18 ديسمبر، 2024 10:50 م

القران المجيد . والفهم الجديد ..!

القران المجيد . والفهم الجديد ..!

ان غبار الموروثات تراكم.. حتى تحجر..! ويمكن ان نتحدث عن (الاحجار) و (الاصنام) .. والتي تقف بيننا وبين الخالق (تعالى) وبياناته.. وان العناوين الدينية، قد تكون اليوم، هي الأبعد عن فهم الغيبيات والمجردات..!

ومن الخطر.. ان يلغى (القران الكريم).. ويستبدل بعدد من التفاسير..! يلغى كلام الحكيم العليم.. ويستبدل بما قاله عدد من المتعلمين.. قبل مئات السنين..!

والاخطر.. ان يلغى عقل الانسان .. ويمنع من الفكر..! يلغى اعظم مخلوق (العقل) .. ويستبدل بذاكرة دون (معالج) للمعلومات.. ويهمل تطور العقل البشري، ونفرط بالتطور الذي حصل في منهجية البحث العلمي وادواته، وتقنياته، لنتصنم على عدد من التفاسير..!

وحسب فهمي، والانسان لا يتعدى حدود فهمه.. ان ريح عاصفة هبت بقوة قبل ربع قرن – تقريبا- لتزيح طبقات من الغبار ، تكدست على العقل الديني.. هبت عاصفة التجديد لتخرج العقل الديني – نسبيا- من حالة جمود.. مضى عليها الف عام.. تقريبا..

ويبدو ان عاصفة الشهيدين الصدرين(رض) اثرت باتجاهين:

الاتجاه الاول: التفسير.. وهما قد وضعا (التفسير الوضوعي) ..و (منة المنان في تفسير القران)..

اما التفسير الموضوعي، للشهيد محمد باقر الصدر، فانه نوع من البحث الرصين، حول موضوع معين، نحتاجه، ونحاول الحصول على الحكم والموقف القراني منه، وبطبيعة الحال، سيكون البحث، تفسيرا للقران بالقران، وبمنهجية علمية منتجة.

واما كتاب (منة المنان في تفسير القران) للشهيد محمد الصدر.. فان خرج عن التقليدية في انجازه.. وهو ليس تفسيرا، كما هو متعارف، بل اطروحات قرانية تثير الفكر.. وتحرك العقل.. على خلاف ما مضى عليه (السلف).. وخاصة الذين وضعوا (قواميس) لتفسير القران.. وانزلوا كلام الله (تعالى) من مضامينه العالية اللامتناهية.. الى كلام البشر المحدود، زمانيا ومكانيا.. كما فعل اولئك الذين حولوا الخالق الى مخلوق.. وعبدوه..!!

فقال الصدر.. متألما: ..حبيبي … كم منكم نسبة من حاول ان يفهم الدعاء والقرآن ؟ ..واحد من مدرسيني السابقين ربما قبل حوالي الثلاثين سنة يقول: انت هل حاولت ان تطالع القرآن مطالعة كما تطالع كتابا ؟ ..فاذا كأنما قصة اذا تأريخ اذا شعر فانت تقراه بتمعن، ولكن اذا قرآن لا تقرأه بتمعن ! ..تعس فألك حبيبي.. تعس فألك… اذا دعاء لا تقرأه بتمعن تعس فألك وانت من الخاسرين ..وسيد محمد الصدر اذا فعل ذلك ايضا الخاسرين. أنتهى كلامه.

لا يمكن للشهيد الصدر حينها.. ان يعبر عن كل ما في صدره.. مثلا : لم يتحدث عن سلبية حفظ القران – فقط ودون تفكر-.. لكنه عمليا كان يشير الى ذلك وهو يفتح القران ليقرا اية من الجزء 30.. هل الصدر لا يحفظ سورة (انا اعطيناك الكوثر).. ! مستحيل..! لكنه – حسب فهمي- يريد ان يقول: اقرا.. كما قالها القران اولا..!

ولم تقتصر اطروحة (القراءة الجديدة) على القران فقط.. بل شملت البيان الشرعي (القران والحديث والروايات).. والروايات هي احاديث المعصومين.. فقال سماحته:

..حبيبي.. اهل البيت سلام الله عليهم غير مقصرين. اعطونا في الادعية والاخبار علوما جمة وكنوزا كثيرة. القران ماذا ؟ هل قصر ؟ ((ما فرطنا في الكتاب من شيء)) اطلاقا، الصغيرة والكبيرة، والظاهرة والخفية، والمهمة والبسيطة. كلها موجودة في القرآن الكريم، فلماذا لا نفهمها ؟ باختصار : لاننا معرضون عنه واننا غافلون عنه لا اكثر ولا اقل (كول لا

!). (الهانا الصفق في الاسواق) في اسواق الدنيا وهمومها وشهواتها وبلاياتها وصعوباتها وسهولاتها واموالها، كائن من كان ….انتهى.

والصدر يجد في البيان الشرعي ، المعرفة، التي يستهدفها المشروع الالهي.. وهي اهم غايات ذلك المشروع.. فقال:

حبيبي، الله لهذا يريدنا ؟ لهذا خلقنا ؟ لهذا جاء بنا الى الدنيا ؟ لا طبعا، بكل تأكيد لا !

وللحديث بقية.