رأيتهُ في المطارِ
وتَتَبعتُ خطاهُ .. خطوةً
خطوةً .. كأنها تُبيتُ أمرا :
على هذه الأرضِ !
وإلى حيثُ ما انتحى
تَشَبَهْتُ بِهِ
وتَشَبَهَ بي
.. صارَ شبح مِنْ زمانٍ غابرِ
مِنْ زمنِ { كانَ يا ما …. }
كحالِ معظم صَحْبي ..
كانت عينيه تقولُ : هيا اقتربْ وتعالا !
.. نظرتُ إليه: …
وكانَ كلانا
بينَ صحوٍ ورقادِ
حلمٍ وحلمٍ عابرِ
: إنْ كانَ هُوَ فقد تغيّرَ خلال ثلاثينَ عاما !
زادَ قبحاً وجمالا !!
وزادَ سُكْرُهُ سُكْرا ..
: لمْ يبقَ منهُ إلا عويناتهِ
كأنَّ ألواح الزجاجِ بعضها فوق بعضِ
تفتحُ كوةً .. وعِبرَ أفقها
طريقةَ نظرهِ
ضجرهِ
وثُمً قولهِ آهَا ..
بودادِ !
..
تتلاقى العُيُون .. و ثُمً تعبُرْ
ألا تذكُرْ ؟
تناقشنا في قَتْلَةِ الحلاجِ –
واحْتفلنا بالسهروردي
وانتهينا بالتضادِ
أي بمهازلَ جحا
: أليستُ الدنيا : رُحى؟
..
وتأجلتْ رحلتي
أي إلى بلادي التي..
..
أما أنتَ فإلى أي بلادِ ؟
..
ثم ابتعدتْ خطاهُ
لكنهُ التفتَ وثم صاح بأعلى
صوته إسمي !
وقد توقعْتُ هذا!
فلم أعِرهُ انتباها!
ضَحِكْتُ في سِرِّي , قُلتُ :
سيكونُ اللقاء يوما ما من غير ميعادِ
.. كلنا من قوم عادِ
*****