منذ ظهور القاعدة والجماعات الجهادية من طالبان وبوكو حرام والنصرة وداعش دولة الاسلام ازدادت رغبة الناس في تصفح كتب السلف والاقوال المأثورة للنبي محمد (ص) والصحابة وكان للبخاري ومسلم حصة الاسد . ومع تنامي القاعدة والجهاديين انتشر فكر السلفية او مايطلق علية الوهابية بشكل واسع في اوساط اسيا السوفيتية وانتج عنة مقاتلين اشداء شاركوا في عمليات عسكرية واسعه في افغانستان والشرق الاوسط وقد استمد اغلب الجهادين فتاواهم من شيخ الاسلام ابن تيمية في نقض الاراء والفتاوى التي تخالف نهج الجماعات الاسلامية .
لم يكن قتال الجماعات المسلحة في افغانستان يعطي هوية مذهبية او عقدية في قتال السوفييت وكل مافي الامر ان الامريكان استغلوا خطأ القيادة السوفيتية في التدخل في افغانستان ليسقط ذلك الدب بذلك الخطا الستراتيحي بدلا من الحرب الباردة وقد استطاع برجنسكي عراب نظرية الطرق اسفل الجدار من اقناع المملكه العربية السعودية بالجهاد في افغانستان وتسخير الاموال والمقاتلين في خدمة المشروع الذي افضى الى انهيار الاتحاد السوفيتي ومحور الدول الشيوعيه في اوربا .
لم تكن تلك الحرب تهمنا او ترد لمسامعنا الا بعد ان قامت القاعدة بضرب برج التجارة العالمي وتدخل الولايات المتحدة في افغانستان واسقاط طالبان .
الاعلام الغربي الذي كان يغض الطرف عن ممارسات وجرائم الجماعات الجهادية في افغانستان طوال فترة الوجود الروسي صار يبث صور واخبار جرائم طالبان والقاعدة عبر الانترنيت .. فكنا نقرأ عن الذبح وقطع الرؤوس في كتب التاريخ ؟ والتاريخ … تاريخ ! تشدنا احداثة ولايهمنا ان كانت احداثه جريمة فعلها مدان او غير مدان خصوصاً وان اغلب شخوصها هم من الصحابة او التابعين او ممن تبعهم بالفضاعات الي يومنا هذا بصبغة الحفاظ على الدين . هذة الصور جعلتنا نتسمر امام هولها وفضاعتها خصوصاً وقد ابتدى طالبان بذبح اطباء من كوريا الجنوبية جريمتهم انهم منظمة انسانية تعني بصحة الافغان في المناطق النائية وكان مشروعهم انساني واخلاقي مستمد من عقيدتهم البوذية في حب الانسانية ولكنهم وقعوا اسرى في يدي من لا يرحم اسرى بدر فكيف وهم بوذيين .
هذة الثقافة تغيرت بفعل المال السعودي واصبحت العقيدة الجهادية السلفية التي يتبناها المفكر التكفيري الريدكالي المتطرف ابن تيمية هي السائدة في افغانستان وقد فسر السلفية ان قتل الاسرى الكوريين مطابق لحكم الشريعة بالنص القرأني
( مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )
ورغم ان الكوريين لاتنطبق عليهم افعال السلف في قتل الاسرى وذلك كونهم غير مسلحين وغير مقاتلين وثانياً ان الله يبغي من تلك الاية هؤلاء الذين يساومون على الاسرى الذين ارتكبو جرائم .
هذة اولى جرائم التنظيمات الجهادية المعاصرة والتي خلفت عشرات الالوف من الجرائم في افغانستان والعراق وبقية مناطق النزاع .
طالبان بررت جرائم قتل الاطباء الكوريين مثلما برر المخرج السوري مصطفى العقاد جريمة قتل المسلمين لاسرى بدر وضربهم بالسهام اثناء شربهم الماء . او جريمة ردم ابار الماء التي يرتوي بها العطشى من الطرفين ؟ فلم الرساله كان ادانة واضحة ودقيقة لم نكن ندركها عند مشاهدتنا الاولى للفلم ولكنها اصبحت جريمة حرب مضافة الى جرائم السلف في المعارك والحرووب . هذة الجريمة وهذاالكمين يبرره الاسلاميين بان الحرب خدعة ومهارة ودهاء وفي الحروب تسقط الكثير من الاعتبارات وما اشهر الاسلاميين بتلك الاعتبارات منذ السلف الصالح ولحد الان .
