجنسية والجوازات والعقارات والضريبة والدوائر غير الرسمية مثل المصارف وغيرها هناك اجهزة توضع لتنظيم دور المواطنين المراجعين الذين يأخذ كل واحد منهم رقماً من هذا الجهاز وفقاً لنوع المعاملة التي يريد انجازها ويرى رقمه من خلال شاشات موجودة امام كل موظف يقرأها المواطن لكي يعرف دوره وتوضع كاميرات لمراقبة سير عمل الموظف وتعامله مع المواطنين. هذه العملية البسيطة يمكن تطبيقها في كل دوائر الدولة وتفعيل انجاز المعاملات من خلال الانترنت للذين يعرفون استخدامه لتقليل الزخم على الدوائر ذات العلاقة، اذ بامكان اي مواطن اصدار له بطاقة معلومات او هوية الاحوال المدنية … الخ من خلال الانترنت وترسل له عن طريق البريد الى العنوان الذي يدونه على الاستمارة الخاصة بذلك. ان المراس الحضاري الذي نحن نكتب بصدده تقع مسؤوليته على الدولة بالدرجة الاولى وعلى مواطنيها بالدرجة الثانية، على الدولة ان تضع ركائز هذا المراس من خلال المدارس الابتدائية ووسائل الاعلام المتنوعة اذ لا نجد قناة رسمية عراقية تهتم بشؤون الطفل وتنميته وتثقيفه حضارياً. تعليم الاطفال كيفية المحافظة على النظام.
والنظافة وحب الوطن والإخلاص في العمل كلها من واجبات الدولة لتنتج مواطنين صالحين يحبون العيش بسلام ويمارسون حياتهم اليومية بنظام ويعملون على اصلاح الاخطاء. ليس من العيب ان نستفيد من النظم الغربية الصالحة منها وليس من الضير ان ننقل تلك التجارب لأطفالنا وليس هناك من مشكلة اذا طالبنا مؤسسات الاتحاد الاوربي التي تهتم بالطفولة ان تغنينا بتجاربها وخبراتها، انها مسؤولية وتحتاج الى قادة مثقفين أهلاً لتحمل هذه المسؤولية وهم قلائل في هذه الفترة العصيبة، اقولها للأسف في الاحزاب الحالية. لنسأل انفسنا مرات ومرات بماذا نختلف نحن عن الامم المتحضرة لنضع الحلول ان استطعنا، هل لنا ان نقول بأننا فعلاً ننتمي الى اولى الحضارات في العالم؟ اذا كنا كذلك فلماذا الشعوب الاخرى التي ولدت حديثاً او الدول التي تأسست في القرن العشرين متطورة ومنظمة أكثر منا!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات