قالتها ذي قار, وسنشاهد العراق يقولها, شكرا ليس لأنه قام بواجبه, بل لأنه برهن على أن العراق لا يخلوا من العقول, كما حاول الجاهل أن يسوق جهله.
عانى العراق من حكومات جاهلة, مارست أنواع الحيل و الأكاذيب, حاولت أيهام الشارع العراقي بعدم وجود غيرهم, وكأنما عقمت أرض الفراتين عن ولادة العقول إن عدوا منها, مستهدفين تأريخ العراق الزاخر بالعقول, ومستقبله الواعد, محطمين عقوله البارعة, بين محاربة وقتل وتهجير.
عادل عبد المهدي, أحد تلك العقول التي حوربت في عهد النظام الهدامي المقبور, وقد حوربت من قبل إعلام من وجدوا أنفسهم قادة بالصدفة, ولكنه رغم تلك المحاربات, لم يبخل على أرضه التي غذته من طيب عطائها, و ملح الشروك الذي صنع العقول الرائعة, فكان مثال القائد الخادم لبلده.
لقد أعاد عادل عبد المهدي ثقة الشارع بوزرائه, فبعد أن صدم الشارع العراقي بوزراء فقط بالاسم, سرقوا أموال الشعب, وتاجروا بغذائه, ووزارات يقودها الجاهل الضرورة, ولأول مرة بعد السقوط, نجد الشارع العراقي يخرج ليقول شكرا لوزير, بعد مقولة اللعنة على الحكومة السارقة.
لم يقم وزير النفط العراقي عادل عبد المهدي, إلا بما هو واجبه, فنجد أبناء ذي قار بشرائحها كافة, تخرج لتقول شكرا عادل عبد المهدي, وعند سؤالي لأحدهم لماذا شكرا؟! قال: شكرا لأننا وجدنا وزيرا يقوم بواجبه بعد 44 سنة من حكومة لم يتسنم مهامها غير أصحاب الجهل المركب!
كم هو مظلوم بلدي؟! وكم هو محظوظ؟!
مظلوم لكونه أستنزف جميع تلك السنين دون تقدم, ومحظوظ لكون من تسنم خزائنه اليوم هو القوي الأمين, رغم كل نعيق الغربان متمنية موته, بعد أن أرهقته ثمان سنين عجاف, الجم نعيقها نهوضه بهمة رغم الجراح, ورغم المكائد والحفر, التي حاولت النيل من همته.
يا ترى من هم أخوة يوسف؟! وقد نطق الذئب متبرئا من خسة أعمالهم! وها هي غلة الأمصار شاهدا على حياة يوسف وحكمته, وما بينكم وبينهم شتان, فعيرهم لم تسرق ولكن دبر لهم لغاية, وعيركم سرقت ولم تكتفي, بل حاولت أقناع الجهلة بأن يوسف سرق.
شكرا عادل عبد المهدي, لأنك اليوم أثبت للعالم إن العراق لديه عقولا في السياسة, وليس لديه سياسة العقول, وأثبت إن من نهج هذا النهج لا عقل له, لقد أثبت أن هناك شمس خلف السحاب, مهما قاومت تلك السحب نتيجة صدفة الطبيعة, فهي ستنصهر أمام شمس الحقيقة الثابتة.
نعم شكرا, وجدنا في حكومتنا وزير ذو رؤيا مستقبلية, وزير يعرف معنى الوزارة عندما يحاول الخارج النيل من اقتصاد العراق, رجل يتعامل مع الجميع وفق منظار الربح المشترك والخسارة المشتركة, خارج نطاق مافيات الكراسي المريضة, رؤية الفريق القوي المنسجم.
هؤلاء هم قادة العراق وعقوله, رغم المكائد سخروا واردات العراق الطبيعية, سلاح بوجه من عزم على محاربتهم.