ورغم ذلك فهنالك حقيقة هي ان ليس كل السلف جائر كما ليس كل الخلف حائر ولكنها مبررات لافعال هي مثار جدل .
ففي الوقت الذي يحرص المعاصرين من المسلمين على اخلاقهم الانسانية فان الاسلاميين هم بلا موروث او تراث اسلامي فجرائم القتل والتنكيل عبر التاريخ تثبت تلك الفضاعات .
المسلمون في عموم الارض مذهولون من تصرفات الاسلاميين الاوليين والاخرين ويجدونها منافية لتعاليم الله وسنة نبيه ولكنهم يصتدمون بتراث ابن تيمية وصحاح البخاري ومسلم التي يبرر تلك الفضاعات والجرائم .
كثيراً مايستنكر المعاصرين جرائم قتل الحكام من الملوك والرؤساء اخوانهم ورفاقهم في النضال والحياة ولكنهم بقدر مايدينون تلك الجرائم يقفون حائرين عندما يتقاتل الصحابة فيما بينهم بل ليس الصحابة فحسب بل العشرة المبشرة بالجنه فيما بينهم ليعجل بعضهم بعضاً بالذهاب الى الجنة دون ان نعرف المذنب والبريء. ومثلما عجل معاوية بعمار ابن ياسر وخالد ابن الوليد بمالك ابن نويرة وعمرو ابن العاص بمحمد ابن ابي بكر وسيدنا يزيد باحفاد النبي وهو خليفة خلافته شرعيه من وجهة نظر الفقة السلفي ووجوب طاعتة وعدم الخروج عنة وان كلف ذلك بحور من الدم فهو امام ان اخطا او اصاب فجميع من قتلوا يذهبوا بنياتهم وجميع القاتلين موجورين على افعالهم .وعندما يستهجن المرء ذلك الموروث ويحتقره فهو مرتد يجب اقامة الحد عليه قتلا بالسيف لطعنة بالسلف. .
ان الاسلام السياسي الذي تبلور بشكل واضح بعد وفاة النبي محمد (ص) وشكل البداية التي لاتنتهي في صراعات السلطة والنفوذ . لم يقتصر بين الصحابة فحسب وانما انتقل الى ابناء واحفاد الصحابة بل ان الاغلب الاعم من ابناء الصحابة قتلوا ونحروا بطريقة وحشية . وان مايتميز به السلف وابنائه واحفادة ليس قطع الرؤوس وتصليب الجثث وابقائها معلقة لاشهر تحت حرارة الشمس والمطر وانما ذلك التكريم الحافل براس الضحية فمن عادات السلف هو ان يرسل رأس الخصم الى امير المؤمنين وخليفة المسلمين او الى ولي الخلافة في كافة الامصار ليحتفي به .هؤلاء الذين يطلق عليهم سلفية او وهابية يتعاملون بشدة في تفسير الدين فهم يقتلون من يسيء ويشتم الرسول وهم بنفس المقدار احفاد من قتلوا ابناء الرسول وكان يطلق عليهم الطلقاء هؤلاء اكثر جرأة ووقاحة على دين محمد ولهم دور غاشم في الاستيلاء على السلطة وتغير ثقافة الاسلام واشاعة احاديث الكذب والتضليل في البطش والقتل والتخويف والترويع . فلا غرابة في هؤلاء الذين قتلوا المسلمين لاكثر من ١٤٠٠ عام ان يقتلوا بقية خلق الله بالاستناد الى اكاذيب تنسب للدين والنبي والصحابة وهم براء من افعال واقوال هولاء .
خصوم السلفية لايجدون مبرر للفكر السلفي ويجدونها جرائم دونية ومشينة ترتبط بعامل البيئة والجغرافية وفي كون السلف الاول وماتبعه متأثر بالعامل البدوي والسلوك الصحراوي الذي ينتعش بالغزو والسبي والنهب والقتل .
السلف يعتبر عقيدة المسيح شركية واليهود قردة وخنازير والبوذيين والهندوس والسيخ كفرة يقتلون ولايستتابون . ويضعنا نحن سلف السلف في احراج شديد مع نظرائنا على هذا الكوكب الملتهب . رغم ان نظرائنا يتهمنا بقصر التفكير والقباحة والشذوذ والانحطاط والغدر واننا بدو اجلاف اغلاف .ولكنهم لم يذكروا او ينسبوا اقوال لانبيائهم والهتهم بما ينفي وجود العرب والمسلمين والسؤال الذي لم يجيب عليه المسلمين . ماذا لو في كتب اليهود والنصارى والبوذيين والسيخ والاخرين مافي كتبنا في قتل المخالفين . ماذا لو قال البوذيين يجوز قتل المسلمين وان استتابوا وان قطع رؤوسهم وحرقهم يطابق العقيدة البوذية وماذا لو قال اليهود والنصاري ان المسلمين بكافة طوائفهم قردة وخنازير .
وماذا لو قال راهب او قس كما البخاري ومسلم وابن تيمية ان موسى قال اخرجوا العرب والمسلمين من ارض الرومان والاغريق والبزنطيين وماذا لو قال كاهن ان بوذا يقول اخرجوا اجلاف الصحراء من ارض اسيا ..
وماذا لو قال عيسى لامكان للعرب في ارض الميعاد وليخرج العرب من فلسطين والاردن ولبنان وانهم ورثة الاراميين الكنعانيين وانهم من اوائل الفينيقيين .هذا الحال يشمل بقايا المسيحين في العراق الاكثرية التي تحولت اقليه بفعل المد الصحراوي العربي للعراق ولم تطالب يوماً بانهم سومريين واراميين وبقايا نبي الله ابراهيم ..
هذا السلف الذي يعبى الاخرين بعقيدة رفض الاخر من الاديان هو يرفض ابناء جلدته من الدين نفسه ممن اخطا واصاب في الاجتهاد فيقال على هولاء رافضة وهولاء خوارج وهولاء مرتدين وجميعهم يتهمون من هو بمركز النفوذ والسلطة والمال تكفيري غاشم . واغلب التكفيريين يطلقون على مخالفيهم من المذاهب الاخرى انهم انجاس ارجاس .
نموذج القاعدة وداعش وبوكو حرام وطالبان والنصرة صناعة استخبارية امريكية متميزة استطاعت وبكفاءة عالية من مواجهة الشيوعية والثورة الايرانية والمشروع القومي والاتجاة الليبرالي التقدمي واستطاعت من تحقيق ماعجزت عنه مشاريع اخرى مغايرة .
داعش والقاعدة في القتال تستند باقوال مؤثورة للسلف وان الفضاعات التي ترتكبها داعش بالقتال تحرج الخلف بسبب ما للسلف من اسانيد اثبتت صحتها في اشاعة العنف والقتل والكراهية والتحقير ..
هذا السلف الذي وجد من الغنائم حجة لايختلف بها عن اي دولة غازية تمارس اللصوصية في وضح النهار ولكن هذا ينطبق على جميع المقاتلين في مفردة الغنائم ولكن سبي النساء وبيعهن كما الغلمان ينطبق على احفاد السلف فقط … فقط كان السلف والتابعين من الخلفاء وامراء المسلمين وولات الامصار ورؤساء الجند وقادة الشرطة هم غير سطوة ماهو عليه الخلف لفترة قريبة باستثناء سلوكيات اخر الخلافة العثمانية في تعاملها مع غلمان الخليفة وولاته . ان من يقوم بخدمة الخلف من الملوك والقواد غلمان محليين لاتنطبق عليهم اختيارات الغلمان في عهد السلف وفي عهد التابعين في كونهم يباعون ويشترون بطريقة بخسة وكانوا في الاغلب في المزاد العلني . فكثيراً مايمنح سيد او امير او سلطان غلامة لاخر وكثيراً ما يقع اختيار الغلمان وفق مواصفات نادرة تغلب عليها الوسامة ومهما كان سعره او بلدةه.. فكان جميع غلمان الخلفاء والامراء يشترون باموال باهظة من بلاد الترك والافرنج والكزخ والتركمان وليس من بلاد الصحراء الذين لايصلحون الا للغزوات والفتوح . واعلاه كلمة التوحيد !. الغلمان ظاهرة منافية للاخلاق لدى الخلف وتندرج ضمن العبودية والشذوذ ولايتقبلها الا المثليين والتي افعالهم مدانة تقابل بحسم من جهات اسلامية لها نفس سلوكيات الطاعة للسلف ولكن بشكل مغاير في ايجاد فتوى قتل المثليين والشواذ ولكن غلمان الولاة والخلفاء لهم حصانة السلطان رغم الشبهات التي تطالهم انذلك .
هذه السلوكيات سائدة تقابلها ما كان يذكر من محاسن السلف في العلاقات الاجتماعية والانسانية فما كان يفعلة السلف في العلاقات الاجتماعية انذلك يعتبر الان فعل مشين ومخجل . فمن النادر ان يتقدم صديق من صديقة من اجل ان يتزوج ابنته بينما كان السلف الاول واغلب المبشرين بالجنة يزوجون بناتهم لبعضهم بل ان البعض منهم يتزوج فتاة بمقدار حفيدته بالعمر . وان الخلف يجد في تصرفات السلف انذلك عملاً مشيناً ومخجلاً بينما السلف واحفادهم لايجدون ذلك منافياً للاخلاق والذوق .. فتخيل ان لك صديقاً يزورك منذ سنين واحدى بناتك تجلس في احضانه طفلة صغيرة تشاء الاقدار ان تكبر ليطلب يدها وهي تستقبله لسنين بعمي او خالي . من الممكن ان يخطب الصديق اخت او ابنة عم اوخال صديقة من اجل التقرب وادامة الصلة ولكن ان يخطب بنت صديقة .. قد تسمع بحادثة زواج رجل مسن بمراهقة وتعدها من العجائب او قد تشاهد صورة رجل مسن بجانب فتاة صغيرة تزوجها على مواقع الانترنيت فهي تحصد ملايين المشاهدات والتعجب ان لم تكن حديث الناس لعقود وهي تتندر من تلك الحادثة فهذا الشذوذ بعينه الذي يعاني منه السلف ويخجل منه الخلف .داعش والسائرين على نهج السلف لايعتبرون الاسير لاعتبارات وطنية وقومية وحتى دينية . احفاد السلف من داعش والقاعدة لم تكفيهم مغريات الحور العين وانهر الخمرة جراء جهادهم في ذبح المخالفين لهم بل تجاوزوا ذلك بافعال الغنائم والسبي والنهب والحرق والتهديم والقتل بتعاملهم مع الاسرى . فالاسير معلوم كما السلف بنهاية النحر ولكن الاسيرات يكن سبايا توزع على زعماء القوم وقادتهم ووفق النسب والجاة والجمال فالجميلة لخليفة المسلمين وقوادة وابناءه والباقيات للرعاع ممن ليس لهم سوى النعيق يرتضون باقل من الحور العين والذين يقام عليهم الحد بين حين وحين برميهم من اعلى البنايات جزاء افعالهم المثليه . بيع سبايا الايزدية في الموصل لمناطق مختلفة وباسعار مختلفة فعل تجاوز افعال السلف .فالاسير عند السلف لاتنطبق علية معاهدة جنيف والاسر لايجعله معصوم الدم كما في الحروب عبر التاريخ . فهو ينتظر العقوبة وفق النصوص السلفية في سن حرب الابادة البشرية فيفتح كتاب الصحاح للبخاري او مسلم او منهاج السنة لابن تيمية وسيجد العقوبة المناسبة للاسير والمخالف والمرتد والخارجي والرافضي .. وبين قطع اليد والارجل والحرق والرمي من مكان عالي لم يذكر السلف القتل بغاز السارين والاعصاب والقنابل النووية ..التي اذا ما تمكن احفادالسلف الصالح من امتلاكها فسوف نقتنع ان القيامة قد قامت وقد حان وقت الحساب .